أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كمال غبريال - عصفور الشرق المغرد في لندن - صنديد العروبة الذي لا يخجل














المزيد.....

عصفور الشرق المغرد في لندن - صنديد العروبة الذي لا يخجل


كمال غبريال
كاتب سياسي وروائي

(Kamal Ghobrial)


الحوار المتمدن-العدد: 1272 - 2005 / 7 / 31 - 09:44
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يتوجب علينا في البداية - كما هي العادة – أن نعتذر لتوفيق الحكيم، عصفور الشرق المغرد، الذي حاول بتغريده أن ينقل أنوار الحضارة الغربية، للشرق الغارق في جهالته وسباته، فما باليد حيلة وتوفيق الحكيم ينتمي لعصافير عصر مضى، ليخلي الساحة أو يكاد، لعصافير جديدة من نوع صاحبنا الهمام وصحبه الذين يتكاثرون كالجراد، وتحتم علينا الليبرالية أن نرحب بهم تحت شعار: "خلا لك الجو فبيضي وصفري".
عصفورنا الشرقي الحديث من فخذ "بن لكن"، وهي الوجه الإعلامي والتجميلي التبريري لقبيلة "بن لادن" المجاهدة المناضلة، ومن حقه أن يفتخر بانتمائه قائلاً: "أخيراً نقول للعرب المتأمركين بأننا نعتز بانتمائنا لقبيلة، ولكن ونفتخر بأننا أحد أفخاذها السياسية والإعلامية، لأننا نري الصورة من كل جوانبها، ونغرد من داخل سربنا العربي وسنظل".
هكذا يعترف ويفتخر صاحبنا الصنديد بانتمائه، في صراحة تحسب له، حتى وإن كان يعترف بحقيقة مخزية، هي تبعيته للإرهابيين القتلة، الذين لم تعرف البشرية مثيلاً لنذالتهم، باستهدافهم الأبرياء، وجبنهم وعجزهم عن مواجهة القوات التي يدعون محاربتها!!
عصفور الشرق الهمام قذفت به الرياح إلى لندن، ليتسول الخبز والأمان، وفتحت له المدينة المتحضرة إلى حد السذاجة ذراعيها، فصار إعلامياً بارزاً، ومناضلاً حنجورياً لا يشق له غبار، في عالم القنوات الفضائية والسماوات المفتوحة، وربما هي طريقته الخاصة في رد الجميل للبلاد التي أمنت له الخبز والقلم والميكروفون، أن يعلن للعالم بسعادة من أدى واجبه : "إن أكبر نجاح حققه زعيم تنظيم القاعدة هو جعل بريطانيا أم الحريات والديمقراطية في العالم تتخلى عن أبرز إنجازاتها هذه، وتتحول تدريجيا إلى دولة من دول العالم الثالث أو تكاد."!!
هنا أود أن أسجل بين يدي عصفور القبيلة العربية (كما ادعى لنفسه) عدة اعترافات:
· الليبراليون الجدد لا ينتمون فعلاً لمشروع قبيلتك، وإنما ينتمون لمشروع آخر، قد تسميه أمريكي أو غربي سيان، وإن كنا نسميه مشروع تحديثي حضاري إنساني!
· لقد نجحتم فعلاً أو تكادون، في إجبار مسيرة الإنسانية على التوقف بعض الوقت، أيضاً التراجع بضع خطوات، ريثما تتدبر الوسيلة لإزالة الأحجار من طريق قاطرة الإنسانية، التي لن تقوى العصافير من شاكلتك على تغيير اتجاهها إلى الخلف!
· لا أري أنك فعلت وتفعل أمراً مستهجناً، فهذا هو المتوقع منك ومن أمثالك، وقد تصرفت بما تمليه عليه أخلاقكم وضمائركم الملوثة بالبداوة والكراهية العمياء، وكنت مستقيماً في مقالك، مهاجماً الليبراليين: "لا نعرف الأرضية القانونية والأخلاقية التي يستندون إليها في الترويج لهذا المنطق الأعور، ولكننا نعرف القواعد الأخلاقية التي نقف عليها"، ونعم الصدق مع الذات، ونحن أيضاً يا سيدي نعرف تلك القواعد الأخلاقية التي تقفون عليها، نعم نعرفها ونعرفكم جيداً جداً!!
· لقد تلقت لندن هدية رد الجميل التي تستحقها، فقد حولت بناياتها وشوارعها لتكون أعشاشاً للعصافير المغردة من أمثالك، وأمثال أبو حمزة المصري والآلاف غيركما، صارت مرتعاً لآل "بن لادن" وآل "بن لكن"، فماذا كان البريطانيون يتوقعون (بئس هؤلاء المتحضرين إلى حد السذاجة!)؟!!
من حق الصنديد المغرد، الذي لا يتمتع برذيلة الحياء أو الخجل أن يقول:
"نحن الذين نصر علي استخدام كلمة ولكن في تحليلنا العلمي للأحداث، نواجه إرهاباً حقيقياً، من قبل هؤلاء المنحازين للمشروع الأمريكي في المنطقة، الذي يهدف إلى إذلال العرب والمسلمين، وتحويلنا إلى قطيع يسوقه شارون كيفما يشاء."
فقط نستسمحه أن يوضح لنا طبيعة التهديدات الإرهابية بالقتل أو ما شابه، التي وصلته من الليبراليين الجدد، أو المتأمركين حسب تعبيره، أيضاً أن يراجع نفسه لمجرد التأكد من براعة تغريده المدعى، إن كانت دعوات الليبراليين هي التي تؤدي إلى جعل العرب والمسلمين - على حد قوله – هدفاً للعالم، ويعرضهم لما يسميه الإذلال، أم هي ممارسات قبيلة بن لادن/ بن لكن، أما عما يسميه سعي الليبراليين لتحويلنا إلى قطيع يسوقه شارون، فإن الأمر طريف إلى حد الأسى، ألسنا يا سيدي ومن عقود طويلة، قطيع يسوقه شارون ومن قبله نتانياهو، إلى جولدا مائير وبن جوريون، بفضل نضالكم وجهادكم الأخرق؟!!
ولأن العصفور الصنديد قد وجد أن تغريده قد عاد على قبيلته بالخير العميم، فقد أصابته نوبة كرم حاتمي، تجاه الشعب والبلاد التي آوته من تشرد وأطعمته من جوع، فقرر أن يدلهم على الطريق الصحيح لوقايتهم من قنابل ومذابح القبيلة العربية المنتصرة، ليس غير طريق الإصغاء لما يدعيه القتلة من رغبتهم في سحب قواتهم من العراق (رغم أن ذات المجاهدين يقتلون يومياً العشرات والمئات من شعب العراق ذاته)، ولكي يدل البريطانيين عن مثال ناجح للركوع للإرهابيين القتلة، ساق لهم مثال ما فعله ثاباتيرو الشاب: " لأن الحكومة العمالية الأسبانية تصرفت بعقل وحكمة ووضعت مصلحة مواطنيها وأمنهم، قبل مصلحة الرئيس بوش وأحقاده علي العرب والمسلمين، وقررت سحب قواتها من العراق فورا؟"
إن الشعب البريطاني الذي تحمل قنابل الطائرات الألمانية تدك لندن ليل نهار، أظنه سيتحلى بالتعقل هذه المرة، ويستمع للنصائح المخلصة، وللتغريد المشرق بالحرية والكرامة والسلام، الذي يصدح به عصفورنا العربي الهمام، ويقرر بعد مظاهرات عارمة، إسقاط توني بلير، واستدعاء أسامة بن لادن أو من ينيبه، ليشكل وزارة وحدة وطنية إنجليزية، يكون العصفور المغرد وزير إعلامها ووزير خارجيتها ووزير دفاعها معاً، بالطبع بعد الإعلان الرسمي في احتفال مهيب، قيام جمهورية طالبان البريطانية.
شكراً بن لادن.
شكراً بن عطوان.
والعاقبة عندكم في التفجيرات.



#كمال_غبريال (هاشتاغ)       Kamal_Ghobrial#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- معضلة المرض العقلي
- السباحة في بحر الظلمات إهداء إلى د. سيد القمني.
- د. سيد القمني لا تحزن من سفالتهم
- العظيم سيد القمني والبيان القنبلة
- الليبرالية الإنسانية-دعوة إلى صرخة في واد
- ألف باء ليبرالية
- د. شاكر النابلسي عفواً
- الإخوان المسلمون والإخوان الحالمون
- الليبراليون الجدد في مواجهة خلط الأوراق
- العلمانية ومفهوم الوطنية
- الخصوصية والذاتية وجذور الليبرالية
- رسالة مفتوحة إلى د. أحمد صبحي منصور
- العلمانية ومفهوم الهوية
- العلمانية وجذور الصراع مع الغرب
- شعوب الشرق وخيار شمهورش
- الغرب والقفز إلى المجهول
- هل يُلْدغ الغرب من جحر مرتين؟
- البرجماتية غائبة. . ولكن
- وطنية نعم، فاشية لا
- الليبرالية الجديدة والتناول المغلوط


المزيد.....




- السعودية تعلن ضبط أكثر من 25 شركة وهمية تسوق للحج التجاري با ...
- اسبانيا تعلن إرسال صواريخ باتريوت إلى كييف ومركبات مدرعة ودب ...
- السعودية.. إغلاق مطعم شهير في الرياض بعد تسمم 15 شخصا (فيديو ...
- حادث جديد يضرب طائرة من طراز -بوينغ- أثناء تحليقها في السماء ...
- كندا تخصص أكثر من مليوني دولار لصناعة المسيرات الأوكرانية
- مجلس جامعة كولومبيا الأمريكية يدعو للتحقيق مع الإدارة بعد اس ...
- عاجل | خليل الحية: تسلمنا في حركة حماس رد الاحتلال على موقف ...
- الحوثيون يعلنون استهداف سفينة نفط بريطانية وإسقاط مسيّرة أمي ...
- بعد الإعلان التركي عن تأجيلها.. البيت الأبيض يعلق على -زيارة ...
- ما الذي يحمله الوفد المصري إلى إسرائيل؟


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كمال غبريال - عصفور الشرق المغرد في لندن - صنديد العروبة الذي لا يخجل