أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ضيا اسكندر - عتاب رفاقي














المزيد.....

عتاب رفاقي


ضيا اسكندر
كاتب


الحوار المتمدن-العدد: 1080 - 2005 / 1 / 16 - 09:48
المحور: الادب والفن
    


لم تتغير غرفته كثيراً مذْ تركها لحظة اعتقاله منذ عامين؛ فبقايا صورة غيفارا وشعار المطرقة والمنجل والتي كُتبت تحتها عبارة " من أجل وطن حرّ وشعبٍ سعيد " ما زالت قراءتها ممكنة بالرغم من محاولة والدته نزعها من على الجدار فور اعتقاله مباشرة. فقد اعتبرتها السبب في إبعاد ضناها عنها كل هذه المدة .
وبينما كان سارحاً في ظهيرة اليوم التالي للإفراج عنه, محاولاً عبثاً محو هذه الصفحة من حياته, وإذ بجرس الباب يرنّ بصوت متواصل! وكان الزائر الأول له من حزبه, وتحديداً أحد أعضاء فرقته...
تعانقا وقبّلا بعضهما عشرات القبل وجلسا يتجاذبان أطراف الحديث:

* الحمد لله على السلامة رفيق! كيفك؟ شو, كيف كانت معك ها التجربة؟
** الله يسلمك رفيق! الحقيقة كانت من أهم وأصعب التجارب التي مررت بها في حياتي.. ولكن..!
* يا سيدي تنذكرْ وما تنْعاد... انشا الله ما تعرّضت لتعذيب وخلافه...؟
** بيصير رفيق؟! أمر طبيعي.. أي شخص يدخل فرع أمن سيتعرّض للتعذيب.
* يا رفيق ! المهم أنّك عدت بالسلامة..
** إيـــــه.. بس بصراحة أنا عاتب عليكم كثيرًا..
* ليــش رفيق؟!
** هل يعقل أن أُعتقل سنة كاملة دون أن ألتقي بأحدٍ منكم؟!!
* يا رفيق! لم يسمحوا لنا..
** ( مقاطعًا ) ولكْ حتى كروز دخان.. ما شفت منكم..
* والله يا رفيق ما سمحوا لنا..
** ولَكْ يا عمّي ما بدنا كروز دخّان.. ثياب داخليّة على الأقل..؟!!
* يا رفيق ! أنت تعرف البير وغطاه..
** طَيّبْ! على الأقل اكتبوا بجريدة الحزب إنّي مُعتقل..!
* يا رفيق! صدّقني أنّك كنت وما زلتَ في قلوبنا جميعًا.. صدّقني أنّنا لم نفوّت فرصة لقاء مع القيادة.. إلا وطرحنا موضوع اعتقال الرفاق..
** لا أدري .!!.. دائمًا يخامرني شَكْ بأنّكم كنتم تستطيعون إطلاق سراحي.. مثلاً لو قمتم بوفد جماعي إلى مقر حاكم الجزيرة.. واعتصمتم مدنيًّا.. توقدون الشموع ليلاً تتقدّمكم بعض الندّابات.. الخ . أعتقد أنّكم بهكذا وسائل قد تُلَيّنون قلب الحاكم فيُخلي سبيلي.
* عَمتسْخر يا رفيق! عذرًا من هذا المثل: ( منشان برغوط ما بدنا نحرق اللحاف )
** هل أنا غَدَوت برغوطا يا رفيق؟! هذه فهمناها .. بَسْ من هو اللّحاف يا ترى؟
* أوّل ما اعتذرت منك يا رفيق! قد يكون المثل الذي استعنتُ به ليس موفّقاً. لكنني قصدت بأن أي رفيق في هذه الجزيرة معرّض للاعتقال.. فتخيّل ! كلما تم توقيف أحد الرفاق نعتصم ونضرب عن الطعام وما بعْرف شو... هل تدرك عواقب هكذا شغب على سياسة التحالف يا رفيق!؟
** وهل اعتقال الرفاق يقوّي ويخدم سياسة التحالف؟!! وهل تسمّي النضال من أجل إطلاق سراح الرفاق شغباً؟! أليس من حقنا التعبير عما يعتمل بدواخلنا من غضب وسخط اتجاه جزيرة الضباع؟!! التي لولاها لما بقيت جزيرة الذئاب على وجه الأرض؟! ما هي الجريمة التي اقترفتها عندما أنزلتُ وبلحظة غضب علم سفارة جزيرة الضباع وسط الهياج الجماهيري تعبيراً عن استنكارنا للجرائم التي ترتكب يومياً بحق جزيرتنا؟!!
* يا رفيق! تلومني وكأنني المسؤول عن اعتقالك؟!! وكأنني كنت مبسوطاً لذلك, شو هالكلام يا رفيق!
** ولكْ طيب معقول بخلْتم عليّ حتى بزيارة لأسرتي؟! تقفون لجانبها.. تشدّون من أزرها.. تخففون عنها .. بصراحة رفيق! كنت ضعيفاً جداً بالدفاع عنكم, إن كان داخل السجن مع المعتقلين, أو خارجه مع أفراد أسرتي...
* أوووف... يا رفيق ! كأنك لست من هذه الجزيرة.. بصراحة كمان, خفْنا من اعتقال غيرك, لأن بيتكم كان مراقباً..
** وهل زيارة أهلي أصبحت من المهام التي تتطلب جسارةً وجرأة وبطولة.. وكأنها بمثابة العمل الفدائي!!؟
* كفاك إحراجاً يا رفيق! يا أخي نحن كنّا مقصّرين معك.. خلّصنا بقى.. ولكن لا تنسى المرحلة العصيبة التي يمر بها حزبنا من انقسامات وخلافات و...
** ومتى كان حزبنا يخلو من هذه الأمراض؟!
* يا رفيق! إن الحزب يطهّر نفسه وسوف يتعافى ونصل إلى الحزب المنشود.. لكنها مسألة وقت!
** وأنا أرى عكس ذلك! فبعد كل انقسام, أجد الضعف وقد نال من الحزب لدرجة يرثى لها...
* وما هو الحل رفيق!؟
** الحل بوحدة الحزب. ولا أعتقد أننا عاجزون عن إيجاد صيغة ما لوحدة جميع الرفاق..
اِسْألْ أي رفيق بأيّ فصيل من فصائل حزبنا, عن رأيه بوحدة الحزب! لا يمكن أن تسمع إلاّ جواباً واحداً: كلنا مع وحدة الحزب.
* الحقيقة رفيق! قيادات حزبنا تتحاور بهذه المسألة و ..
** هيك وهيك فيك وبالقيادة.. العمى رح تطلّعلي روحي يا رجل! أقول لك تور! تقل لي احْلبوا .. ولكْ يا عمي قياداتنا بحاجة لنفض من فوق لتحت .. يلعن الساعة اللي..
* طوّلْ بالك رفيق! رح تصيبك جلطة.. على مهلك.. أعصابك يا رجل!
( لحظات ويتم استدعاء طبيب القلبية إلى هذا الحوار الرفاقي .. لكنه لم يتوصل لمعرفة سبب الجلطة ؛ هل هو هذا الحوار , أم من آثار الاعتقال .. أم من الاثنين معاً ... ) .


اللاذقية



#ضيا_اسكندر (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حرائق وغنائم
- ليلة رأس السنة
- !...سيناريو
- شكراً سيادة الرئيس
- تحرّي وانتقام
- - ... وإلاّ ! -
- مداخلة
- أمسية ...
- الموافقة الأمنية
- تحت التصرّف
- إعلانات
- شرشحة مدير عام
- دعوة للجنون
- !سبحان مغيّر الأحوال
- وصايا ...
- صدّق أو لا تصدّق
- حدث في جزر الواه الواه ...
- دردشة بين مسؤولَين
- معارض مع وقف التنفيذ
- بصراحة مع وزير التحالف الوطني


المزيد.....




- صدر حديثا ؛ حكايا المرايا للفنان محمود صبح.
- البيتلز على بوابة هوليود.. 4 أفلام تعيد إحياء أسطورة فرقة -ا ...
- جسّد شخصيته في فيلم -أبولو 13-.. توم هانكس يُحيي ذكرى رائد ا ...
- -وزائرتي كأن بها حياء-… تجليات المرض في الشعر العربي
- هل يمكن للذكاء الاصطناعي حماية ثقافة الشعوب الأصلية ولغاتها؟ ...
- -غزة فاضحة العالم-.. بين ازدواجية المعايير ومصير شمشون
- الهوية المسلوبة.. كيف استبدلت فرنسا الجنسية الجزائرية لاستئص ...
- أربعون عاماً من الثقافة والطعام والموسيقى .. مهرجان مالمو ين ...
- أبو الحروب قصة جديدة للأديبة منال مصطفى
- صدر حديثا ؛ أبو الحروف والمدينة الهادئة للأديبة منال مصطف ...


المزيد.....

- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ضيا اسكندر - عتاب رفاقي