أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رحيم حمادي غضبان - فيما اذا تغير أسم الخليج














المزيد.....

فيما اذا تغير أسم الخليج


رحيم حمادي غضبان
(Raheem Hamadey Ghadban)


الحوار المتمدن-العدد: 8338 - 2025 / 5 / 10 - 12:12
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تعد تسمية الخليج الذي يقع بين شبه الجزيرة العربية وإيران من المواضيع الحساسة التي تتناولها مختلف الأطراف السياسية والدولية. هذا الخليج يعرف لدى العرب بالخليج العربي، في حين أنه يُسمى لدى الإيرانيين بالخليج الفارسي. وقد أصبح هذا الخلاف على التسمية قضية مستمرة في العلاقات بين دول المنطقة، وأيضًا في الساحة الدولية، حيث يطغى عليها التوتر السياسي والمصالح الإقليمية. ولكن، هل الخلاف حول التسمية مجرد نزاع لغوي أم أن هناك أبعادًا جغرافية واقتصادية ومصالح بحرية تقف وراءه؟

الخلفية التاريخية:

قبل أن نبحث في الأبعاد الحالية لهذا النزاع، من الضروري أن نفهم أن التسمية لم تكن دائمًا محل نزاع. تاريخيًا، كان يُطلق على هذه المنطقة اسم "الخليج الفارسي" على مدى قرون طويلة، وذلك في الكتب الجغرافية والتاريخية الموثوقة، من قِبل المؤرخين العرب والفرس على حد سواء. ولكن مع مرور الوقت، وخصوصًا في القرن العشرين مع استقلال دول الخليج العربي، بدأت بعض هذه الدول تطالب باستخدام "الخليج العربي" بدلاً من "الخليج الفارسي"، وهو ما أفضى إلى هذا النزاع.

الأبعاد الجغرافية والمصالح الاقتصادية:

من الناحية الجغرافية، يُعتبر الخليج العربي هو النقطة الفاصلة بين الدول العربية في شبه الجزيرة العربية من جهة، وإيران من جهة أخرى. يمتد الخليج العربي ليشمل مياهًا إقليمية لكل من هذه الأطراف، إلا أن المياه الضحلة التي تشكلت حول معظم الدول الخليجية تمنح هذه الدول السيادة على مناطق بحرية واسعة من الخليج. في المقابل، إيران تتمتع بجزء كبير من السواحل، حيث تمتد سواحلها على طول 1,800 كيلومتر من هذا الخليج.

ورغم التداخل الجغرافي، فإن مصالح الدول المطلة على الخليج تتداخل في بعض المسائل مثل إدارة الموارد الطبيعية، خصوصًا النفط والغاز الطبيعي. من جهة أخرى، تحاول إيران الحفاظ على هيمنتها السياسية في المنطقة، بينما تسعى دول الخليج إلى تعزيز دورها في الأمن الإقليمي وتنويع استراتيجياتها البحرية.

التواجد الساحلي:

إيران، كما ذكرنا، تملك أطول سواحل في الخليج. لكن، في حين أن سواحلها تمتد على طول الخريطة، إلا أن دول الخليج العربي تمتلك مجتمعةً سيطرة على مناطق استراتيجية، مثل مضيق هرمز الذي يعتبر من أهم الممرات البحرية العالمية لتجارة النفط. فالمضيق هو المدخل الرئيس للنفط القادم من الخليج إلى بقية العالم، مما يجعله ذا أهمية خاصة في السياسة العالمية.

الاتفاقيات الدولية:

فيما يتعلق بالاتفاقيات الدولية، فإن هذا النزاع حول التسمية لم يتجاوز حدود الساحة الدبلوماسية، إلا أن هناك بعض المعاهدات التي تنظم الممرات المائية في الخليج. أشهر هذه المعاهدات هي اتفاقية الأمم المتحدة لقانون البحار (1982)، والتي تعترف بالمياه الإقليمية للدول المتشاطئة، مما يعني أن كل دولة على سواحل الخليج تمتلك حقوقًا بحرية ضمن حدود معينة.

ومع ذلك، يبقى الخلاف على التسمية غير معترف به دوليًا على مستوى الإجماع. بعض المنظمات الدولية، مثل الأمم المتحدة، تتجنب تبني تسمية واحدة بشكل رسمي، حيث يتم التعامل مع المنطقة بالاسم العام "الخليج" في الكثير من المستندات.

التغييرات في التسمية والتداعيات:

إذا تم تغيير اسم الخليج إلى "الخليج العربي"، فإن هذا سيحقق مكاسب على الصعيد السياسي بالنسبة لدول الخليج العربي. التغيير سيكون بمثابة دعم لموقفها السياسي، ويعزز هويتها الإقليمية. بالنسبة لهذه الدول، فإن مثل هذا التغيير يعني أن دول الخليج ستكون في موقع أقوى في مفاوضاتها الدولية. ومن ناحية أخرى، قد يؤدي ذلك إلى تداعيات سلبية بالنسبة لإيران، حيث سيفقد هذا التغيير تميزًا تاريخيًا ساعد في تعزيز مطالبتها بالسيادة على هذه المياه.

لكن، من الناحية الأخرى، قد يسبب هذا التغيير تصعيدًا سياسيًا في المنطقة، حيث ستشعر إيران بأن هناك محاولة لتقليص مكانتها التاريخية والثقافية في الخليج. وهذا قد يؤثر على العلاقات السياسية والاقتصادية بين الأطراف المختلفة، بما في ذلك التحالفات الدولية التي قد تتشكل وفقًا لتوزيع المصالح.

الخاسر والمكاسب:

بالنسبة للدول الخليجية، إذا تم تغيير الاسم إلى "الخليج العربي"، فإن المكاسب ستكون واضحة في تعزيز الهوية السياسية والإقليمية. كما أن هذا التغيير قد يكون له أثر إيجابي على مواقفها تجاه قضايا أمنية واقتصادية تتعلق بهذه المنطقة الاستراتيجية.

أما إيران، في حال حدوث التغيير، فسيكون لها تأثيرات سلبية على المستوى الدبلوماسي، حيث ستخسر ما تعتبره جزءًا من إرثها الثقافي والسياسي، وقد يؤدي ذلك إلى مزيد من العزلة على المستوى الإقليمي.

آلية التغيير:

فيما يتعلق بكيفية تغيير التسمية، يتطلب الأمر توافر إرادة سياسية من جانب دول الخليج في إطار التنسيق فيما بينها. قد يتضمن التغيير استخدام المصطلح الجديد في المراجع الرسمية الدولية وفي الأنشطة الدبلوماسية والإعلامية. لكن، بما أن الأمم المتحدة والمنظمات الدولية الأخرى تتجنب اتخاذ موقف رسمي بشأن التسمية، فإن هذا التغيير قد يكون محدودًا في نطاقه.

الخلاصة:

إن نزاع التسمية بين "الخليج العربي" و"الخليج الفارسي" يتجاوز كونه مجرد خلاف لغوي إلى مسألة سياسية واقتصادية عميقة تؤثر على العلاقات بين دول المنطقة. إذا تم تغيير الاسم، ستكون هناك مكاسب للدول الخليجية من حيث تعزيز الهوية، ولكن قد يصاحب ذلك تداعيات سلبية على مستوى العلاقات الإقليمية والدولية، خصوصًا بالنسبة لإيران. ومن المتوقع أن يبقى هذا الخلاف قضية معقدة تتداخل فيها المصالح الوطنية والدولية



#رحيم_حمادي_غضبان_العمري (هاشتاغ)       Raheem_Hamadey_Ghadban#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الوعود الأنتخابية في العراق بين الديمقراطية الوليدة وخيبة ال ...
- السكن العشوائي ومسؤولية التنظيم مقارنة بين الواقع المصري وال ...
- الأخلاق بين زمن العالم الرقمي والأزمنة السابقة
- الفساد الأداري بين الفجور والتقوى
- التسول بين الفرد والدولة ...
- عبق الماضي
- الحرب التجارية بين الولايات المتحدة الأمريكية وجمهوربة الصين ...
- الشارع التونسي والحركات الأسلامية المعتدلة بين الحقيقة والوه ...
- الصحافة .حارسة الحقيقة
- اللعبة الأقتصادية من يحركها ولماذا لايعيش البشر سواسيه؟
- بين سطوة القوة وأنفلات الفكر .قرأة في عالم تحكمه المصالح بدو ...
- جريمة القتل ظاهرة تنذر بالخطر وتشريعات تحتاج وجهة نظر
- هل يتحقق الحلم العراقي بالوصول مرة ثانية لكأس العالم بكرة ال ...
- التيار الصدري وتحديث بطاقة الناخب هل تلويح للمشاركة في الأنت ...
- خور عبدالله بين المد الكويتي والجزر العراقي
- الحرية المطلقة وتفكك الأسرة المهاجرة في المجتمعات الغرببة ال ...
- الشرق الأوسط وتصاعد الأزمات وتجدد الحديث عن حل الدولتين
- الأزمات المتجددة في الشرق الأوسط وتجدد الحديث عن حل الدولتين
- الهند والباكستان. تصعيد عسكري وتحذيرات نوويه
- السويد بين مفترق طرق .هل تتحول العودة الطوعية الى تطهير ناعم ...


المزيد.....




- -قوي ومنسق جيدا-.. رئيس وزراء باكستان يعلق على رد بلاده على ...
- جاريد كوشنر مستشارًا لإدارة ترامب في جولته إلى الشرق الأوسط ...
- ترامب سيعترف بالدولة الفلسطينية أثناء زيارته للشرق الأوسط (إ ...
- ثلاث حقائق عن لعبة GTA 6
- محادثات صينية-أميركية في جنيف لمحاولة احتواء الحرب التجارية ...
- الخارجية الهندية: وقف إطلاق النار مع باكستان بدأ الساعة الخا ...
- الدفاع الروسية تعلن حصيلة جديدة لخسائر قوات كييف
- السعودية تستعد لفتح خط جوي مباشر مع ليبيا بعد مباحثات أمنية ...
- بوتين يشيد بالعلاقات الروسية الفيتنامية ومحطاتها (فيديو)
- الدفاع الروسية: قواتنا تواصل التزامها بهدنة عيد النصر وترد ع ...


المزيد.....

- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رحيم حمادي غضبان - فيما اذا تغير أسم الخليج