أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مهند صلاحات - خمس كاميرات محطمة في مواجهة جدار الفصل العنصري














المزيد.....

خمس كاميرات محطمة في مواجهة جدار الفصل العنصري


مهند صلاحات

الحوار المتمدن-العدد: 4478 - 2014 / 6 / 10 - 09:23
المحور: الادب والفن
    


ماذا يمكن أن يفعل مزارع بسيط في قرية صغيرة مهمشة في بلدٍ مُحتَل إذا ما امتلك كاميرا؟ هل يمكن أن يصبحَ صانعَ أفلامٍ يحمل وثيقة تسجيلية مصورة إلى أهم مهرجانات السينما العالمية؟
جواب هذا السؤال نجده من خلال الفيلم التسجيلي "خمس كاميرات محطمة"، الذي قدّم فيه المخرج الفلسطيني الشاب عماد برناط -حين التقى صانع الأفلام وناشط السلام اليساري الإسرائيلي جاي دافيدي- فيلما تسجيليا طويلا من تسعين دقيقة، نال جائزة السينما العالمية للإخراج في مهرجان صندانس السينمائي 2012، وعدة جوائز أخرى في مهرجانات عالمية، كما رُشح لجائزة أفضل فيلم وثائقي في جوائز الأوسكار عام 2013.
الفيلم -الذي أثار جدلا حول هويته كفيلم فلسطيني أو إسرائيلي من جهة مخرجيه أو جهات الإنتاج والدعم "فرنسي-إسرائيلي"- يعتمد شكلا بسيطا في عرض حكايته عبر تبنيه تقنية السرد المتصل للأحداث من خلال الراوي الرئيسي.
يسرد المخرج عماد برناط بترتيب زماني متصل "كرونولوجي" من خلال تجربته الشخصية في قريته بلعين على مسافة 12 كيلومترا غرب مدينة رام الله، أحداث الفيلم كمصور وموثق لحياة عماد نفسه وعائلته، وفي المقابل تصوير وتوثيق منجزات المقاومة الشعبية السلمية لمقاومة جدار الفصل العنصري الإسرائيلي في قريته التي بُني الجدار العازل على ما يزيد على 50% من أراضيها.

الكاميرا الأولى
تدور أحداث الفيلم خلال ست سنوات من تاريخ إنتاجه عام 2011، خسر خلالها عماد برناط كاميراته الخمس والتي بدأت بخسارته لأول كاميرا صغيرة حصل عليها عام 2005 مع ولادة ابنه الرابع جبريل، حيث استخدمها ليوثق ولادة ابنه وطفولته.
لكن هذه الكاميرا العائلية الصغيرة سرعان ما تحولت إلى جزء من وثيقة مصورة لوقائع واحدة من الانتفاضات الشعبية الفلسطينية التي استقطبت المتضامنين معها من نشطاء السلام الإسرائيليين والدوليين، عندما شرعت إسرائيل في بناء جدار الفصل العنصري.
بالتزامن مع عرض حياة الطفل جبريل وأسرته وبمصاحبة موسيقى الثلاثي جبران، يدخل المخرجان في تفاصيل حياة اثنين من أصدقاء عماد اللذين كانا من أبرز الناشطين في الحركة الشعبية لمقاومة الجدار.

أصدقاء جبريل
الصديق الأول باسم أبو رحمة -أو "الفيل" كما يسميه أبناء قريته- الذي استشهد في مظاهرة عام 2009 وكان صديقا لابن عماد الطفل الذي بدأ يكبر ويشاهد بعينه الأحداث التي يفقد فيها صديقه الفيل. وأديب الرجل الدرامي الذي يتهيأ للمسيرات كما لو كان ذاهبا لمناسبة اجتماعية، ممارسا هوايته بالاستعراض أمام الكاميرا، والذي أصيب هو الآخر بطلق ناري في ساقه أقعده شهرا بالفراش.
يقسم المخرجان الفيلم إلى خمس مراحل زمنية تبعا لخسارة عماد كاميراته بسبب تعرضها لإطلاق النار أو التحطيم من قبل الجنود الإسرائيليين، وفي كل مرة تتصاعد أكثر وتيرة الحراك الشعبي المناهض لبناء الجدار، وتتخذ أشكالا جديدة وحلولا مبتكرة لتعطيل عملية المصادرة والبناء.

ترتفع كذلك وتيرة العنف الإسرائيلي المقابل لتتخذ أشكالا عديدة كاقتلاع الجرافات أشجار الزيتون، وحرمان أهالي القرية من الوصول لأراضيهم، وسقوط المزيد من الشهداء، والمداهمات الليلية لبيوت الناشطين بالقرية، ومن بينها بيت عماد وإخوته واعتقالهم.
يعرض عماد سيرة قريته وأسرته والحركة الشعبية لمقاومة الجدار العنصري، وكذلك سيرة كاميراته الخمس، "مؤنسنا" إياها كما لو كانت أحد أفراد قريته أو أصدقائه الذين فقدهم، جاعلا منها شخوصا حقيقيين كشخوص فيلمه.

سلاح الكاميرا
أضافت الكاميرا عنصرا جديدا للنضال الشعبي لا يمكن الاستهانة بأهميته في عصر الثورات الشعبية ومواقع التواصل الاجتماعي، ويصفها عماد بالأداة أو السلاح، وكذلك السينما التسجيلية في حمل الوقائع للعالم كوثائق مصورة يمكنها أن تغير المعادل الإعلامي تجاه قضايا الناس البسطاء الذين فقدوا حقوقهم، عبر حمل قضاياهم وقصصهم اليومية إلى أهم المهرجانات، وإثارة الجدل حولها في المنابر الإعلامية بالعالم.
كاميرات عماد الخمس التي عرضها في مقدمة الفيلم أمامه مصابة ومكسّرة، وعاد ليعرضها مرة أخرى في مشهدٍ بنهاية الفيلم بواسطة كاميرا سادسة بقيت سليمة حتى تلك اللحظة، يقدمها كأنها شاهد عيان يوثق شهادته لما للصورة من وقع صارخ وقوي لا يمكن مقارنته بأية شهادة أخرى، شهادة مفصلة كاملة موضوعية واقعية، لم تتأثر بخطاب سياسي أو استعراضي إعلامي، بقدر ما هي توثيق إنساني حيادي في نقل الوقائع من زاوية مخرجها.
صار عماد نفسه شاهدا على اغتيال تلك الكاميرات، شهود العيان التي صور بها فيلمه واحدة تلو الأخرى، كما كان شاهد عيان بعدسة كاميراته على اغتيال الناشطين.
يبتعد الفيلم عن كلاسيكية الطرح، ويبتعد عن الإنشائية والخوض في القضايا الإشكالية المعقدة، فيفرد مساحته الزمنية لصالح الحدث اليومي المفصلي، ويفرد لشخصيات فيلمه المساحة الكافية لتظهر كاملة ويطرح من خلالها الأسئلة التي تعيد قراءة الأحداث تارةً، وتحاكمها تارةً أخرى، ملتزما بإطارها الجغرافي -قرية بلعين- دون الخوض في تفاصيل القضية الفلسطينية المتشعبة، ومبتعدا عن سرد المعلومات أو الأحداث التاريخية، لينحاز وبشكل كلي لشخوص فيلمه وكاميراته.



#مهند_صلاحات (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عن خروج الشيوعيين العرب من جلد اليسار
- المتحولون .. أحزاب ومواقف عربية على شفير الهاوية
- بالنسبة لي
- تكفيريون علمانيون ... الثقافة والسلطة مرة أخرى
- خارطة طريق سورية مرة أخرى
- حول ما يسمى استحقاق أيلول الفلسطيني
- سوريا: الثورة والطوائف والنظام الفاشي
- لتجربة التونسية ومعوقات تكرارها عربياً
- عن الأصوات الأدبية الجديدة وغياب النقد في فلسطين والأردن
- حماس وسعودة المجتمع الفلسطيني
- الفلسطيني المتهم عربياً حتى تثبت إدانته!
- العالم الثالث ودلالات المصطلح السياسية
- (نخلة طيء؛ كشف لغز الفلسطينيين القدماء) ينسف الروايات التوار ...
- العالم والإرهاب والتطرف ما بين خطابي بوش وابن لادن
- هزيمة حلفاء أميركا، ما بين معركة غزة وبيروت
- المأزومون بالهزائم..
- ملحمة غزة... وفلسطينيو «الطرف الثالث»!
- صور ورسوم الدم المسيئة للعرب والمسلمين
- مات واقفاً وفياً لكامل التراب الفلسطيني
- مواضيع زائدة عن الحاجة


المزيد.....




- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...
- مغنية تسقط صريعة على المسرح بعد تعثرها بفستانها!


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مهند صلاحات - خمس كاميرات محطمة في مواجهة جدار الفصل العنصري