أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خليل قانصوه - الهوية الوطنية و الهوية الفئوية














المزيد.....

الهوية الوطنية و الهوية الفئوية


خليل قانصوه
طبيب متقاعد

(Khalil Kansou)


الحوار المتمدن-العدد: 6472 - 2020 / 1 / 25 - 18:30
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



أعتقد أن المؤرخ هنري لورانس هو الذي قال " إن من يعتقد أنه فهم شيئا في المسألة اللبنانية هو الذي تلقى عنها شرحا خاطئا " . خطر هذا القول في البال أمام التطورات المتسارعة على الساحة اللبنانية التي وصفها أيضا مؤرخون مثل هنري لورانس نفسه و جورج قرم بأنها " مختبر " تجري فيه التجارب على الأطروحات و الخطط المعدة لمنطقة غربي آسيا و شمال إفريقيا و دراسة التوقعات التي قد تترتب عنها .
من البديهي إذاً أن تكون الصورة عن الحالة في لبنان غير واضحة لأنها مؤقتة ومتغيرة باستمرار ، كونها انعكاس لما يجري في منطقة عُطل فيها القانون الدولي من قبل الولايات المتحدة الأميركية و إسرائيل ، فسادت شريعة الغاب و انتهكت القيم و الأعراف الإنسانية ، فصار السمك الكبير يأكل الصغير على جميع المستويات ، في الحي السكني ، في الشارع و الساحة العامة ، في الإدارات الرسمية ، في القرية و المدينة على السواء !
ينجم عنه أن الناس في لبنان بوجه عام ، مثلهم مثل غيرهم في غرب آسيا و شمال إفريقيا خائفون من الولايات المتحدة الأميركية وإسرائيل و خائفون في الوقت نفسه من زبانية أمير الطائفة ( امنه الخاص ) بالإضافة إلى خوفهم أيضا من زبانية السلطة في دولة اتحاد أمراء الطوائف ( الأجهزة الأمنية)
فمن المعلوم في هذا السياق ، إن الكائن الإنسان ، في لبنان ، و أغلب الظن أن الأمر كذلك أيضا في بلدان أخرى ، لديه هويتين ، هوية طائفية ( نسبة إلى الدين ) أو عشائرية أو حزبية إقطاعية إلى جانب هوية وطنية (نسبة إلى شبه الدولة الوطنية بما هي دولة تحت الوصاية ) .
الرأي عندي أن الكثيرين في بلاد مثل لبنان ، كانوا في الماضي يقدمون هويتهم الوطنية على الهوية الطائفية ، إلى حد أنهم كانوا يسعون إلى التخلص نهائيا من هذه الأخيرة ، أما الآن فإن المعطيات تغيرت حيث طرد الوطنيون من الحيز العام أو منعوا من ممارسة أي نشاط أو هددوا بمنع لقمة العيش عن عائلاتهم ، فهاجروا أو لاذوا بالصمت .
من نافلة القول أن الهوية الوطنية تتغذى من المشروع الوطني أو بتعبير أدق من مشروع العيش المشترك مقابل الهوية الطائفية التي تتعارض في المجتمعات المتخلفة مع مفهومية الوطن ، فهي تعريفا ، تفرّع أصله في خارج البلاد .
لا أظن أننا نجازف في القول أن التضييق على الحركات و الأحزاب الوطنية العلمانية و إطلاق حرية التصرف للجماعات الطائفية ، و دعم التعليم الخاص على حساب التعليم الرسمي ، كلها عوامل تضافرت على تغريب مفهومية الوطنية عن الأذهان . لا سيما أن هزيمة حزيران 1967 الماحقة بددت حلم الدولة الوطنية المستقلة
هذا لا يعني على الإطلاق أن جميع اللبنانيين أصلا ، المقيمين أو المغتربين ، تخلوا عن مفهومية الوطن ، أو أنهم أقلعوا جميعا عن التفكير في وطن يكون في لبنان ، أو أن لبنان جزء منه. و لا جدال في المقابل في أن كثيرين لا يريدونه وطنا لأنهم ربما يئسوا بعد أن انتظروا طويلا .
ما يهم قوله هو أن المؤمنين الذين يحفظون إيمانهم في صدورهم هم بالقطع أصدق من الذين يعلنون أيمانهم من فوق الأسطح و من الذين يكرهون الناس باسم الدين على أتباعهم . ليس كل المصنفين في لبنان في هذا المذهب أو ذاك ، يوافقون في الواقع على ذلك . و لكن العبرة بما جرى هي أن أمراء الطوائف احتلوا البلاد و أن المنازعات التي تقع بين الفينة و الفينة فيما بينهم ليست من طبيعة ثورية أو تحررية و أنما هي من أجل تمتين الاحتلال . فمن المعروف أن امراء الطوائف لا يتركون الفريسة إلا لأمثال هولاكو كما حدث في حزيران 1982 . من يصارع في لبنان ضد من ؟



#خليل_قانصوه (هاشتاغ)       Khalil_Kansou#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إن الصراع هو على لبنان و ليس في لبنان
- الذين يادروا إلى شن الحروب لم ينتصروا
- معادلات السنين العجاف
- الامبريالية الأميركية الإسرائيلية (4)
- عبثية معاونة الأكراد للولايات المتحدة الأميركية في سورية
- الإخوان بين الأمس و اليوم
- هل انتقمت الصواريخ في سورية للطائرة التي اسقطها الإيرانيون ؟
- غارات إسرائيل و نهاية الإمارة
- الأملريالية الجهادية و التوراتية
- فكان لهم على البحرين مؤتمر
- أوصياء اللاجئ و النازح و الرازح تحت و طأة المحتل !
- ملحوظات عن مفخرة أسمها الجزائر
- الناس على دين ملوكهم ( الشق الثاني)
- الناس على دين ملوكهم ( الشق الأول )
- الإمبريالية الأميركيةالإسرائيلية (3)
- الإمبريالية الأميكية الإسرائيلية (2)
- إمبريالية أميركية إسرائيلية (1)
- بإنتظار مؤتمر القرن في البحرين (4)
- بانتظارقمة القرن في البحرين (3)
- بانتظار قمة القرن في البحرين (2)


المزيد.....




- -حماس- تعلن تلقيها رد إسرائيل على مقترح لوقف إطلاق النار .. ...
- اعتصامات الطلاب في جامعة جورج واشنطن
- مقتل 4 يمنيين في هجوم بمسيرة على حقل للغاز بكردستان العراق
- 4 قتلى يمنيين بقصف على حقل للغاز بكردستان العراق
- سنتكوم: الحوثيون أطلقوا صواريخ باليستية على سفينتين بالبحر ا ...
- ما هي نسبة الحرب والتسوية بين إسرائيل وحزب الله؟
- السعودية تعلن ضبط أكثر من 25 شركة وهمية تسوق للحج التجاري با ...
- اسبانيا تعلن إرسال صواريخ باتريوت إلى كييف ومركبات مدرعة ودب ...
- السعودية.. إغلاق مطعم شهير في الرياض بعد تسمم 15 شخصا (فيديو ...
- حادث جديد يضرب طائرة من طراز -بوينغ- أثناء تحليقها في السماء ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خليل قانصوه - الهوية الوطنية و الهوية الفئوية