أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - ضيا اسكندر - بصراحة مع وزير التحالف الوطني















المزيد.....

بصراحة مع وزير التحالف الوطني


ضيا اسكندر

الحوار المتمدن-العدد: 883 - 2004 / 7 / 3 - 05:21
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


أغلق الموبايل نهائياً , الذي كان قد حصل عليه مؤخراً منحةً من الحكومة كبقية كبار المسؤولين . واستدار نحوي متمطياً مشيراً إلى حالة الوجع الظهري الذي يعاني منه بسبب جلوسه الدائم أمام الإنترنت , موضحاً بعبارات مقتضبة عن أهمية التكنولوجيا وأثرها في تطور الحكام . ثم استدعى السكرتيرة وأخبرها أنه في حال أي استيضاح عنه من قبل الأعلى .. فهو غير موجود .. ذهب لتفقد الرعية .. ! ثم بدأ مرحباً وقال :
• لا تلفونات ولا زوار ولا من يحزنون ... أنا بانتظار أسئلتك رفيق !
** بادئ ذي بدء , اسمحوا لي رفيق باسم صحيفة " الأرخبيل " بتقديم أسمى التهاني بمناسبة مرور خمسين عاماً على تأسيس جبهة الزهور المتحدة التي نحتفل هذه الأيام باليوبيل الكوبالتي لذكراها ... ما هي مشاعركم رفيق !?
• أشكرك رفيق ! إنها فعلاً لمناسبة جليلة .. وأنت ترى بأم عينيك الاحتفالات الجماعية والمعارض الفنية والمهرجانات الأدبية واليافطات والصور الملونة .. إننا نعيش كرنفالاً حقيقياً ... بالمناسبة , صباح هذا اليوم قمت بجولة فوق ربوع الجزيرة بطائرتي الخاصة .. وعينك ما ترى جزيرتنا كيف تبدو بأبهى حلّة .. وقد علت راياتها الخفاقة عنان السماء .. يا سلاااام .. !!
** رفيق , الحقيقة أنا مسرور مثلكم . لكن لدي مجموعة من التساؤلات قد لا تسرّ خاطركم رغم قداسة هذه المناسبة وأرجو أن يتّسع صدركم الرحب لسماعها والإجابة عليها دون تعصيب !!
• ومن قال لك أنني متعصب ؟!
** استغفر الله !! لم أقصد الشوفينية ! بل عنيت أن تبقى كما عهدناك من الأناة والروية .. فالبارحة كنت أجري حواراً مع وزير البطالة الذي لم يستطع تحمّل أسئلتي .. فقام من وراء مكتبه وبرمني باتجاه الباب ولبطني على قفاي ... ولولا حلم الله .. لما كنت اليوم أمامك رفيق !!
• لا .. لا .. أنا غير شكل رفيق ! للأمانة وزير البطالة ليس بطّالاً ولكن لديه مشاكل عويصة.. يكفي أن تعرف أن نسبة البطالة 20% لتعرف حجم معاناة هذا الوزير .. الله يعينه ..
** على كل حال رفيق ! لعل أول سؤال يحضرني هو : " الميثاق " ! لقد اصفرّت أوراقه وبات يحتاج إلى تعديل وتنقيح .. فمن غير المعقول الإبقاء على الميثاق وقد مضى على وجوده أكثر من خمسين عاماً .. تبين من خلال التجربة والتطبيق , ضرورة إعادة النظر بكثير من بنوده .
• هذا صحيح ! ونحن الآن بصدد إعداد صياغة نهائية لمشروع الميثاق الجديد .. وسوف يلبّي عدداً لا بأس بها من المطالب التي أبدتها أحزاب جبهة الزهور المتحدة .
** ولكن رفيق , لماذا كل هذا الزمن من الجمود ؟ لماذا لم توافقوا على أي تعديل ...!! ؟
• يا رفيق ! إذا وافقنا على كل اقتراحات الرفاق دفعة واحدة .. فماذا نترك للأجيال القادمة !!؟؟ إن الوصول إلى المبتغى دونما عناء ، لا يمكن أن يكسبنا أية متعة .. أعطيك مثالاً : لنفترض أنك على علاقة عاطفية مع إحداهن ( غامزاً بإحدى عينيه ) وطلبْتَ منها قبلة .. وتمت الاستجابة بالسرعة القصوى ..! النتيجة أنك لن تستمتع بطعم القبلة .. لأنها جاءت دون جهد أو تعب . وهكذا الحال في بقية المطالب والأهداف .
** أفهم من كلامك أن موضوع الطلاب سوف يشمله التعديل المرتقب ؟!
• نعم نعم , فالطلاب بدءاً من المرحلة الابتدائية حتى نهاية المرحلة ما بعد الجامعية .. سوف يسمح لهم الانتساب إلى أي حزب من أحزاب جبهة الزهور المتحدة . ولن يقتصر انتسابهم إلى حزبنا الحاكم كما هو الوضع حالياً ... ثم لنكن صريحين ؛ هل ترانا نلاحق الطلاب البنفسجيين مثلاً ؟ صحيح أنه يحظّر على الأحزاب الأخرى النشاط ضمن صفوف الطلبة ... لكننا في الحقيقة نغضّ الطرف منذ فترة طويلة ...
** إذاً لماذا حتى الآن لم يعدل البند المتعلق بهذا الموضوع !؟
• ألم نقل لك رفيق , بأنه لا يمكن الاستجابة لجميع المطالب مهما كانت عادلة ومحقة .. .... دفعة واحدة !!؟؟ ثم أنتم البنفسجيون أدرى من غيركم بمقولات الديالكتيك . فالصراع أصل التطور , والبقاء للأصلح .. ولولا حالة الصراع لتوقفت وتائر النمو .. وَلَوْ !
** وماذا عن قانون الأحكام العرفية ؟ هل ..
• ( مقاطعاً ) إنه مجمّد رفيق !
** لماذا لا نلغيه إذن ؟!!
• يا رفيق ! لا تنسى أننا بحالة حرب مع جزيرة الذئاب المجاورة ! إنها تتربّص بنا ولن يُغمض لنا جفن حتى نحقق أهدافنا العادلة والمشروعة ..
** عذراً رفيق ! ولكن للأسف , فإن حالة الحرب مع جزيرة الذئاب قديمة جداً .. ويبدو أنها ستطول إلى ما شاء الله ... فهل نبقى أسرى قانون الأحكام العرفية إلى الأبد !!؟
• ما هذا التشاؤم رفيق !؟ وكأنك تقول بأن جزيرة الذئاب باقية إلى الأبد !!؟ منذ هنيهة قلت لك إن البقاء للأصلح . ونحن الأصلح يا رفيق ! والزمن سيثبت ويؤكد صحة كلامي ..
** طيب رفيق ! لماذا المضايقات الأمنية لبعض المنتسبين إلى جبهة الزهور المتحدة !؟
• لا مضايقات ولا من يحزنون ... كل ما في الأمر أن بعض الرفاق يتجاوزون الخطوط الحمراء .. والأصح يُخلّون بأمن البلاد .. فنستدعيهم ونوبّخهم ونفرك آذانهم قليلاً ...
** ولكن البعض منهم يتعرّض لأبشع أنواع التعذيب يا رفيق !!؟
• هذا كان زمان ... أما الآن فأعتقد أنهم يبالغون .. فإذا عبسْنا بخلْقة أحدهم وصرخنا بوجهه أو دفشْناه قليلاً .. يخرج ويدّعي أننا وضعناه على الخازوق ! .. يا رفيق ! لا تقلْ كل ما تسمع , ولا تسمع كل ما يقال ...
** هل صحيح أنكم وافقتم على انضمام حزب الثور إلى الجبهة رفيق !
• الحقيقة إنه موضع دراسة .. وحتى الآن لم تتم الموافقة ... فكما تعلم, جميع أحزاب جبهتنا تنتمي إلى العقيدة النباتية .. ودخول أحزاب أخرى إلى جبهتنا من أمثال حزب الثور وحزب الغزال ... وغيرهما من الأحزاب لم نتفق بعد على انضمامها ... ثم ألا يكفي ما لدينا من أحزاب جبهوية ؟ !! لقد أصبحت ثلاثين حزباً يا رفيق ! والحبل على الجرار ...!
** لكن يا رفيق ! الجبهة بالأصل ثلاثة أحزاب و ...
• ( مقاطعاً ) يا سيدي ... وفرّخت .. وأصبحت ثلاثين ! ماذا نفعل ؟!! هل نرميهم بالشارع ؟ ! يجب أن نحضنهم مهما انقسموا وتعددوا ... فسياستنا هي لمّ الشمل لجميع الرفاق ...
** رفيق ! لديّ سؤال , والحقيقة أنني محرج من طرحه ومتردد جداً ..
• ولا يهمّك رفيق ! تفضل ..
** هل صحيح أن الانقسامات التي حصلت وتحصل بالفصائل المتحالفة معكم .. لكم دور في انقسامها ؟!
• شوف رفيق ! ما هي مصلحتنا بانقسام الرفاق ؟ ! آه قل لي ! ثم كيف يمكننا أن نلعب مثل هذا الدور يا رفيق !? دود الخل منّه وفيه ..هم بالأصل مرضى ولديهم الكثير من الأخطاء والتخبيصات .. حتى وصلوا إلى ما هم عليه الآن ... يطالبون بالديمقراطية ؛ وهم أبعد ما يكونوا عنها ... يطالبون بحرية الرأي ... وهم أكثر من يحارب الرأي الآخر ..!! يدّعون العلمانية والمدنية .. وهم ...ماذا أقول لك ؟ الحقيقة لا أريد استغابة أحد من الرفاق ...
** هل نتفاءل رفيق ! ونطمح بولادة أحزاب جديدة غير تلك المعروفة الآن على الساحة ؟
• وما أهمية ذلك رفيق !? إن وجود الأحزاب تتطلّبها ظروف موضوعية ... ونحن لا نرى أن ثمة ظروف موضوعية تستدعي ولادة أحزاب جديدة ..
** مثلاً رفيق ! لجان الدفاع عن حقوق الأرانب ... حزب محاربة البرغش ... الخ ..
• لا يا رفيق ! لا أعتقد أن أحزاب الجبهة لا يهمها صحة الأرانب ! أو قتل البرغش ! البارحة رفيق ! على سبيل المثال , أخبرني حاجب مكتبي بأنه قتل في بيته ما يعادل صحناً طافحاً من البرغش 000
وسائق ابنتي أخبرني بأنه تفادى عشرات الأرانب وهو في طريقه إلى مزرعة صهري ...
رفيق ! صدّقني أن الأعداء همّهم الأول هو الإساءة لسمعة جزيرتنا الشمّاء ..
** سؤال أخير رفيق ! باعتباركم وزيراً للتحالف الوطني وعلى صلة وثيقة بما يجري 0 أرجو من
حضرتكم التكرم بالإسهاب والاستفاضة بالشرح عن سؤالي لما له من أهمية على مستوى الشارع
في الجزيرة 000 موضوع مكافحة الفساد000 فمن الملاحظ بأن سياسة غض النظر عن الفاسدين والمفسدين بدأت معالمها بالتبلور في المرحلة الأخيرة 000 أرجو أن يكون تقييمي وقراءتي للواقع خاطئتين..؟!
• كن مطمئناً ! بالفعل خاطئين 00 انظر إلىصحافتناً00 إلى قنوات شاشتناً يومياً لديناً أخبار عن مكافحة الفساد 0 ( يمد ّيده إلى صحيفة ملقاة على مكتبه ويبدأ بقراءة بعض العناوين ) اسمع :
(إلقاء القبض على الآذن في بلدية هز اكتافك تقلّّك، لتورّطه وقبوله حفلة غداء عامرة ) ( سلطات إحصاء الأنفاس تضبط بالجرم المشهود الموظف { ق . ف } وهو يتلقّى سلة تين وخمس ببضات بلديات من المواطن المغلوب على أمره { ف . ق } ) ( تم توقيف أحد اللصوص الذي يدّعي أنه من الصعاليك وأنه سيوزع ما سرقه على الفقراء – ولكن على مين هذا الحكي ؟ - هذا وما زال التحقيق مستمراً لمعرفة كافة أفراد العصابة ) . ( طاوياً الصحيفة ) هل أقرأ لك المزيد !!؟؟ أرجو أن تنقل من خلال صحيفتكم الغرّاء "الأرخبيل " التي أكنّ لها كل احترام وتقدير ..إلى جميع الأخوة المواطنين في هذه الجزيرة الصامدة ...
تحياتي وتحيات قيادة جبهتنا جبهة الزهور المتحدة متمنين لشعبنا كل الازدهار والتقدم وإلى جزيرة الذئاب كل السباب والشتائم التي احتوتها قواميسنا الزاخرة بأفظع الألفاظ النابية .. وإني أدعو جميع الرفاق والأخوة المواطنين لأداء صلاة الاستنصار على أعدائنا وإنّا على الدرب لسائرين ...الحياة لنا والموت لهم ...

ضيا اسكندر – اللاذقية
[email protected]



#ضيا_اسكندر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مقال
- -غينيس - والصبر العربي
- أمريكا عالباب
- يوم الغضب العربي
- الحلّ الأمثل ...
- البيض الفاسد
- أبو كفاح


المزيد.....




- -تحرّض الأطفال على الدعارة أو البغاء-.. قرار بحبس مطربي -راب ...
- محكمة في نيويورك تغرم ترامب 9 آلاف دولار وتهدد بسجنه بسبب -ا ...
- تحقيق صحفي يكشف: العصابات في السويد تجند عناصر من الشرطة للو ...
- ما فرص التطبيع الإسرائيلي السعودي في ظل الحرب الدائرة في غزة ...
- البيت الأبيض يمتنع عن التعليق على تدمير الدفاع الجوي الروسي ...
- محكمة نيويورك تغرم ترامب بـ9 آلاف دولار بتهمة إهانته المحكمة ...
- -الصواريخ أصابتها وانفجرت فيها-.. -حزب الله- يعرض مشاهد استه ...
- بالفيديو.. انتشار رقعة الحرائق في أولان-أوديه الروسية
- لفوفا-بيلوفا: لقاء الدوحة أسقط الأسطورة الأوكرانية بوجود أطف ...
- -حزب الله- ينصب كمينا ‏ضد آلية عسكرية إسرائيلية ويؤكد تدمير ...


المزيد.....

- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر
- بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول / محمد شيخ أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - ضيا اسكندر - بصراحة مع وزير التحالف الوطني