أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - ضيا اسكندر - السياسة والأسطورة














المزيد.....

السياسة والأسطورة


ضيا اسكندر

الحوار المتمدن-العدد: 1252 - 2005 / 7 / 8 - 10:48
المحور: كتابات ساخرة
    


كان ياما كان في قديم الزمان شاب فقير يتيم عازب, لم تقبل الزواج منه أية فتاة في القرية..! ما جعله يقرر الهجرة والبحث عن فتاة ترضى به على علاته..
وبدأت رحلته المضنية يتنقل من منطقة إلى أخرى حتى وصل به المطاف إلى مشارف إحدى القرى النائية وقد هدّه الجوع وناله التعب والإحباط.. وبينما هو على هذه الحالة لمح صبية جميلة تقوم بتنظيف مصطبة البيت بالمكنسة وهي تغني بصوتٍ عذب . استوقفه منظرها وشدْوها وبدأت نبضات قلبه بالتسارع. وأحسّ بقوة كالسحر تجذبه إليها.. وصل إليها كالمأخوذ وألقى عليها التحية فردّت بأحسن منها ودعته للجلوس. حطّ رحاله وعرّف عن نفسه. وبعد الطعام والشراب والقيلولة, جاءته الصبية لتقدم له كأساً من الشاي وتسأله عن السر الذي يحمله والذي من أجله غادر ضيعته, فأجابها موضحاً لها معاناته من صبايا ضيعته, وملمّحاً عن حبّه وهيامه لها ورغبته بالزواج منها. مال قلبها إليه ووافقت على الزواج بشرط أن تصطحب معها شقيقها الوحيد, فهي لا تستطيع العيش من دونه. فوافق صاحبنا على شرطها دون تلكؤ, والدنيا لا تسعه من شدة الفرح.
وفي طريق عودته إلى قريته برفقة الصبية وشقيقها, طلبت منه الصبية الدخول إلى معبد على جانب الطريق ليقوم بشكر الآلهة التي استجابت لطلبه وحظي بفضلها على عروس.. دخل صاحبنا المعبد وأضاء شمعة وبدأ بتلاوة ما تيسّر من أدعية وابتهالات... وإذ بصوتٍ جبار يناديه: لقد أكرمتك الآلهة وحققت لك مرادك... فماذا تقدم لها من قرابين..؟ فأجاب صاحبنا باعتزاز كمن شرب كأساً من الخمر المقدس, بأنه مستعد لتقديم أي شيء حتى رأسه... وإذ بسيفٍ أسطوري يحزّ له عنقه ويفصل له رأسه ليتدحرج إلى جانب جسده...
انشغل بال الصبية في الخارج, فطلبت من أخيها الدخول إلى المعبد للتقصي ومعرفة سبب تأخر عريسها. دخل أخوها المعبد وهاله ما رأى؟!!! جسد صهره ورأسه إلى جانبه!! وإذ بصوتٍ جبار يخاطبه: لقد كان صهرك كريماً جداً وقدّم رأسه قرباناً للآلهة... فما لديك أنت لتقدّمه؟ أجاب الفتى بشهامة نبيّ يدرك تماماً أنه بحالة اختبار: صهري ليس أكرم مني وأنا مثله أقدّم رأسي قرباناً للآلهة... ذات السيف ينقضّ عليه ويفصل رأسه عن جسده...!
ازداد قلق الصبية في الخارج من تأخر عريسها وأخيها في العودة, فقررت الدخول بنفسها إلى المعبد. لدى رؤيتها منظر أخيها وعريسها وهما على هذه الحالة, خارت قواها وخرّت ساجدة وبدأت تنثر التراب على رأسها وهي تعول وتبكي متفجعةً ولسانها يلهج بالتشفع والترجي للآلهة من أجل إحيائهما... وإذ بذات الصوت الجبار يسألها: عريسك وأخوك كانا سخيين وقدّما رأسيهما قرباناً للآلهة... وأنت؟ ماذا تقدّمين؟ كفكفت دمعها وأجابت بعد أن تماسكت وعاد إليها وعيها وإيمانها: إنهما ليسا أكرم مني وأنا أيضاً أقدم رأسي مثلهما... قهقه الصوت الجبار وقال لها: بوركْتِ يا ابنتي لقد نجحتِ في الامتحان, ولهذا فقد قررت الآلهة مكافأتك على صبرك وشجاعتك... ما عليك إلا أن تضعي الرأس على الجسد لكل منهما فينتفضا حيّين...
لم تصدق الصبية ما سمعت أذنيها, فهرعت ونفذت ما اؤتمرت به, ولكن من فرط لهفتها وعجلتها فقد وضعت رأس أخيها على جسد عريسها ورأس عريسها على جسد أخيها...!
ترى من ستتزوج منهما؟!
عندما سردتُ هذه الحكاية لزميلي في العمل, وعن نيّتي في نشرها علّق قائلاً:
يستحيل عليك أيها الشقي أن تكتب شيئاً تبتعد فيه عن السياسة...!



#ضيا_اسكندر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الشغل... مو عيب
- هل أنا على صواب..؟
- حتى في الصحراء...؟
- ملح الحياة
- الرهان
- استراتيجيا... ديماغوجيا
- يوميات معتقل سياسي بعد الإفراج عنه
- الكوز والجرّة
- إلى معلمتي... سابقًا
- إلى من يهمه الأمر
- أنا أسعد منه
- جمهورية الفرح الشعبية
- عزاء مُعتبر
- - عيسى وخديجة -
- ..!تنفيس مسؤول
- الفحل
- تدشين
- عتاب رفاقي
- حرائق وغنائم
- ليلة رأس السنة


المزيد.....




- -الماتريكس 5-.. حكاية المصفوفة التي قلبت موازين سينما الخيال ...
- -باهبل مكة-.. سيرة مكة روائيا في حكايات عائلة السردار
- فنان خليجي شهير يتعرض لجلطة في الدماغ
- مقدّمة في فلسفة البلاغة عند العرب
- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - ضيا اسكندر - السياسة والأسطورة