أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - غسان صابور - وصية إلى حفيدي...















المزيد.....

وصية إلى حفيدي...


غسان صابور

الحوار المتمدن-العدد: 5184 - 2016 / 6 / 5 - 16:12
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


وصـــيـــة إلـى حــفــيــدي...
(هذا المقال كتبته قبل أحداث جبلة وطرطوس, وتفجيراتها الآثمة المجرمة الرهيبة.. والتي تحدثت عنها بمقالي السابق الذي نشر بالحوار من عشرة أيام.. وبعدها لم يتبق عندي بكل ما يحدث أية أهمية.. وازداد تشاؤمي.. ونظرتي للأمور.. ولكنني لن أترك هذا المقال مخبوئا بالدرج... لهذا السبب أرسله للحوار... حتى لا تنسى حقائقه...)
*******

جل ما أخشى يوم وفاتي, أن تصبح جنازتي حلقة مخادعة مشرقية.. بلا حدود.. وأن يتجمع العشرات من أنصاف أصدقائي المعروفين, لتعداد محاسني وخيراتي وخبرتي وجودة كتابتي وصحة تنبؤاتها الاجتماعية والسياسية, بينما كانت هوايتهم الرئيسية, إثارة انتقادها وتهييج الجالية المحدودة الفكر والقراءة ضدها, في مجالسهم التي لا تحمل أية غاية ولا فائدة.. سوى الأكل.. ثم الأكل.. و نركيلة ولعب ورق.. وأحاديث نميمة مبطنة أو ظاهرة... هؤلاء.. هؤلاء سوف أوصي آخر أحفادي, برسالة تحمل اسماءهم وصورهم.. بأن يمنع حضورهم, بجميع الوسائل المهذبة وغيرها.. أمام المحرقة التي سوف تحرق جثتي الباردة.. وخاصة ألا يترك لهم أية فرصة لبيع مدائحهم وصداقتهم وذكرياتهم المزيفة.. وخاصة باقات خداعهم وريائهم المشرقي الموروث والآني البغيض الذي تحملته عشرات السنين... وما يرضيني ويريحني أنني تخلصت منهم كل هذه الفترة الممتعة من حياتي التي ابتعدت فيها عن افكارهم (إن صحت التسمية) علما ــ والآن أستطيع قول الحقيقة.. كل الحقيقة ــ أن خلافي معهم.. أنهم لم يكن داخل مــخــهــم.. أي فكر.. وكلما حاولت أن أفكر.. وأصحح بعضا من خرافاتهم اليومية.. كانوا يتعجبون من صراحتي.. ويستغربون ظهور أية حقيقة.. معتبرينها كفرا وزندقة وخروجا عن التهذيب والعادات والتقاليد الموروثة.. وتحد كامل لموروثاتهم القبلية والعشائرية والقبلية واحترام الصداقة.. وأنه من العار أن توصف الأسود أسودا.. والأبيض أبيضا... وأن تسمي القطة قطة.. إنما يجب الدوران حول المادة وبائعها.. والتأكيد على اللون الذي يعلنه.. ولو كان ظاهر الكذب والدجل.. فعلينا مسايرته لأنه من شعبنا.. من ديننا.. " وانصر أخاك ظالما كان أو مظلوما"... معقول أن أنصر المظلوم وبقوة وقدرة واضحة مدعومة.. ولكن كيف تريدونني أن أنصر الظالم والكذب والرياء والدجل والسلب والنهب.. وكل مظاهر الخداع التي سموها.. " وطنية " أو " قومية " وحتى " عشائرية "... هكذا كان أصدقائي.. والذين بعد ثورة ذاتية على نفسي.. حولتهم إلى " أنصاف أصدقائي "... وبعدها حولتهم إلى دفاتر الأحداث العابرة العتيقة.. أو مدرسة معابر الوجود... أو إلى مواطنين عاديين (وحتى كلمة مواطنين.. ليست بمحلها) التقيت معهم على طريق وجودي بهذا البلد الفرنسي الذي أعيش فيه منذ أكثر من ثلاثة وخمسين سنة.. على موجات زمنية وأحداث متفرقة.. واليوم عندما أنظر إلى مخطوطاتي الذاكرية والصور العابرة المشتركة بيننا.. أتأكد بعد ساعة واحدة من التفكير والتحليل.. أرى أنه ما من شيء يجمعنا.. لا فكر.. ولا سياسة.. ولا مبدأ اجتماعي.. ولا قراءة.. سوى اسم البلد المشترك الذي ولدنا فيه... ســـوريا.. الذي عشت فيها تسعة وعشرين سنة.. أكثر من نصفها بلا ذكريات.. والنصف الآخر أسود.. اليم.. مؤلم.. محروق.. بلا أبسط الصور... كأنني ولدت ــ حقيقة ــ يوم وصلت إلى مــرفأ مرسيليا... ولادة جديدة.. أعدت بها بناء ولادتي ودراستي وكتاباتي...ومعرفتي بــالآخــر... وقواعد الصراحة والحقيقة والصداقة.. والابتعاد عن فصاحة الرياء والدجل المشرقي.. والأمثال التي تقربك من الطاغي والفاسد.. وتتركك تقتل وتسبي وتشتم.. ومن ثـم تصلي ركعتين.. فتشتري الجنة والاحترام ومحو أخطائك الدنيا كلها.. وحتى يمكنك أن أن تصبح دكتورا وزعيما وداعية.. وواعظا وقائدا وبائع مبادئ تنشر على الفيسبوك وتويتر وأنستاكرام.. وجميع وسائل التواصل الاجتماعي.. وحتى غير اجتماعي على الإطلاق.. ويمكنك التهجم على كل من ينطق بأية حقيقة حقيقية.. لأنك جمعت حولك ـ بطلاقة وعظاتك وخبراتك السلبية ومالك ــ مجموعة من كل تجار الجهل والعتمة... الذين يطيبون لفخامة آرائك وزعامتك.. ويطبلون ويزمرون.. لأن النفاق و الرياء أصبحا ديــنــا وقــدوة.. وتـــجـــارة!!!...
هؤلاء.. هؤلاء يا حفيدي الغالي.. إياك أن تتركهم يقتربون من جثتي الهزيلة الباردة.. لأنهم إن تكلموا وفجروا رياءهم وكلمات حبهم (المغشوش) لي.. ســوف أموت مرة أخرى.. وهذا ما أوصيك أن تحذر منه بكل ما تستطيع.. كما حدثتك عنهم بحياتي عشرات المرات........
أبعدهم.. أبعدهم عن نعشي وجنازتي.. وعن كل من أحبهم.. لأنهم قادرون أن يحولوها إلى "تــجــارة جمع شمل" ويبيعون صورها دعاية لمصالحهم الملغومة........
*************
عــلــى الـــهـــامـــش
ـــ برنار هنري ليفي
هذا الإنسان الذي كان رسول الكوارث والنكبات بكل من العراق وليبيا وسوريا, وسفير ساركوزي وهولاند لتفجير أكبر لعبة أمريكية ـ صهيونية سميت الربيع العربي.. وتبين فيما بعد لأدنى الأغبياء.. أنها كانت خريف الإنسان والإنسانية... اختفى فترة واختبأ.. وظننت أنه بأحد الأديرة بقرية فلسطينية.. معتكفا مصليا معتذرا عن كل ما سببه من مــآس وأرامل وأيتام.. بالملايين.. بالملايين... ها هو يعود اليوم.. على جميع محطات الإعلام, التي يمتلكها صديقه الفرنسي الإسرائيلي (أو بالأحرى الإسرائيلي ـ الفرنسي) باتريك دراحي, صاحب ثلاثة ارباع المحطات التلفزيونية وشركات الدعاية والإعلام.. يعود لنا من جديد السيد ليفي كدون كيشوت السلام العالمي.. وخاصة إنقاذ الإنسان العربي.. بأفكار فلسفية سلامية جديدة.. تحرق الأخضر واليابس.. مثيرة الديانات كلها ضد بعضها البعض.. تاركا نهاية النهايات لجميع المتحاربين العودة لكتب ديانته اليهودية, والتي وحدها تدعو للسلام (!!!)... وبعدها " يشتغل تبويس الشوارب.. وأكثر" ويــعــم السلام الأبدي بين المتحاربين... وتخلص الحرب.. وتنتهي القصة.. حسب برنار هنري ليفي...
يذكرني هذا الإنسان ( النصف ـ الفيلسوف الصهيوني ـ الفرنسي ـ الكراكوزي ـ المليونير) أحد معارفي السوريين.. بحلوله الخيالية وجمع الشمل بين الأضداد المستحيلة من خمسة عشر قرن.. لجمع أضدادها وعصبياتها الخرافية .. محاولا جمع شملها ــ هنا ــ يقيادته وزعامته.. علما أن تجاربه البعثية خلال أكثر من أربعين سنة.. كانت جزءا لا ينسى.. ومن خدمهم هناك بولاء واستزلام.. كانت جزءا هاما من المسببات المباشرة وغير المباشرة.. لهذه الحرب والنكسة والمأساة السورية اليوم.
هــذا وذاك... قطعا.. محرومان كليا من الاقتراب من نعشي.. ولن يسمح لهما بنطق أية كلمة.. لا هما ولا أي من حلقاتهم وتشكيلاتهم الهيتروكليتية...

ــ وأيضا لاجئون غرقى وموتى...
حسب تصريحات منظمة أطباء بلا حدود, والهيئة العامة للصليب الأحمر الدولي وموقع Mediapartالفرنسي المعروف أن سبعمئة لاجئ هارب من المتجهين إلى أوروبا.. ماتوا غرقا بالبحر الأبيض المتوسط من السبعة عشر ألف الذين انتشلتهم بواخر المساعدة والإنقاذ الأوروبية المختلفة.. الأسبوع الأخير من شهر أيار ــ مايو 2016... بعد المعاهدة التي ربطت الأوروبيين بالسيد رجب طيب أردوغان.. بإعادة جميع اللاجئين الهاربين بحرا أو بطرق صعبة عديدة أخرى إليه.. لقاء ستة مليارات أورو...
تجارة نخاسية لا تشرف الاتحاد الأوروبي ورئيسه.. ولا أي من الرؤساء الأوروبيين الذين وقعوا هذه المعاهدة... دون أن ننسى أن حكومات هذه البلدان ساهمت بأشكال متعددة مختلفة, بتشجيع وتأييد داعش وأبناء داعش وأبناء عم داعش وحلفاء داعش, مسايرة للسياسة الأمريكية ــ الصهيونية بأشكال ملتوية مغشوشة.. رغم كل ادعاءاتهم اليوم بمحاربة داعش.. دون أن ننسى أن كارثة ما سمي ألف مرة خطأ " الربيع العربي " كانت العامل الأول لانفجارات هذه الهجرات الملايينية.. وما قد تحمل من نتائج خطيرة سلبية على المدى الحاضر والمتوسط والبعيد...ســواء لأوروبا.. وللعالم العربي... بالإضافة أنهم سلموا أضابير اللاجئين كلها بما تحمل من خفايا وأخطار وأسباب.. إلى المسؤول السياسي الأول الذي ســاهم بخلق المشاكل والأزمات التي تحولت إلى خفايا وأخطار وأسباب.. وسلاح مفاوضات يهدد أوروبا كلها... وتفريغ وتهجير الشعوب بمناطق الحرب والخفايا والأخطار والحاضنات الإسلامية النائمة والمتحركة.. بالعالم...يعني لرجب طيب أردوغان...
لذلك أعلن أنني لن أصوت لأي من هؤلاء, ولا لأي فرد من أحزابهم.. بأية انتخابات قادمة... وإنني قطعت كل علاقة صداقة أو تشجيع لأي فرد من حلقاتهم المحلية أو المركزية... كما أنني أنزل أسماءهم بلائحة المرفوضين بحضور جنازتي...
بــعــد كــل هــذا...لهؤلاء الضحايا السبعمئة.. الذين يضافون إلى آلاف مـن ماتوا على طريق الهجرات الغير شرعية المسدودة الصعبة.. كل تفكيري وتذكيري وغضبي وثورة وانفجار كلماتي اليوم.........
بــــالانــــتــــظــــار...
للقارئات والقراء الأحبة الأكارم.. هـــنـــا و هـــنـــاك.. وبكل مكان بالعالم.. كل مودتي وصداقتي ومحبتي واحترامي ووفائي وولائي.. وأصدق وأطيب تحية إنسانية مهذبة.
غـسـان صــابــور ـــ لـيـون فــرنــســا



#غسان_صابور (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جبلة و طرطوس.. أسماء مدن سورية...
- الارتباط الزاني بين الدولار والليرة السورية
- بيانات.. زعامات.. تجارات...
- تجار... و وعاظ...
- أوكسيجين... أوكسيجين يا بشر...
- أمريكا؟؟؟... أمريكا!!!...
- رد على نصيحة صديق عتيق...
- حالة... حالات نفسية... تجربة باتولوجية...
- وعن الديمقراطية التركية الأردوغانية.
- كارشر.. للتاريخ المغلوط... رسالة مفتوحة لأنصاف الأصدقاء...
- حوار الطرشان.. بباحة حضانة أطفال... أو كلمات بأروقات جنيف 3. ...
- تحية وتأييد للزميلة رشا ممتاز...وزيارة جديدة لسوريا...
- اللاجئون...إضبارة بغيوم النسيان...
- رد للسيد مانويل فالس
- بوصلة أوباما الجديدة؟؟؟!!!... ورسالة إلى صديق عتيق...
- سادس سنة؟؟؟!!!...
- عودة.. ورد.. وتحليل...
- كلمة لأخواتي النساء.. بيوم المرأة العالمي... ولنعلن الحقائق ...
- ندوت.. ندوات.. جمعية.. جمعيات!!!...
- وعن الصداقة.. وصحة تفسيراتها...


المزيد.....




- بالتعاون مع العراق.. السعودية تعلن ضبط أكثر من 25 شركة وهمية ...
- مسؤول إسرائيلي حول مقترح مصر للهدنة في غزة: نتنياهو لا يريد ...
- بلينكن: الصين هي المورد رقم واحد لقطاع الصناعات العسكرية الر ...
- ألمانيا - تعديلات مهمة في برنامج المساعدات الطلابية -بافوغ- ...
- رصد حشود الدبابات والعربات المدرعة الإسرائيلية على الحدود مع ...
- -حزب الله-: استهدفنا موقع حبوشيت الإسرائيلي ومقر ‏قيادة بثكن ...
- -لا استطيع التنفس-.. لقطات تظهر لحظة وفاة رجل من أصول إفريقي ...
- سموتريتش يهاجم نتنياهو ويصف المقترح المصري لهدنة في غزة بـ-ا ...
- طعن فتاة إسرائيلية في تل أبيب وبن غفير يتعرض لحادثة بعد زيار ...
- أطباق فلسطينية غيرتها الحرب وأمهات يبدعن في توفير الطعام


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - غسان صابور - وصية إلى حفيدي...