فكان لهم على البحرين مؤتمر

خليل قانصوه
طبيب متقاعد
(Khalil Kansou)

الحوار المتمدن-العدد: 6274 - 2019 / 6 / 28 - 17:45
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

خليل قانصوه ، فرنسا في 26.06.2019
فكان لهم على البحرين لدعم العار مؤتمر !
من البديهي أن المقارنة بين مؤتمر القمة العربية في المملكة المغربية سنة 1969 و بين مؤتمر البحرين الذي بدأ أعماله أمس ، بعد مرور خمسين عاما ، تظهر لنا طول المسافة المقطوعة و كثرة التواءات الطريق التي سار عليها زعماء دول العرب ، وصولا إلى مؤتمر في البحرين دعت إليه الولايات المتحدة الأميركية و إسرائيل ، يجسد في الواقع علاقة تبعية تربط الدول الخليجية و مصر من جهة بالولايات المتحدة الأميركية وإسرائيل من جهة ثانية
يحسن التذكير هنا لعل الذكرى تنفع ، أن مؤتمر القمة في الرباط انعقد بصورة طارئة بعد إضرام النار في جناح من أجنحة المسجد الأقصى في مدينة القدس ، بينما ينعقد مؤتمر البحرين برئاسة صهر الرئيس الأميركي ، بعد أن أعلن هذا الأخير أنه يعترف بأن مدينة القدس الفلسطينية و هضبة الجولان السورية هما جزءان من دولة إسرائيل . في الرباط أعلن زعماء دول العرب ، و كانوا حاضرين جميعا ، ما عدا السوريين الذين تغيبوا ، بإرادتهم ، عن إصرارهم على التمسك باللاءات الثلاث : لا صلح لا اعتراف لا مفاوضات ، و على التضامن العربي من أجل تحرير الأرض العربية وانتزاع حقوق الفلسطينيين الوطنية . من البديهي أن المؤتمرين في البحرين صرفوا النظر بحضور الولايات المتحدة الأميركية و إسرائيل عن بيانات القمم العربية والاتفاقيات و المبادرات السابقة ، ووافقوا ضمنيا على اعتراف الرئيس الأميركي بمدينة القدس و بهضبة الجولان ، و أغلب الظن أنه سيضيف الضفة الغربية أيضا ، أجزاء من الدولة الاستعمارية الإسرائيلية .
أكتفي بهذه التوطئة لأصل إلى ملاحظة لفت انتباهي إليها كاتب صديق ، أعتبر أن مؤتمر البحرين هو في الواقع دليل على فشل " مشروع الربيع العربي " بإدارة الاخوان المسلمين " و على محاولة جديدة من أجل استبداله " بمنظومة عربية بإدارة صهيونية " . أعتقد أن بين فشل الإخوان المسلمين في أنشاء منظومة إسلامية بإدارة تركية و التأسيس لمنظومة عربية بإدارة صهيونية ، فشلت أيضا تجربة التيار الحنبلي الوهابي ، في فرض قيادة سعودية في سورية و العراق عن طريق العنف الديني الذي تميزت به على الدوام سياسة المملكة السعودية ، ابتداء من "جيش الإخوان " الذي كان له دور رئيس في قيام المملكة السعودية . (1914ـ1927 )
فما يستوقف المرء أمام لائحة الحضور في مؤتمر البحرين هو أن المؤتمرين شاركوا جميعا في " ثورات الربيع العربي ". التي يمكننا القول أنها جرت على مرحلتين ، حيث كانت الغاية في المرحلة الأولى هي إمساك الإخوان المسلمين بالسلطة ، أما في المرحلة الثانية ، فلقد دخلت السعودية الحرب حيث تعذر استيلاء الإخوان المسلمين على الحكم ، بواسطة الجيوش و التنظيمات الإسلامية ،التي أنشئت على صورة جيش الإخوان السعودي ، على قاعدة المعتقدات الوهابيةـ الحنبلية : وجوب الجهاد ، الهجرة ، المطاوعية و الولاء أو البراء .
أعتقد في هذا السياق أنه يغلب على مؤتمر البحرين طابع اجتماع تقييم ما تحقق حلال العقدين الماضين بالإضافة إلى خط ما يمكن للولايات المتحدة الأميركية و إسرائيل فعله بواسطة الإتباع في مصر و الدول النفطية في مواجهة المدافعين عن سورية و العراق و لبنان من جهة و في مواجهة أيران و تركيا من ثانية . فعلى الأرجح أن الولايات المتحدة الأميركية و إسرائيل ، تسعيان في هذه المرحلة ، إلى صفقتين : الأولي هي بينهما و بين الروس ( مؤتمر القدس ) تقضي بوقف العدوان على سورية مقابل تخلي قيادتها عن لبنان و فلسطين و العراق و إيران ، و تهدف الثانية و هي موضوع مؤتمر البحرين ، إلى تعويض السعوديين عن خسائرهم الفادحة على الصعيدين العربي و الإسلامي ، بتوليهم مع مصر مشروع الوطن الفلسطيني البديل . أما في ما يخص إيران و تركيا فإن منطق السياسة الأميركية ـ الإسرائيلية يوصل إلى فرضية بوجوب إضعافهما ، كونهما قوتين إقليميتين مناقضتين للسيادة الإسرائيلية . لم تنجح حتى الآن جهود إشعال حرب بين روسيا و تركيا و بين تركيا و أيران !

#خليل_قانصوه (هاشتاغ)       Khalil_Kansou#          

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل