حسن مدبولى
الحوار المتمدن-العدد: 8506 - 2025 / 10 / 25 - 01:04
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
تابع كثيرون ـ بحماسٍ لافتٍ وربما مبالغ فيه ـ واقعةَ استبعاد أحد النواب السابقين من الترشح لانتخابات مجلس الشعب الجديدة، وكأننا أمام حدثٍ استثنائي أو خسارة وطنية كبرى !!
فما إن صدر القرار، حتى ضجّت منصّات التواصل بتعليقاتٍ متباينة، تجمع بين الحزن والغضب، وتتنافس في إظهار التعاطف، معتبرة أن الرجل «من أبرز المعارضين» وأن استبعاده «انتكاسة ديمقراطية».
لكن في الواقع، من الصعب أن نرى في الأمر ما يستحق كل هذا الصخب.
فلا السماح بترشّحه كان سيغيّر مسار الحياة السياسية في البلاد، ولا منعه يشكّل علامة فارقة في المشهد العام.
فالرجل كان نائبًا في مرحلةٍ سابقة، جاء إلى البرلمان في ظلّ إرثٍ عائليٍّ سياسي معروف، ولم يترك خلال وجوده بصمة تُذكر في الملفات الوطنية الكبرى. بل على العكس، فقد جرى في تلك المرحلة تمريرُ عددٍ من الاتفاقيات والقوانين التي أثارت جدلاً واسعًا حول تأثيرها على المصالح المصرية، سواء فيما يتعلق بجزيرتي تيران وصنافير، أو بتعديلات الدستور، أو بترتيباتٍ اقتصاديةٍ مرتبطة بملف الطاقة وحقوق الغاز.
من ناحيةٍ أخرى، لا يمكن تجاهل ما أُثير قبل ذلك من ملابساتٍ شخصية وإشكالاتٍ أخلاقية كان من الطبيعي أن تدفع صاحبها إلى التواري خجلا عن المشهد العام، لا إلى الظهور المتكرر في صورة «المظلوم السياسي».
كما أن التعامل الانتقائي مع مثل هذه القضايا، باعتبار بعضها «حريات شخصية» حين يتعلق الأمر بمعارضين، بينما تُدان ممارسات مشابهة إن أثيرت حول شخصياتٍ أخرى ، يعكس خللاً في المعيار الأخلاقى ذاته، لا في الوقائع.
في النهاية، تبقى القضية في جوهرها أبسط مما نتصوَّر،،
فهناك ملفات وقضايا وشخصياتٌ أخرى أولى بالاهتمام، وأجدر بأن نرفع الصوت دفاعًا عنها، ممن مسّهم الضرر الحقيقي ولايزالون يدفعون ثمن مواقفهم عن وعيٍ ومسؤولية.
فلنضع الأمور في حجمها الطبيعي،ولاتدخلوننا معارك وهمية فتنزِلوننا منازلَ أقلّ مما نستحق.
#حسن_مدبولى
#حسن_مدبولى (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟