أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خليل قانصوه - بين الشرق و الغرب (2)














المزيد.....

بين الشرق و الغرب (2)


خليل قانصوه
طبيب متقاعد

(Khalil Kansou)


الحوار المتمدن-العدد: 6246 - 2019 / 5 / 31 - 19:10
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بين الشرق و الغرب (2) خليل قانصوه ، فرنسا في 31.05.2019
لمحت في الفصل السابق إلى أن قرار الهجرة هو قرار فردي و إلى أن المهاجر منفرد به ، بما هو مغادرة من المكان وافتراق عن المجتمع الأصلي . لن أتوقف عند أسباب و مبررات الهجرة فإنا لست بصدد مقاربة موضوعها ، و إنما يهمني هنا هو معاينة المهاجر في البلاد التي هاجر إليها انطلاقا من ملاحظة مفادها أن المهاجر لا يبقى في الواقع وحيدا في المجتمع الجديد .
من المحتمل أن تكون هذه المعاينة ظاهرية إلى حد ما ، و لكن أعتقد بالرغم من ذلك أنها تستحق المداورة في الذهن لعلها تبطن عناصر يمكنها أن تضيئ على البحث المتشعب في الأوضاع التي تهمنا، أعني مأزق المجتمع الوطني في البلدان العربية الذي أوصلت إليه عوامل كثيرة منها أساسا العجز عن الاكتفاء ذاتيا و عن التجدد .
لأقول بعد هذه التوطئة أن المهاجر يأخذ عند وصوله إلى الوطن البديل أحد اتجاهين . اتجاه نحو "حي المهاجرين في المدينة " حيث يكون المهاجرون فيه مرئيين بوضوح أكثر . .تنتهي في هذا الحي حالة " الوحدة " ، حيث ينضم المهاجر سريعا إلى مجموعة جديدة يأخذ عنها تدريجيا أمورا كثيرة في مجال العمل و السكن و في إشغال الوقت خارج العمل . أما الاتجاه الثاني فإنه يقود المهاجر إلى أحياء المدينة الأخرى ، العادية المختلطة ، التي يسكنها كل من يستطيع ذلك و يرغب به ، من الأصليين و غيرهم .
تحسن الإشارة في هذه المسألة إلى أن المهاجرين ليسوا متساوين في بلوغ الهدف الرئيس الذي جاؤوا في الأصل من أجله ، و هو العمل . و لكن لا بد من الاعتراف بوجود فئات بينهم اضطرت إلى الهجرة لدوافع إنسانية إلى جانب مجاميع تبحث عن مكان تمارس فيه المعارضة السياسة ضد السلطة في بلادها .
يتضح من هذا كله أن مصطلح " المهاجرين " من العرب أو من المسلمين ، في الدول الغربية ، هو مصطلح غير دقيق ، قابل للاستخدام كأداة خداع ، فهو غلاف يمكن أن يزعم كل امرئ أنه يعرف محتواه .
أكتفي بهذه اللمحات عن موضوع معقد ، لأذكر بأنه خرج في السنوات الأخيرة ، من " احياء المهاجرين " في الحاضرة الغربية أشخاص ارتكبوا أعمالا مشينة فتسببوا في موت أناس كثيرين كانوا في طريقهم إلى أعمالهم أو في مراكز ثقافية أو ملاعب رياضية أو أماكن عبادة ، كما تناهي إلى العلم أن عشرات منهم ، بل مئات ، ذهبوا من أجل الجهاد في سورية و العراق وغيرهما ، و أغلب الظن أنهم لاقوا التشجيع و الدعم و التسهيلات أثناء مغامراتهم الإرهابية من أجهزة أمنية رسمية ومن تنظيمات من صِنف تلك التي أفصح الأميركيون عن أنهم استخدموها في أفغانستان في عملياتهم التي أطلقوا عليها " الإرهاب الإسلامي " و " عملية بن لادن "
ولكن إلى جانب هذا الوجه السلبي للهجرة ، هناك بالقطع وجه إيجابي ظهر بفضل المهاجر الذي أعتبر أن وطن الإنسان هو حيث يجد عملا يضمن له الاكتفاء و الأمان وظروف التفكر و حرية الرأي ، و أن الإنسان هو ذاته ، يؤثر في المجتمع و يتأثر ثقافيا ،لا يتبدل بحسب المكان . ينبني عليه أن هذا المهاجر ينقل ما يعرفه عن عدوانية الدولة الغربية من خلال تجربته التي سبقت الهجرة ، و يدعو إلى الاعتراض على سياستها . و من نافلة القول أن مثل هذا النشاط يساهم في تعزيز قوى المعارضة الوطنية ضد سلوك نهج الدولة الغربية الاستعماري و المتغول ، على عكس تصرفات بعض مجاميع المهاجرين الذين يظهرون تمايزهم عن الآخرين فيعيشون في عزلة فيما بينهم ، تثير الشكوك و سوء الفهم ، وتجعلهم عرضة للاستغلال و الاستخدام ضد أنفسهم و ضد غيرهم !



#خليل_قانصوه (هاشتاغ)       Khalil_Kansou#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بين الشرق و الغرب (1)
- مراجعات في - الربيع العربي- (3)
- مراجعات في - الربيع العربي - (2)
- مراجعات في - الربيع العربي -
- رسالة إلى سعدى في ذكرى النكبة
- عولمة النضال التحرري في مواجهة عولمة الإستعمار الجديد
- الولايات المتحدة الأميركية و ديبلوماسية حاملات الطائرات
- الولايات المتحدة الأميركية : - كل شيء ممكن -
- لنكتب عن قطاع غزة (3)
- لنكتب عن قطاع غزة (2)
- لنكتب عن قطاع غزة
- الصهيونية حركة قومية إحتماعية أوروبية


المزيد.....




- مصممة على غرار لعبة الأطفال الكلاسيكية.. سيارة تلفت الأنظار ...
- مشهد تاريخي لبحيرات تتشكل وسط كثبان رملية في الإمارات بعد حا ...
- حماس وبايدن وقلب أحمر.. وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار ...
- السيسي يحذر من الآثار الكارثية للعمليات الإسرائيلية في رفح
- الخصاونة: موقف مصر والأردن الرافض لتهجير الفلسطينيين ثابت
- بعد 12 يوما من زواجهما.. إندونيسي يكتشف أن زوجته مزورة!
- منتجات غذائية غير متوقعة تحتوي على الكحول!
- السنغال.. إصابة 11 شخصا إثر انحراف طائرة ركاب عن المدرج قبل ...
- نائب أوكراني: الحكومة الأوكرانية تعاني نقصا حادا في الكوادر ...
- السعودية سمحت باستخدام -القوة المميتة- لإخلاء مناطق لمشروع ن ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خليل قانصوه - بين الشرق و الغرب (2)