ابراهيم زهوري
الحوار المتمدن-العدد: 4861 - 2015 / 7 / 9 - 04:16
المحور:
الادب والفن
أنوثة ليل وأغنية قميص ٍ هش
1
قال هذا الحزن لي
تخوم الخراب
أحابيل أنقاض حرب
ناظرا ً كنت أمسك جبل الصلصال
الأشجار في كف يدي كنهد
والشمس تردد قميصي الهش
جذوري خلف الباب
رداء أبي وعيد الميلاد
دموع أمي في أوجاع الثلج
وتتأهبني المراثي في هياج
نهار ٌ آخر وأصل إلى مبتغاي
براعم أبجديتي مناجل
بريق القمح على سفح الينابيع
وكنت مثل جواد جريح
تمل مني أعمدة الرماد
رحيق جثوي بلاغة الرصاص
يقظة الهاربين في بهو الفراغ
نسل الأرض وميض زبيب
ترفع أنوالها نساء كردستان
إنسكاب أنوثة ليل
أغنية النيروز في نهاية الأسبوع
تاركا ً عناقيد العتمة فاكهة خطاي
أتخفى من نصال المذبحة
أخرج من قناع صيف
أحتضن أساور الشتاء
أبني بيتي في بهو البراعم
مدائح المساء
تخذلني الريح كواكب
دسيسة العبور إلى شِباك اللامكان .
2
موسيقى الجاز
وصوت من عمق أدغال أفريقيا
يبتهل لصورة الدنيا الحقيقية
وآمال الحب جعبة المغنية المكلومة
آثار قيد غابر ونشيد حرية
تتنازل أرجوحة روحي إلى وجهتي الجديدة
كل العصافير أحاطتني بدفء صبوة السفر
إيثاكا من رحيق أنفاسي قريبة .
3
أتأمل الشمس خشوعا ً
أنزع في ظل شجرة الأجاص
غربة الثياب
عاريا ً في محنة الخراب
في طريقي
يسكنني منزل ٌ
لا أعرف له عنوان
كان برق وكان رعد
وانهمار الماء ،
غصت في بئر ريح نهر
كل الغيوم السوداء تراودني
من أجل إحتمال الإختباء
مثل ناسك ٍ في محراب .
4
في الحروب الموبقات
كان الحب إنتمائي
وارف الظلال يصدح ،
وفي وقت السلم
حضور منفاي الثاني
أبحث عنه بين دفتي كتاب .
5
كنت طفلا ً
عندما كان الموت يترقبني
يترصدني بنعمة الإغماء
أوقعني طيش طفولتي
في جوف بئر عميق
وفي رحلة سقوطي
لا أدري شيئا ً
صرت من أبناء العدم
طارت ثيابي عني
عاريا ً كما ولدت ُ
حملتني الملائكة بكل هدوء
إلى أسفل الهاوية
انتظر في غيابي
اقتراب لحظة ميلادي
جسمي العاري على حجر
وفي الأعلى ينساب ضوء
أتأمل في صحوي وجه أمي
وأنفجر بالبكاء .
#ابراهيم_زهوري (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟