أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - غسان صابور - خواطر وملاحظات إنسانية حقيقية...















المزيد.....

خواطر وملاحظات إنسانية حقيقية...


غسان صابور

الحوار المتمدن-العدد: 5192 - 2016 / 6 / 13 - 19:00
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


خــــواطـــر ومـلاحــظــات إنـسـانـيـة حـقـيـقـيـة...
من أول هذه السنة 2016, حاولت تجربة يومية مع عديد من المواطنات والمواطنين, بالطريق وبمقابلات مباشرة مقصودة أو غير مقصودة.. بمختلف المدن الفرنسية مع أناس أسمعهم يتكلمون اللغة العربية, بالعديد من لهجاتها القريبة من لغتنا السورية ــ اللبنانية, المفهومة منها, أو الغير مفهومة, وكنت أسائلهم بالعربية الفصحى, وحين لا يفهمونها, كنت أتابع تساؤلي بالفرنسية, والتي كانت غالبا لغتنا المشتركة... وكنت لما أطرح السؤال عن القادمين من الجزائر أو تونس أو المغرب, أو من ليبيا... ما هو العامل المشترك الذي يجمعنا... كان الجواب ورغم الفروقات الاجتماعية والثقافية.. من العامل الأمي كليا.. حتى دكاترة الجامعة وكنت أسائل يوميا حوالي عشرة أشخاص... كان الجواب القاطع دوما : الإســـلام!...
وخاصة بالنسبة للقادمين من دول الخليج والأمارات والسعودية... كان الجواب يأتيني أسرع من سكان شمالي إفريقيا.. ولكن دائما نفسه.. بشكل آني طبيعي ميكانيكي.. بأنه "الإسلام" الذي يجمعنا.. جاهلين أو متجاهلين كليا بوجود مسيحيين بالمشرق.. أو بمصر.. وبالنسبة لمسيحيي مــصــر.. كان الجواب (الخاطئ والمريع والجاهل) دوما أن الأقباط ليسوا مصريين.. بل أقــبــاطــا!!!!!!!!.......
ومن ثم واجهت مرة مسؤول استقبال بمطعم .. لا أنساه.. اســمــرا.. كنا بأول ثمانينات القرن الماضي.. ظننت أنه من الجزائر أو من المغرب.. أو تونس.. لأنني لما كلمته بالعربية الفصحى.. فهمني وأجابني بعربية مغربية قريبة من التونسية الرسمية.. وقلت لـه هل أنت تونسي؟؟؟... أجابني نعم أهلي ولدوا بتونس.. وأنا أيضا ولدت بتونس وعشت فيها مع أسرتي (اليهودية) خمسة سنوات.. ومنها جئنا إلى فرنسا.. ومن ثــم إلى إسرائيل بعد سنوات قليلة.. وأكد لي بأن عمره آنذاك ثلاثون عاما.. وهو يحمل الجنسيتين الفرنسية والإسرائيلية.. وحصل على شهاداته الفندقية بفرنسا.. وهو الآن رئيس طاقم Chef de rang . ولما لاحظت مرونة ثقافته, وعدم تراجعه لما عرف أصلي السوري.. زادت لباقته وحسن خدمته.. ساءلته ولماذا يعمل بفرنسا بدلا من العمل بإسرائيل.. أجابني أنه يعمل بالاثنين حسب الفصول.. والأجور هنا أعلى كثيرا من إسرائيل... ومن ثم لاقيته عدة مرات.. لأنني فهمت منه أن غالب أصدقائه هنا فلسطينيون.. وأنه ليس من مؤيدي الحكومات اليمينية العنصرية التي تحكم إسرائيل.. وتحارب وتقتل الفلسطينيين بشكل عنصري وأنه يؤمن بضرورة دولة فلسطينية علمانية ديمقراطية.. حسب حدود تقسيم سنة 1948 فيدرالية مع دولة إسرائيل... وليس حسب تقسيم 1973 زائد الأراضي الأخرى المحتلة... استغربت.. استغربت جدا.. لأنني لم أسمع هذا الخطاب هنا سوى بالستينات من القرن الماضي من أوروبيين يهود كبار السن يساريين, أو سجناء لدى النازيين بالقرن الماضي.. وهذا أول إسرائيلي ــ فرنسي أو أوروبي أسمع منه هذا الخطاب اليساري الجريء.. وخاصة من أصول تونسية... علما أن يهود المغرب هم أشد المتعصبين لدولة إسرائيل الكبرى...
من هذه اللقاءات.. ومن هذه التجارب واللقاءات.. بنيت ثقافتي السياسية والاجتماعية بفرنسا.. وتعلمت كيف أميز وأصحح تحكيمي للآخر.. وأنني يجب أن أصحح كل تجاربي القومية التي تعلمتها بفتوتي وشبابي.. وأن الدين لا علاقة لـه على الإطلاق.. لا بالقومية.. ولا حتى بالعلاقات الشخصية.. أو علاقات المعرفة والصداقة... ولا يجب على الإطلاق أن أنصر أخي الظالم.. إن فسد وظلم.. ومن واجبي أنأ نــصــرة الآخر.. كائنا من كان لو كان مظلوما.. لو كان آت من المريخ أو من جزر الواق الواق.. ولا أنصر أخي إن كان ظالما فاسدا فاسقا... وأن الدين موضوع شخصي فردي.. نعم شخصي فردي على الإطلاق.. ولا علاقة لـه لا بالقومية.. ولا بالوطن.. ولا حتى بأبسط شــؤون العائلة.. وهو تصرف شخصي فردي مطلق.. ويمكننا أن نكتفي بـه كفلسفة أو حكمة إن شئنا.. وهذا اختيار فردي كامل.. ولا علاقة للجماعة أو للوطن.. أو الجنسية او القومية... والدساتير والقوانين يجب أن تكون بانفصال تــام عن الأديان.. لأن القوانين هي التي علاقة لها بالجماعة.. والقوانين سياسة.. والسياسة لا علاقة لها بالدين.. لأن الدين منهج فردي خالص... والسياسة جماعية إنسانية...
وهكذا تثقفت بالأربعين من عمري.. هنا بفرنسا.. وكل ما تعلمته بفتوتي وشبابي.. كان عائليا.. عنصريا.. عشائريا.. قوميا.. كان مفروضا علينا.. منذ ولادتنا.. ولم يترك لنا لا عقليا ولا سياسيا ولا اجتماعيا.. أية فرصة أو حرية اختيار... مع حكم قطعي.. أن كل خروج عن هذه القواعد المفروضة كــفــر وزنــدقــة, حتى خــيــانــة.. وغالبا تحاكم بالعزل وقطع الأعناق والأرزاق...
لذلك أعتبر أنني خرجت من هذه السجون الفكرية, بعد السجون الحقيقية التي عاشرتها.. لما تعلمته بهذا البلد فــرنــســا الذي اخترته, لما أتيحت لي أول فرصة.. لا أندم عليها على الإطلاق... وأنا اليوم أستطيع اختيار أصدقائي.. حسب قناعاتي الفكرية والاجتماعية والسياسية والإنسانية... وهذه أفضل حرية حقيقية حرمت منها من ولادتي وطفولتي وفتوتي وشبابي.
ولهذا السبب أحاول بكل جهودي وكتاباتي وعلاقاتي الاجتماعية والسياسية, ألا يقع هذا البلد الذي آواني وعلمني وشغلني وحصلت فيه على كل المكاسب الإنسانية.. بمطبات الجهالات الدينية الغازية المستوردة.. وألا أتخلى عن مبادئ الحريات العامة والعلمانية.. وخاصة ألا أتخلى عن تاريخه وأصالات حضاراته.. وخاصة ألا تتخلى فرنسا وطني الجديد.. وألا يستبدلها ــ مراضاة ــ لكائن من كان, بقوانين تفتح أبوابا ونوافذ ومزاريبا تتسلل منها جحافل عجيبة غريبة متعصبة متحجرة, تريد تطبيق شرائع دينية تعود إلى خمسة عشر قرن إلى الخلف.. لا تؤمن على الإطلاق لا بالديمقراطية, ولا بالعلمانية, ولا بأي من الحريات الإنسانية... والتي اعتبرها شخصيا أقدس المقدسات.. لأنها تحترم الإنسان وكرامته.. ولا أي شــيء آخـــر!!!...
نعم أقدس المقدسات الإنسانية : الديمقراطية, الحريات الإنسانية, العلمانية... وخاصة.. وخـــاصــة مساواة المرأة بالرجل كليا, بلا أي استثناء................
************
عـــلـــى الـــهـــامـــش :
ــ داعش بأورلاندو Orlando أمــريــكــا
داعشي أمريكي الجنسية من أصل أفغاني عمره تسعة وعشرون عاما, قتل 50 شخصا, خمسين إنسانا.. وجرح ثلاثة وخمسين آخرين.. ليرضي الله ورسوله.. ولأنه ــ لوحده ــ حكم عليهم أنهم مخالفين له.. وأنهم كفار زنادقة... اسمه عمر متين... روع العالم بلحظات معدودة.. لوحده. ســلاح قتل كامل.. سلاح موت كامل.. سلاح دمار شــامـل!!!...
تصوروا كم من "عمر متين", يتجول في العالم, بشكل طبيعي, مثلك ومثلي.. يتجول أين يشاء بالعالم.. يمكنه أن يقتل مئات البشر الأبرياء.. لأنه حكم عليهم بالموت لمراضاة الله ورسوله.. ومن ثم ينتقل بسرعة البرق وأكثر.. أكثر من الصواريخ العابرة القارات.. واصلا إلى الجنة.. بانتظاره عشرات الحوريات.. وما لـذ وطاب.. من الوعود والمكافآت السماوية...
"عمر متين".. إنسان عادي.. مواطن طبيعي عادي.. يكفي أن يعلن ولاءه للبغدادي.. ناطقا الشهادتين... ويصبح ســـلاح دمــار شـــامل... لا تطاله أية مفاوضات ورقابات صارمة دولية.. أو تهديدات أمبارغو عالمي.. حتى يصبح بلحظات معدودة.. أخطر من أي ســلاح نــووي!!!...
هذا ما لم تفهمه اليوم كل الدول التي ما زلت تسمي نفسها ديمقراطية حضارية... ودون أن ننسى أن أمريكا نفسها هي التي ابتدعت هذه المخلوقات اللاطبيعية, اللاإنسانية.. ونشرتها ووزعتها ودربتها من عشرات السنين.. وتركتها تقتل وتسبي وتفجر وتروع... بالمشرق.. بالعالم كله.. خدمة لسياستها الشيطانية والرأسمالية والنفطية... واليوم البعبع الغير طبيعي Allien الذي ربته َموجود بالملايين على أرضها, خارج إرادتها... بالعالم كله.. خارج إدارتها... ومع هذا لــم تــتــعــظ...
تعزيتي وحزني ومشاركتي لأهالي ضحايا أورلاندو.. بلا حدود... آملا أن يعي الشعب الأمريكي أن سياسات حكامه الاستعمارية الرأسمالية.. خاطئة.. لا تحترم إنسانية شعوب العالم.
بـــالانـــتـــظـــار.........
للقارئات والقراء الأحبة الأكارم.. هـــنـــاك وهـــنـــا... وبكل مكان بالعالم.. كل مودتي وصداقتي ومحبتي واحترامي ووفائي وولائي.. وأطيب وأصدق تحية إنـسـانـيـة مهذبة.
غـسـان صــابــور ـــ لـيـون فــرنــســا



#غسان_صابور (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تحية وتأييد للزميل بدرالدين شنن
- وصية إلى حفيدي...
- جبلة و طرطوس.. أسماء مدن سورية...
- الارتباط الزاني بين الدولار والليرة السورية
- بيانات.. زعامات.. تجارات...
- تجار... و وعاظ...
- أوكسيجين... أوكسيجين يا بشر...
- أمريكا؟؟؟... أمريكا!!!...
- رد على نصيحة صديق عتيق...
- حالة... حالات نفسية... تجربة باتولوجية...
- وعن الديمقراطية التركية الأردوغانية.
- كارشر.. للتاريخ المغلوط... رسالة مفتوحة لأنصاف الأصدقاء...
- حوار الطرشان.. بباحة حضانة أطفال... أو كلمات بأروقات جنيف 3. ...
- تحية وتأييد للزميلة رشا ممتاز...وزيارة جديدة لسوريا...
- اللاجئون...إضبارة بغيوم النسيان...
- رد للسيد مانويل فالس
- بوصلة أوباما الجديدة؟؟؟!!!... ورسالة إلى صديق عتيق...
- سادس سنة؟؟؟!!!...
- عودة.. ورد.. وتحليل...
- كلمة لأخواتي النساء.. بيوم المرأة العالمي... ولنعلن الحقائق ...


المزيد.....




- فيديو أسلوب استقبال وزير الخارجية الأمريكي في الصين يثير تفا ...
- احتجاجات مستمرة لليوم الثامن.. الحركة المؤيدة للفلسطينيين -ت ...
- -مقابر جماعية-.. مطالب محلية وأممية بتحقيق دولي في جرائم ارت ...
- اقتحامات واشتباكات في الضفة.. مستوطنون يدخلون مقام -قبر يوسف ...
- تركيا .. ثاني أكبر جيش في الناتو ولا يمكن التنبؤ بسلوكها
- اكتشاف إنزيمات تحول فصائل الدم المختلفة إلى الفصيلة الأولى
- غزة.. سرقة أعضاء وتغيير أكفان ودفن طفلة حية في المقابر الجما ...
- -إلبايس-: إسبانيا وافقت على تزويد أوكرانيا بأنظمة -باتريوت- ...
- الجيش الإسرائيلي يقصف بلدتي كفرشوبا وشبعا في جنوب لبنان (صور ...
- القضاء البلغاري يحكم لصالح معارض سعودي مهدد بالترحيل


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - غسان صابور - خواطر وملاحظات إنسانية حقيقية...