أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ضيا اسكندر - الفحل














المزيد.....

الفحل


ضيا اسكندر

الحوار المتمدن-العدد: 1094 - 2005 / 1 / 30 - 11:41
المحور: الادب والفن
    


(سليم) رجل في السابعة والأربعين من عمره. يعمل موظفاً بسيطاً في إحدى الشركات. عقد قرانه خمس مرات ولم يوفق بأيّ منها. فقد كانت الزيجة تفشل في كل مرة حتى قبل الدخول والتمتع بسرير الزوجية. إلا أنه وفي آخر مرة نجح بإكمال مراسم الزواج وتخلّص من عزوبيته.
بعد زواجه بعشرة أيام, استأنف ( سليم ) دوامه بالشركة وانهالت عليه عبارات التهنئة والمباركة بزواجه من قبل زملائه, بعد أن كانوا يتوقعون بقاءه عازباً ما تبقّى له من العمر. والذين غالباً ما كانوا يمازحونه بلقب ( العازب الخالد ).
زميلته ( أم سعيد ) في المكتب والتي تصغره بخمس سنوات, كانت أكثر المهنئين اغتباطاً له. استقبلته بحفاوة صادقة قائلةً:
- ألف ألف مبروك.. تتهنّى يا سليم.. صدّقني أنني مبسوطة من صماصيم قلبي.. إنشاء الله بالرفاه والبنين يا ربّ!
- شكراً لكِ يا أم سعيد!
وبلهفة الأخت المُحِبّة أردفت بعفوية:
- مم, لم تقل لي, كيف رأيت الزواج ؟
فتل سليم شاربيه والبسمة تعلو وجهه وأجاب متمهّلاً:
- بصراحة يا أم ّسعيد! لم أكن أتوقع الزواج بهذه الروعة. وبصراحة أكبر, وجدت أن أجمل ما في الزواج هو الجنس.. ممممّه أبوس روحه أنا.. دخيل الملائكة ما أروع الجنس..
طارت ابتسامتها فجأة وتضرّج خدّاها بحمرة الخجل والحياء, وتشاغلت ببعض الأوراق أمامها..

* * *

في اليوم التالي وقبل نهاية الدوام بساعتين قال لزميلته أم سعيد: سأهرب إلى البيت لأمرٍ ضروري جداً. إذا سأل أحدٌ ما عنّي أرجوكِ الاتصال بي هاتفياً وإعلامي..
- خير أخي سليم؟
- كلّه خير, لا تنسي أنني ما زلت بشهر العسل .. وبيني وبينك لا أستطيع الصمود حتى نهاية الدوام.. الجنس يا أم سعيد زينة الحياة الدنيا.. تصوّري! رغم مضي أكثر من عشرة أيام على زواجي, لا أستطيع النوم قبل أن أمارس الجنس مع عروسي, على الأقلّ أربع خمس مرات..! بشرفي صرت أتمنى لو توجد عقاقير طبية تثبط غريزتي وأتخلّص من شرورها..! تصوّري! جرّبت الكافور واليانسون و... ولم أستفدْ شيئاً! دخيل اسمك يا ربّي! ما هذا؟!!
رمقته بنظرة زاجرة واحتدمت في أعماقها براكين الغضب وكادت أن تقذفه بحممها وتضع حداً له على قلة ذوقه.. إلا أنها تمالكت نفسها وعدّت للعشرة..

* * *

في اليوم الثاني وفور وصول سليم إلى مكتبه, نهضت أم سعيد مغادرة الغرفة, خوفاً من إسماعها ما يخدش حياءها. وتذرّعت بأنها ستقضي بعض الوقت في المكتب المجاور لشرب القهوة, وقد تتناول الفطور.. فاستوقفها قائلاً:
- اسمعي آخر حزّورة يا أم سعيد ثم اذهبي..
- حزورة! ما هذه الحزورة؟
- علّق رجلٌ على باب محلّه كرتونة كتب عليها: ( ممنوع الشمّ واللحس واللعق وإدخال الإصبع...) برأيك ماذا يعمل هذا الرجل؟
تغيّرت سحنتها فجأة وامتقع وجهها ونظرت إليه مسددة نظرة عابسة والشرر يتقافز من عينيها. ولم تستطع كظم انفعالها فأجابته موبّخةً دونما إبطاء:
- لا حول ولا قوة إلا بالله, يا فتاح يا عليم.. يا عيب الشوم منك يا سليم! والله ما بعرف شو بدّي احكي معك؟! فعلاً الذوق فُضّل على الدين..
- لَهْ يا أم سعيد لَهْ! لا يروح فكرك للبعيد... يا ستي هذا الرجل يعمل بائع عسل..!

* * *

في اليوم الثالث دخلت أم سعيد المكتب وهي عابسة وبالكاد حرّكت شفتيها بتحية الصباح. حاول سليم ممازحتها إلا أنها صدّته معتذرة عن عدم رغبتها بالكلام مع أحد, فهي غير رائقة ولا تتحمّل أية كلمة. امتثل سليم لرغبتها وقرر ألا يكون البادئ معها بالكلام وبقي صامتاً حتى نهاية الدوام ..
وكرر ذلك في اليوم الرابع..
وفي اليوم الخامس وبينما كان جالساً خلف طاولته يشرب الشاي.. نظرت إليه أم سعيد بطرفها, وجدته ساهماً ناظراً إلى اللا شيء. أحسّت بحنوّ اتجاهه وظنت أن زعل اليومين الماضيين كافيين له وأنه لا شك قد تلقّى درساً. فأرادت أن ترطب الجو قليلا وتفتح معه صفحة جديدة. فهو زميلها منذ أكثر من عشر سنوات ويتمتع بسلوكٍ نظيفٍ وفهمٍ عالٍ لعمله.. قالت بينها وبين نفسها: (الزعل بين الزملاء ليس لمصلحة أحد.. سأكون أحسن منه وأصالحه). حمحمت للفت انتباهه, إلا أنه ظلّ سادراً لا يلْوي على شيء. وأيقنت أنه لا مجال لكسر هذا الجليد بينهما إلا بالحديث. حمحمت ثانيةً وسألته:
- أيه سليم بماذا تفكر..؟
أجابها بعد تنهيدة دون أن ينظر إليها:
- يا ستي أراقب تصاعد الأبخرة من الشاي...
- تراقب الأبخرة؟!
- نعم, ولمعان سطح الشاي أيضاً... هل تعلمين بماذا ذكّرني هذا البخار وذاك اللمعان؟
- بماذا؟!!
- تصوري! لم أكن أعلم بأن المهبل يتصاعد منه البخار عند هيجانه..! وكذلك الأمر القضيب لدى انتصابه! يا ربّي ما أدهش إبداعك! إن ذلك البريق واللمعان اللذان يصدران عنه يا أم سعيد يخلب اللبّ ويحطّ العقل بالكف!... أيه يا دنيا كم تملكين من أسرار وعجائب..! على سيرة المهبل والجنس وما إلى ذلك... هل تعلمين بأنني في ليلة الزفاف ندمتُ ندامة ( الكسعي) لأنني حلقتُ شعر عانتي؟ المشكلة يا أم سعيد أنني أتزوج لأول مرة في حياتي, وخبرتي كانت متواضعة قبل الزواج . ولم أكن أعلم بأن لشعر العانة كل...
لم تستطع أم سعيد سماع ما تبقّى من محاضرته, فانتفضت من مكانها وغطّت وجهها براحتيها وهرعت مغادرةً الغرفة على عجل.

* * *

في اليوم السادس طلبت أم سعيد نقلها إلى قسم آخر في الشركة, لتبتعد عن سليم وتتخلّص من بذاءته وزفارة لسانه.

* * *

بعد حوالي سبعة أشهر من زواجه انتشر في الشركة خبر طلاق سليم من زوجته, بسبب استمرار عذريتها حتى تاريخه!



#ضيا_اسكندر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تدشين
- عتاب رفاقي
- حرائق وغنائم
- ليلة رأس السنة
- !...سيناريو
- شكراً سيادة الرئيس
- تحرّي وانتقام
- - ... وإلاّ ! -
- مداخلة
- أمسية ...
- الموافقة الأمنية
- تحت التصرّف
- إعلانات
- شرشحة مدير عام
- دعوة للجنون
- !سبحان مغيّر الأحوال
- وصايا ...
- صدّق أو لا تصدّق
- حدث في جزر الواه الواه ...
- دردشة بين مسؤولَين


المزيد.....




- فادي جودة شاعر فلسطيني أمريكي يفوز بجائزة جاكسون الشعرية لهذ ...
- انتهى قبل أن يبدأ.. كوينتن تارانتينو يتخلى عن فيلم -الناقد ا ...
- صورة فلسطينية تحتضن جثمان قريبتها في غزة تفوز بجائزة -مؤسسة ...
- الجزيرة للدراسات يخصص تقريره السنوي لرصد وتحليل تداعيات -طوف ...
- حصريا.. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 المبارك وجميع القنوات ال ...
- الجامعة الأمريكية بالقاهرة تطلق مهرجانها الثقافي الأول
- الأسبوع المقبل.. الجامعة العربية تستضيف الجلسة الافتتاحية لم ...
- الأربعاء الأحمر -عودة الروح وبث الحياة
- أرقامًا قياسية.. فيلم شباب البومب يحقق أقوى إفتتاحية لـ فيلم ...
- -جوابي متوقع-.. -المنتدى- يسأل جمال سليمان رأيه في اللهجة ال ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ضيا اسكندر - الفحل