أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جعفر المظفر - صدام والأسد .. هل كان أحدهما طائفيا (2)















المزيد.....

صدام والأسد .. هل كان أحدهما طائفيا (2)


جعفر المظفر

الحوار المتمدن-العدد: 5013 - 2015 / 12 / 14 - 18:48
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


صدام والأسد .. هل كان أحدهما طائفيا (2)
جعفر المظفر
لكن البيئة المحيطة سرعان ما تغيرت بشكل حدي متسارع لم يكن بالإمكان ضبطه , فلقد أدت الثورة الخمينية في إيران إلى نضج سريع وفعال للبيئة الطائفية في العراق خاصة بعد الصعود المرافق لحزب (الدعوة) وإتساع قاعدته في العراق وإعلانه العمل لإسقاط النظام البعثي بالإضافة إلى مجمل التحولات في الإصطفاف الديني الطائفي الذي رافق تلك الدعوة مع إستمرار وتصاعد الحرب مع إيران وتأسيس تنظيمات شيعية مسلحة برعاية من إيران نفسها وفي مقدمتها المجلس الإسلامي الأعلى وفيلق بدر ومن ثم إنفجار ما سمي وقتها بالإنتفاضة الشيعية الشعبانية على إثر (رفسة) الكويت عام 1991. إن كل تلك التفاعلات على الجانب الشيعي لم يكن مقدرا لها أن تمر دون إنطلاق لردود أفعال ذات صبغة أمنية أكثر منها ذات غايات أو أسس طائفية بحتة.
إن الإحتياطات الأمنية هي التي دفعت إلى تحديد طبيعة الإصطفافات التي سعى إليها النظام وجاءت العصبية القبلية لتعلو وتتقدم على كل الطبائع الإصطفافية الآخرى وفي المقدمة منها الإصطفاف الطائفي الذي لا يمكن مطلقا تصنيفه كإنحياز عقائدي او ايديولوجي في حين أن الطرف الخصم الممثل بالتجمعات السياسية الشيعية كان إنحيازه طائفيا واضحا وصريحا ومعلنا. وحتى أثناء (رفسة) الكويت فقد كان هناك ميل واضح لطي صفحة الخلاف مع إيران ومن ثم صار واضحا أن تقسيم التحالفات لو انه جرى على أسس طائفية لكان أشار إلى وجود جبهة سنية عربية ممثلة بالسعودية والكويت وبقية الحلفاء العرب في حين شاهدنا العكس إذ كان هناك إستعداد صدامي لإقامة تحالف جديد مع إيران كان مكتوبا له أن يكون عابرا للطوائف, بل إنني ما زلت أعتقد أن صدام كان على درجة واحدة من الكراهية سواء لشاه إيران أو لحكام الخليج والسعودية.
ومن البديهي أن نؤكد على أن الإصطفافات الإجتماعية الداخلية غالبا ما تخضع أيضا إلى تأثير العدو الخارجي للنظام وليس إلى تأثير العدو الداخلي لوحده. الملاحظ على صعيد العدو الخارجي أن السوريين كانوا تاريخيا ومنذ قيام دولتهم الحديثة في مواجهة ساخنة مع إسرائيل, في حين كان العراقيون يعانون من جارهم الإيراني كثيرا, حتى إذا ما جاءت الثورة الخمينية فقد تصاعد مستوى المعاناة إلى درجة المجابهات المتفجرة التي أنتجت حرب السنوات الثمان. ما يتأسس على ذلك أن الداخل السوري لم يتغير طائفيا بسبب طبيعة المواجهة مع إسرائيل التي أدت على العكس إلى تمتين وحدة الصف الوطني الإجتماعي في حين أن الوحدة الإجتماعية العراقية كان بدأت تتهشم طائفيا بفعل التفعيل الإيراني للمسألة الطائفية وبعل النشاط التصدلعدي للحركة الإسلاموية وفي المقدمتها منا حزب الدعوة الشيعي.
لقد كان للجغرافيا دورا رائدا في كتابة التاريخ, فلماذا إذن بدأ الأخوان المسلمون السوريون يسحبون البساط من تحت اقدام الحركة السورية العلمانية والقومية بإتجاهات دينية وطائفية. الأمر لا شك يخرج من حدود تأثير الجغرافيا المشتركة مع إسرائيل إلى تاثيرالعوامل السياسي السعودي حيث بدأت هذه الأخيرة حملتها العدائية منذ إعلان قيام الجمهورية العربية المتحدة في عام 1958 وحتى قبلها, ومن ثم إستمرار الصراع على زعامة الساحة العربية عبورا إلى التحالفات الدولية التي نظمت عملية الصراع ضد الإتحاد السوفيتي في أفغانستان وضد التحالف السوري الإيراني بعد إنهيار نظام الشاه.
إن بداية التجييش الطائفي ضد النظاميين السوري الأسدي والعراقي الصدامي كانت تغذت على موائد أجنبية وإقليمية. الوحدة بين سوريا ومصر وتصاعد شكيمة الحركة الوطنية والقومية التحررية وإمتداداتها التفعيلية لساحات متعددة كالجزائرية واليمينة والليبية والسودانية كانت أدت بدورها إلى بداية تفعيل الساحة السورية إسلامويا, وإذ لم تنفع نكسة الخامس من حزيران في إنهاء النظام السوري البعثي بقيادة الثلاثي صلاح جديد والأتاسي وزعين إلا لصالح حركة أكثر إستقرارا كان قادها حافظ الأسد وزير الدفاع السوري فإن التفعيلة الإسلاموية للساحة السورية لم تكن أتت بمعزل عن تحالف سعودي خليجي كان قد إنحاز سرا إلى إسرائيل في حرب الستة ايام الحزيرانية عام 1967 من أجل القضاء على الحلم الناصري القومي.
هل كان حافظ الأسد طائفيا. الجواب على سؤال كهذا سيسبقه أو يليه سؤال بإمكانه أن يساعد على التفسير: وماذا كان سينفعه ذلك ..؟. هل تراه كان بحاجة إلى تفعيل الطائفية في مجابهة إسرائيل أم تراه إحتاجها لتفعيل تحالفاته على الساحة اللبنانية. على العكس من ذلك فإن حاجة الأسد كانت منصبة على تحشيد شعبي عابر للطوائف تماما. على صعيد الساحة اللبنانية كان الأسد قد إقترب من المارونيين ومن كثير من السنة, وكان دوره التوفيقي بين القوى قد أملى عليه كثيرا من الحيادية التي لم يكن قادرا بدونها على ان يلعب دورا سياسيا مؤثرا. أما على صعيد المواجهة مع إسرائيل فلم يكن النظام الأسدي بحاجة إلى تحشيد طائفي بل على العكس من ذلك راينا أن عامل التحدي الخارجي هذا قد أوجد فرصا كثيرة للتحشيد الوطني العابر للطائفية, فمن اين جاء الأخوان المسلمون في سوريا والوهابيون بقصة التمترس الطائفي السوري. أما التحالف مع إيران فيجب أن نعطيه حسابا خاصا قائما على رؤى ذات طبيعة براغماتيكية أكثر مما هي قائمة على هوى طائفي.
على الساحة العراقية لم تكن هناك قدرة على النأي تماما عن ردود أفعال طائفية على مستوى بعض رجالات النظام وفي مفاصل هي أمنية بالأساس ولا يمكن أن توجد لها إنعكاسات حقيقية على الطبيعة العلمانية للنظام ولا على دستوره أو قوانينه. وإذا كان عامل التحدي الخارجي وما يؤسس له على مستوى الداخل يلعب دورا اساسيا في نوعية وإتجاه التحشيد وفي المقدمة منه التحشيد الطائفي فإن ردود فعل النظام الصدامي الطائفية كانت لا تعادل جزءا بسيطا من حجم التحدي الطائفي الذي جابهه النظام من قبل إيران أو من القوى الطائفية الضالعة في ركابها بحيث يصبح من الهزء تأسيس نظرية طائفية كرد فعل كما يدعي أصحاب النظام الطائفي الحالي.
إن النظامين في العراق وسوريا كانا بعيدين عن المسألة الطائفية ليس لنظافة عقائدية وإنما لأن التفعيلة الطائفية كانت ستكون سلاحا مفيدا لخصميهما, أما القول بأنهما كانا بتحوطات أمنية تحمل بصمة الطائفة فهو ليس دليلا لا على عقيدة طائفية ولا على توجه طائفي, ولأن خطوط دفاعهما غالبا ما كانت تتحوط بأسوار التمترسات العائلية والقبلية.
ليس من باب الدفاع عن هذين النظامين صد التهمة الطائفية عنهما وإنما هو القول بطبيعة العوامل الداخلية والخارجية وأثره على تفعيل الهويات ما يجعل إستحصال النتائج أمرا ميسرا. ولن تكون تهمة أن ينتمي رأس النظام لهذه الطائفة أو تلك بل ان التهمة ستنال كل من يؤسس على ذلك الإنتماء نظرياته ذات الطبيعة الطائفية اصلا, وأجزم أن من يهاجم أحدهما بدعوى طائفيته ويسكت عن الآخر هو الذي سيضع نفسه في موضع الشك والإتهام.
.



#جعفر_المظفر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صدام والأسد .. هل كان أحدهما طائفيا (1)
- أرقام حنا بطاطو ... الرقم سمكة
- سوريا والعراق .. الثابت المبدئي والمتغير السياسي
- هل يتحول القيصر إلى شيخ قبيلة كذلك الذي كان عندنا في بغداد
- قضية المهاجرين المسلمين إلى الغرب
- الله ليس جنرال حرب
- القضاء علىى الإرهاب بالطائرات أشبه بالقضاء على الإيدز جويا.
- شهداء باريس .. الرقم سمكة
- البكاء عند أسوار سنجار
- نقلا عن فلان
- السيدة (العاصي) الزوجة الثانية أو الثالثة للجلبي .. حروب الم ...
- الشعب .. ما هو الشعب
- معركة الجوامع لا الشوارع . عائدية الإسلام لمن : للمعتدلين أم ...
- من أجل أن لا نفشل أمام الأغراب
- غدا تبدأ الهجرة المعاكسة
- سوريا واليمن .. بين الشرعية الأخلاقية والشرعية الدستورية
- لماذا (علي بن أبي طالب والتجربة الدنماركية)
- علي بن أبي طالب والتجربة الدنماركية
- الطائفية في العراق .. فصل الخطاب
- الولاء الوطني لامحل له من الإِعرابِ بين الأَعرابْ.


المزيد.....




- اغتيال بلوغر عراقية شهيرة وسط بغداد والداخلية تصدر بيانا توض ...
- غالبية الإسرائيليين تطالب بمزيد من الاستقالات العسكرية
- السعودية.. فيديو لشخص تنكر بزي نسائي يثير جدلا والأمن يتحرك ...
- صحيفة: بلينكن سيزور إسرائيل الأسبوع المقبل لمناقشة صفقة الره ...
- الديوان الملكي يعلن وفاة أمير سعودي
- الحوثيون حول مغادرة حاملة الطائرات -أيزنهاور-: لن نخفض وتيرة ...
- وزارة الخارجية البولندية تنتقد الرئيس دودا بسبب تصريحه بشأن ...
- أردوغان يقول إن تركيا ستفرض مزيدا من القيود التجارية ضد إسرا ...
- وزير الدفاع الأمريكي يشكك في قدرة الغرب على تزويد كييف بمنظو ...
- مشاهد للوزير الإسرائيلي المتطرف إيتمار بن غفير قبل لحظات من ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جعفر المظفر - صدام والأسد .. هل كان أحدهما طائفيا (2)