![]() |
غلق |
![]() |
خيارات وادوات |
مواضيع أخرى للكاتب-ة
بحث :مواضيع ذات صلة: فاطمة ناعوت |
الذين يرشقونَ نوافذَ القطارات!
مَن يقرأ عنوانَ المقال سوف يظنُّ لوهلةٍ أنه مقتطفٌ من قصيدة أو عبارة سابحة في قطعة أدبية. فالقطاراتُ مصدرُ إلهام للشعراء؛ لأنها سطرٌ مارقٌ في الحياة، يحملُ اللقاءات والوداعات، وينقلُ المعلومَ إلى المجهول، وقد يسرقُ منّا أحبابَنا إلى حيث لا يعودون، أو يخطفُ أحلامَنا ويمضي إلى حيث يمضي القنّاصةُ بما قنصوا. ورُبَّ عاشقٍ ينتظرُ قطارًا يحمل حبيبتَه، ورُبَّ ثكلى لا تبرحُ رصيفَ المحطة تنتظرُ عودة ابنها الشهيد. كذلك "النوافذ" مفردةٌ شِعرية. فخلف ستارة كل نافذة في هذا العالم، دراما وحكايا لا تنتهي. حتى مفردة "يرشقُ" تحمل من الشِّعر ما تحمل. فسهامُ الحب تنطلق من قوس كيوبيد لترشقَ قلوبَ العشاق، والرُّماةُ يرشقون طرائدهم بالرماح لترتسم لوحاتُ الخوف والوجل وتتلوّن صفحةُ الحياة بفرشاة العذاب. ولكنك عزيزي القارئ الذي اختطفك الشعرُّ والخيالُ، حين تلمحُ "علامة التعجّب"(!) في نهاية العنوان، سوف يُخامرُك الشكُّ، وتتلبّسك الحيرةُ، وترتدُّ إلى واقعنا ردًّا مباغتًا. لأن الشِّعرَ يتخفّفُ من علامات الترقيم، خصوصًا "علامات التعجب"! فالشعرُ نفسه "حالة تعجّب"! الشعرُ لا يطرحُ إلا العجائب من إشراقات القلوب والعقول؛ فلم يعد يثيرُ عجبَ الشِّعرِ عجيبٌ. لكلّ ما سبق، أرجو ألا أُفسِدَ عليكم نهاركم الطيبَ وأُخرجكم من تأملاتكم الشعرية لأخبركم بأن: لا شِعرَ في الأمر ولا أدبَ ولا خيالاتٍ! وأن "علامة التعجب" في العنوان، وبعد كل جملة في المقال، ضرورةٌ لُغوية لإبداء التعجب الحزين والدهشة المريرة، والاستياء المحبط!
|
|
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() |
|||
|
نسخة قابلة للطباعة
![]() ![]() ![]() ![]() |
![]() |
||
المواضيع المنشورة لا تمثل بالضرورة رأي الحوار المتمدن ، و إنما تمثل وجهة نظر كاتبيها. ولن يتحمل الحوار المتمدن اي تبعة قانونية من جراء نشرها |