أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - فاطمة ناعوت - هدفٌ في مرمى الحضارة














المزيد.....

هدفٌ في مرمى الحضارة


فاطمة ناعوت

الحوار المتمدن-العدد: 4425 - 2014 / 4 / 15 - 03:34
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


تشكو المرأةُ المصرية من ضياع حقوقها على يد أشاوس العنصرية الرجعيين ممن يجعلون من المرأة كائنًا ناقصَ الأهلية، رغم أنها، عند الله، كاملةُ التكليف والمحاسبة مثلها مثل الرجل. وليس في السماء وحسب، كذلك على الأرض تقول الإحصاءاتُ إن أكثر من 40٪-;- من نساء مصر معيلات ينفقن من كدّ سواعدهن على بيوتهن وأولادهن وأزواجهن الكسالى المترهلين على أرائك البيوت أمام التليفزيون في انتظار ما تجلبه الزوجة من طعام وملبس، أو الرابضين فوق كراسي المقاهي يلعبون الطاولة والدومينو ويدخون الأراجيل بقروش زوجاتهم المنهكات في المصانع والحقول أو تنظيف البيوت ودورات المياه!
ويشكو المسيحيون المصريون من استلاب حقوقهم بمعرفة أشاوس التطرف والطائفية رغم كونهم مواطنين كاملي الحقوق والواجبات، يدفعون الضرائب ويخوضون الحروب ويستشهدون عن تراب مصر، مثلهم مثل كل مصري آخر.
لكن شكوى أولئك وهؤلاء، تظلُّ في خانة التذمّر المُعلَن حينًا، والصموت أحيانًا، فيما يتحول مع الوقت إلى ما يشبه "متلازمة استوكهولم" حيث يتواطأ السجيُن مع السجان، ويحبُّ المظلومُ الظالمَ، مبارِكًا ظلمَه مُستعذِبًا هدرَ حقه وقائلا: “هل من مزيد؟"
وحين يحينُ الحينُ لضبط الميزان المعوّج، وتحاول أن تنتصر لحق امرأة أو قبطي مسيحي، تُصدَم بأن أول مَن يحاربك هو تلك المرأة وذاك المسيحي. ثمة أغاليطُ غُرِست في بعض النساء تقول إن في انتقاص حقوقها مغانمَ وفوائدَ وجمالا لا يراه سواها! كذلك القبطي المسيحي حين يُغتصَب حقُّه في الترقّي الوظيفي أو إن أحرق بيتُه أو كنيسته أو بُتِرت أُذُنه (مثل أيمن ديمتري العام الماضي )، لن يلجأ للقانون لينتصر له، بل يُفجؤك بقوله: "مملكتي ليست من هذا العالم، وطوبى للحزانى، ويُدافع عنكم وأنتم صامتون." وهي أقوالٌ من الإنجيل، ثم يتهمنا، نحن المسلمين، أننا مَن يُدخل الدينَ في السياسة!
الآن، ومصر على أبواب انتخابات رئاسية وبرلمانية بعد ثورتين هائلتين، أتساءل: “كم سيدةً وكم مسيحيًّا، سوف يترشح للرئاسة والبرلمان؟" الإجابةُ سلبيةٌ محبطة. والسبب؟ هو أنهم يضعون العربة أمام الحصان. يعلم المسيحي، وتعلم المرأة أن أحدًا لن يعطيهما صوته، فيحجمون عن المشاركة. لكن الأوفق هو عدم المراهنة على النتيجة مسبقًا. لأن النتيجة هي حاصل معادلة كفاءة مرشح+ وعي ناخبين.
ترشّح امرأة ومسيحي في السباق الرئاسي أمام المشير السيسي وحمدين صباحي، بصرف النظر عن النتيجة، يعني أن المصريين يرسمون لوحة بانورامية مجتمعية مثقفة تكلل ثورتين عظيمتين دفعنا فيهما دمًا وخسائرَ وشهورًا وأعوامًا. ترشّح امرأة ومسيحي يكافئ تسجيل هدف ناجز في مرمى التحضر. أودّ أن أحكي لأولادي وأحفادي أن جسورًا مسيحيًّا كسر الصندوق ولم يبال بالسهام التي ستناله وهو يرسم لوحته واضعًا نصب عينيه عالِم السلاح النووي "أبو بكر زين العابدين عبد الكلام آزاد" رئيس الهند المسلم على أغلبية هندوسية. وأن امرأة جسورًا حذت حذو الرئيسة الهنديةَ "براتيبها باتيل" لتفخر أمام أحفادها بأنها لم تخف انتقاد الخاملين.
أما النتيجة، فلا يُعوّل عليها لأنها ليست هدفًا في ذاتها، بل المشاركة هي الهدف. فالنتيجة شِطرٌ كبيرٌ منها يشير إلى وعي شعب مازال يحبو على مدارك الديمقراطية الأولى ويتهجى ألف باءها بتعثر.



#فاطمة_ناعوت (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الرئيس وأسئلة ديكارت
- عروسة لطفلة السماء
- لن أعزّيك يا صديقي ..
- شهيدتا الحق والحب
- النبلاء ينقذون رعايانا في ليبيا
- الصورة الحقيقية لمصر
- صانع العرائس قاتل ماري
- اسمك إيه يا أم محمد؟
- الباليه... فوق كفّ مصر
- ابحثوا عن قاتل -ماري- الحقيقي.
- معندناش كتب خيالية
- مليون إنسان في بيتي
- رسالة إلى حابي
- الشاعرة اللبنانية زينب عساف تكتب عن ديوان الشاعرة المصرية فا ...
- وجدى الحكيم أيام زمان
- 13 مارس 1950
- أغلى سيارة في العالم
- أمي، و-أحمد رشدي-
- هنا كردستان
- القتل على العقيدة


المزيد.....




- هل تشارك السعودية للمرة الأولى في مسابقة ملكة جمال الكون؟
- “أغاني الأطفال الجميلة طول اليوم“ اسعدي أولادك بتنزيل تردد ق ...
- استشهاد الصحافية والشاعرة الغزيّة آمنة حميد
- موضة: هل ستشارك السعودية في مسابقة ملكة جمال الكون للمرة الأ ...
- “مش حيقوموا من قدامها” جميع ترددات قنوات الاطفال على النايل ...
- الحكم على الإعلامية الكويتية حليمة بولند بالسجن بذريعة “الفج ...
- استشهاد الصحافية والشاعرة الغزيّة آمنة حميد
- شاهد.. أرجنتينية بالغة من العمر 60 عاما تتوج ملكة جمال بوينس ...
- إلغاء حكم يدين هارفي واينستين في قضايا اغتصاب
- تشييع جنازة امرأة وطفلة عمرها 10 سنوات في جنوب لبنان بعد مقت ...


المزيد.....

- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي
- الطريق الطويل نحو التحرّر: الأرشفة وصناعة التاريخ ومكانة الم ... / سلمى وجيران
- المخيال النسوي المعادي للاستعمار: نضالات الماضي ومآلات المست ... / ألينا ساجد
- اوضاع النساء والحراك النسوي العراقي من 2003-2019 / طيبة علي
- الانتفاضات العربية من رؤية جندرية[1] / إلهام مانع


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - فاطمة ناعوت - هدفٌ في مرمى الحضارة