أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - ضيا اسكندر - الحلّ الأمثل ...














المزيد.....

الحلّ الأمثل ...


ضيا اسكندر

الحوار المتمدن-العدد: 788 - 2004 / 3 / 29 - 07:50
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


" الحلّ الأمثل ... "

نقر بسبّابته على طاولة المكتب ساهماً مفكّراً وقال في نفسه :

" كلّ الوثائق والقرائن والمؤيدات في هذه الإضبارة , تؤكد على براءته ... لكنني لا أستطيع النطق بالحكم استناداً إليها ... " يجب أن يُدان " !

نعم يجب ذلك , صحيح أنني قاضٍ , وأتمتع بصلاحيات تقديرية كبيرة , ولي حصانتي التي نص عليها قانون السلطة القضائية في المادة ( 92 ) منه . ثم أن القاضي مستقل تماماً ولا سلطان عليه في قضائه لغير القانون .

ولكن يا أخي مستحيل ! ... لو لم يكن مرتكباً , بل مداناً , لما أُحيل إلينا ؟ !

وهل قلب حضرتنا على هذا الوطن , أكثر حرصاً من قلب حضرتهم عليه ؟ ! أووف .. !

هواتف من أعلى القيادات , تنبّهني إلى ضرورة إيلاء هذا الموضوع ما يستحقه من اهتمام !

يا أخي لكنه بريء ! ... للمرة العاشرة أقرأ كامل الإضبارة , ولم أجد فيها شيئاً يدعو إلى تجريمه !!!

يبدو أنه من الأفضل لي , التنحّي عن هذه القضية ! فالمادة ( 186 ) من قانون أصول المحاكمات المدنية تجيز لي ذلك !

لكن , لربما شعروا بأنني متعاطف معه ؟ ! من يدري ! إنهم يلقطونها على الطاير !

يا عمّي لِمَ الخوف ؟ ! أنا لم ألتقِ به سابقاً , ولا تربطني معه أية علاقة , أو قرابة , أو حتى معرفة...! أصلاً , لم أرتحْ له منذ مثوله الأول أمامي ! فهو صموت , جادّ , متجهّم , عابس دوماً ... لا يعجبه العجب ولا الصيام في رجب ...

بس يا أخي , والله بريء !!

الحقيقة, أفضل حلّ هو الاستقالة ! نعم , إنه الحلّ الأمثل ! سأستقيل وأعود إلى القرية ... وأتسلّى بكتابة مذكراتي .. وأشبع هوايتي بالاستلقاء على الجرف الصخري قرب النبع أستمتع بجمال الطبيعة ... ثم من يدري ! فقد يأتي يوم , أستطيع خلاله نشر مذكراتي بإحدى الصحف أو المجلات .. وسوف تدرّ عليّ ربحاً وفيراً .. تغنيني عن هذا الراتب ... يا سلاااام !

ولكن , لنفترض أنني سُئلْت عن سبب استقالتي ! بماذا سأجيب ؟ ! هل أفضح نفسي وأقول لهم بالعربي الفصيح : عمّي ! لست مقتنعاً بهواتفكم ولا بتوجيهاتكم , وليس بمقدوري إلاّ أن أكون نزيهاً عادلاً ... حلو والله !

عندئذٍ , ستكون الطامة الكبرى ...

لا .. لا .. لم أجنّ بعد ! يجب البحث عن حلّ آخر ..

سأقوم بزيارة صاحب الهاتف الأقوى , وألمّح له , بأن صاحبنا لا شيء ضده , وكل الدلائل تشير إلى براءته , ما لم تؤمّنوا أدلّة حسّية أخرى : شهود , اعترافات .. وثائق جديدة تدينه ... إلخ . وهل هم قاصرون عن تأمين ذلك ؟ ! هه !

عندها سأضعهم في خانة ( الْيكْ ) : " إما موافاتي بما يدينه فعلاً , وإما براءته ستكون مؤكدة . ولا ذنب لي في ذلك إطلاقاً .. يصطفلوا .. ما على الرسول إلاّ البلاغ ! "

تنفس الصعداء , ونهض من وراء مكتبه مدندناً : ترلم .. ترلم .. ترللّي واتجه نحو المغسلة , ومعْجن أسنانه مدة ثلاث دقائق .. ورشّ عطراً كثيراً على كافة أنحاء جسده .. واستلقى قرير العين .

ضيا اسكندر – اللاذقية



#ضيا_اسكندر (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- البيض الفاسد
- أبو كفاح


المزيد.....




- تناول حفنة من التراب باكيًا.. شاهد ما فعله طفل فلسطيني أمام ...
- الإعصار -إيريك- يضرب سواحل المكسيك برياح قد تصل سرعتها إلى 2 ...
- إسرائيل - إيران: أسبوع من المواجهة.. وحرب استنزاف في الأفق! ...
- الحرب بين إيران وإسرائيل: تهز أسعار النفط.. وضربة قاسية للسي ...
- علي شمخاني: من هو مستشار خامنئي الذي أُعلِن مقتله، ثم أرسل ل ...
- الحرب مع إسرائيل والداخل الإيراني: هل تكرّس سيطرة النظام أم ...
- إسرائيل تغتال قائدًا ميدانيًا لحزب الله في جنوب لبنان.. من ه ...
- الحياد المستحيل.. الأردن والسعودية في صراع إيران وإسرائيل
- ألمانيا - ارتفاع طفيف في عدد السكان وتزايد عدد الأجانب مقابل ...
- إيمانويل ماكرون يعلن تقديم فرنسا مع ألمانيا وبريطانيا -عرض ت ...


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - ضيا اسكندر - الحلّ الأمثل ...