ابراهيم زهوري
الحوار المتمدن-العدد: 4885 - 2015 / 8 / 2 - 01:26
المحور:
الادب والفن
غزال يسير في الغابة
ويجوع فينا المنفى ,
وصورة آخر ممر ترابي يحتضر
خلف عجائز الوقت
وهي تحاول النوم ,
لامكان يطرز أقبيتنا بالزعفران
حيث يموت السهل
ونشيد برية تبتعد
وكأن العواصم عواء مطعون بجثث السلاطين
وازدحام صالة التذاكر إلى أول الرقص .
تنخلع ريح اللغة
نشيج برق لاخصر فيه
يمنح ساعة هروبي
أحزان مجرات راكدة
سأستخدم مدار القناديل
كأطياف الذين رحلوا
وألملم صدأ دروبي
فسحة هتاف
حين يجيء العبور
وعلى صدر الشهداء
ورد أنخاب , عربة أحلام أبدية
وراية مشوار ينتحر .
بين يتم ترحالي الملوث بآثار المهزومين
وبين أقواس الظلمة
نصر منبر
يدور
في دوامة الخراب ولايخجل ,
يتحول اللاجئون اليوم إلى عالم مختلف
يتركون القوارب القديمة
ويشترون أرضا غريبة ,
يعلقون على حائط الذكريات عرائس قصتهم الحقيقية
ويمجدون الشتيمة بكل اللغات ,
هكذا ننفض من ركام خطانا
ونقدس مزاد رمل يتقيأ ,
على فمنا يوما ثارت عاصفة أسرار
وعلى سجيتها تناثرت شمس خنادق
قلق الصوان نقش أبجديتنا
وحدها الخيل كانت
في لجة التيه زفاف الحور
على رخام أنقاض
يحط من ترحاله ويتأمل الخريف ,
نولد من شيخوختنا على آلاف الصفحات
قوافل غيم كفيفة البصر
وظل بندقية ينتصب مرتابا كالعمود الفقري
يردد الكلمات بأقدامه الحافية
كوخز صقيع يبدل إيقاعه
ماض جديد يتذاكى في صنع الأثاث الفاخر ,
لا أعناقنا كانت نجمة وترين أمام البحر
ولا الطرق غادرتنا كرمح الفجيعة
حين تنفست الأرض في العتمة أرديتها
وتقاسمت عند الضفاف همس سنديانة تهلك
كآبة نسيان وعري تعزية
تتبضع في ليل ذعر
بؤس دمنا
كأننا طيش لعنة لا تغتفر
تكتنز البلاد أجور فحولتنا
سراب احتمالات رثة في العيد السعيد
وتوزع الأوسمة ,
الخرائط تبقى شامة جندي يرتجف ولايحسن التصوير
أفق الطوفان على رصيف
ووحي النبوءات نواح صمت الزغاريد .
#ابراهيم_زهوري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟