أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - كمال غبريال - رسالة مفتوحة إلى د. أحمد صبحي منصور














المزيد.....

رسالة مفتوحة إلى د. أحمد صبحي منصور


كمال غبريال
كاتب سياسي وروائي

(Kamal Ghobrial)


الحوار المتمدن-العدد: 1206 - 2005 / 5 / 23 - 11:36
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


الأخ العزيز د. أحمد صبحي منصور
تحية تقدير ومحبة وبعد.
هذه رسالة تضامن معك في مشروعك النبيل لتحديث الفكر الإسلامي، والحقيقة أنا أشفق عليك من النقد المرير الموجه لك من الليبراليين والعلمانيين، والذين يتهمونك بالانتقاء ولي عنق النصوص، متصورين أن منطقهم واستنباطهم أكثر مصداقية من منطقك، وهذا في رأيي غير صحيح.
المسألة عندي ليست مسألة نصوص بالأساس، بل هي مسألة قراءة النص، فإذا كان النص – أي نص – واحداً، فإن القراءات تتعدد بتعدد الرجال والأزمان والأحوال، وفيما يتعلق بالنصوص الأدبية والدينية من الخطأ تصور أن هناك قراءة محددة ذات صحة مطلقة لجميع الظروف والأحوال، فكل القراءات صحيحة، ليس صحة موضوعية، لأنه لا موضوعية في مجال الآداب أو الأفكار الدينية، لأن الذات الإنسانية أو الذات القارئة جزء جوهري فيها، لكننا هنا أمام صحة ذاتية لقراءات ذاتية، وبالتالي فقراءتك للنص التراثي تدل عليك بأكثر مما تدل على النص ذاته، قد يكون مشروعاً للدارسين الأكاديميين أن يتناولوا النصوص التراثية بمناهج نقدية، وقد يكون من حقهم أن نقر لهم بقدر أو آخر من الصحة الموضوعية لمقارباتهم النقدية، أو المعملية إن صح التعبير، لكن هذا يكاد لا يعني شيئاً بالنسبة لتناول الإنسان العادي لهذه النصوص، وأقصد بالإنسان العادي من يتناول النص بمنهج انطباعي، تتحكم فيه ميوله وخياراته الشخصية، والذي في الأغلب يسقط ذاته على النصوص، بأكثر مما يستقرئها أو يستنبط منها.
التناول النقدي الأكاديمي لا يفيدنا في موضوعنا بشيء، لأننا لن نستطيع أن نحول الملايين من البشر، والذين يؤمنون بنصوص مقدسة، إلى علماء في تحليل الخطاب، وندرس لهم البنائية والتفكيكية، ونحدثهم عن دي سوسير ودريدا ورولان بارت وميشيل فوكو، فحتى هؤلاء العلماء يندر أن يتفقوا على تحليل واحد وحيد لنص من النصوص.
يتصور معارضوك أنهم أكثر منك مصداقية واستقامة منطقية، رغم أن الأمر ليس كذلك بأي حال، فهم يتحدثون خارج الموضوع، فحتى في مجال الفيزيقا، نعرف الكيمياء المعملية، والتي تختلف في معادلاتها عن الكيمياء الصناعية، فالأولي تتم في أجواء معملية معقمة، وتجري على مواد نقية لا وجود لها في الطبيعة، فيما الثانية تتعامل مع الظروف والمواد الطبيعية المتواجدة في الحياة، وشتان بين هذا وذاك، لذا فاجتهادات معارضيك لا ترفد النهر بقطرة خير واحدة، بل ربما سببت من الأذى ما نحن في غنى عنه، أما مشروعك أنت فهو الكيمياء الصناعية، التي تحاول أن تستخلص نوازع الخير من البشر الحقيقيين، المتواجدين هنا وهناك، في الصحارى والحقول والمصانع، تحضهم على تناول النصوص بعقلانية إنسانية، وليس عقلانية آلية مفترضة.
فلنأخذ مثالاً حتى لو ابتعد بعض الشيء عما نحن بصدده، تعرف ولاشك السيرة الشعبية المصرية لأدهم الشرقاوي، أو سيرة ياسين، فالجماهير التي تتغنى بهما إنما تتغنى بسيرة بطلين كانا يحاربان الاحتلال الإنجليزي، وعلى هذا الأساس وحده اكتسبت السيرتين والبطلين مكانهما في نفوس الناس، وعلى هذا الأساس نفسه ينبغي محاسبة هذه الجماهير، إن كانت القيم التي تبثها هاتين السيرتين قيم خير أم شر، لكن عندما يتدخل مؤرخ أو متحذلق – الأمر سيان – ليقول أن البطلين المتوهمين كانا قاطعي طريق، يكون إنما يتحدث خارج الموضوع، يتحدث عن أمر آخر لا علاقة له بالجماهير.
لقد قال السيد المسيح:
" سلامي أترك لكم، سلامي أنا أعطيكم"
وقال أيضاً:
" ما جئت لألقي سلاماً بل سيفاً "
فأي العبارتين يجدر بالمسيحي التقي أن يختار؟!!

أنا أشد على يدك يا صديقي، وأتمنى لك التوفيق في مشروعك الحضاري الإنساني العظيم، وأنا أثق أن المستقبل لهذا الفكر المستنير، وثقتي ليست من قبيل التمنيات أو الرؤى الطوباوية، لكنها تستند إلى أن مسيرة الحضارة الإنسانية تتجه إجمالاً نحو الأمام، رغم التوقفات والانكسارات المرحلية، التي لا تلبث أن تتحول لنقاط انطلاق نحو آفاق جديدة.



#كمال_غبريال (هاشتاغ)       Kamal_Ghobrial#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العلمانية ومفهوم الهوية
- العلمانية وجذور الصراع مع الغرب
- شعوب الشرق وخيار شمهورش
- الغرب والقفز إلى المجهول
- هل يُلْدغ الغرب من جحر مرتين؟
- البرجماتية غائبة. . ولكن
- وطنية نعم، فاشية لا
- الليبرالية الجديدة والتناول المغلوط
- يحكى أن . . . . . .
- الليبرالية الجديدة وثنائية الشكل والمضمون
- الخطاب الإعلامي العربي بين الوصاية والتضليل والليبرالية المف ...
- د. سيار الجميل . . عفواً
- ثوابت الأمة والخلط بين الواقعية والانهزامية
- مستنقع الكذب وضبابه
- فيصل القاسم يسفر عن وجهه الليبرالي
- الاتجاه المعاكس- والإجهاز على المشكاة
- فيصل القاسم . . من وإلى أين؟
- مشهدان من مسرحية عروبية ساقطة
- أمريكا أمريكا . . تلك الأرض المقدسة
- البعض يريد كليباً حياً


المزيد.....




- أسوأ يوم في تاريخ المسجد الأقصى!
- عالم دين سني يطالب الأمة بالإستشهاد بطريقة الامام الحسين (ع) ...
- خبيرة دولية: الحوار بين الأديان أصبح أداة لتلميع صورة الأنظم ...
- رئيس المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية بإثيوبيا: الجزيرة صوت ال ...
- الاحتلال يبعد مفتي القدس عن المسجد الأقصى لمدة 6 أشهر
- دمشق.. انطلاق مجالس سماع -موطأ الإمام مالك- بالجامع الأموي
- مصر ضمن الـ10 الكبار اقتصاديا: رؤية إسلامية لنهضة اقتصادية ش ...
- الهباش يدين اقتحام رئيس مجلس النواب الأميركي المسجد الإبراهي ...
- إسرائيل تبعد مفتي القدس والديار الفلسطينية عن المسجد الأقصى ...
- الاحتلال يصدر قرارا بإبعاد مفتي القدس 6 أشهر عن المسجد الأقص ...


المزيد.....

- علي قتل فاطمة الزهراء , جريمة في يترب / حسين العراقي
- المثقف العربي بين النظام و بنية النظام / أحمد التاوتي
- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - كمال غبريال - رسالة مفتوحة إلى د. أحمد صبحي منصور