أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - ضيا اسكندر - معارض مع وقف التنفيذ














المزيد.....

معارض مع وقف التنفيذ


ضيا اسكندر

الحوار المتمدن-العدد: 893 - 2004 / 7 / 13 - 07:40
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


كرع بطحة عرق دون كسر , وثلاثة أكواب من شراب اليانسون .. وأوى إلى فراشه . محاولاً الإطاحة بمشاعر الذعر والاضطراب التي انتابته منذ أن قرر عدم المشاركة بالتصويت في الانتخابات !
( يا ألله ......! لو تقوم الحرب , أو يحدث زلزال , أو فيضان ...أو أية كارثة طبيعية كبيرة ... أكيد عندئذٍ لن يفكروا بي ولا بامتناعي عن التصويت ! أصلاً مين أنا ! ؟ أنا نكرة .. أنا حشرة لا حول لها ولا قوة ..! يا عمّي موقف زوجتي كان مطلق الصحّ ! بالفعل تبين أن أمثلتها فيها نصيب كبير من الحقيقة : " لاتنام بالقبور ولا تشوف كوابيس ... اللي بيتجوز أمي بناد يلو عمي " ... بالطيف تلطف ياربّ ! أكان من الضرورة لي اتخاذ مثل هذا الموقف !؟ على كل حال , مشورة زوجتي في مكانها : " أنا مريض , بل مريض جداً ؛ ولم أستطع مغادرة الفراش إطلاقاً أثناء الانتخابات .. ولهذا السبب لم أصوّت ! " حجّة معقولة جداً .. ولكن , تعا لهون ! لنفترض أنهم طلبوا مني إثباتاً على ذلك ! ... تقرير طبي .. شهود .. إلخ هم يعرفون كل شيء ! إنهم يحصون أنفاسنا .. وعدد الشعرات التي تسقط يومياً من رؤوسنا .. ! هل سيُخفى عليهم سبب امتناعي عن التصويت .. ؟ ! يا رجل ! هوّنها بتْهون .. هل بات من الصعوبة بمكان , الحصول على تقرير طبي ..! كبّر عقلك يا رجل ! أصلاً لا أذكر أنه سبق وتم اعتقال أي شخص لامتناعه عن التصويت ...! بس مين بيعرف ساعة الغفلة ! والله يا عمّي أفضل شيء " حط راسك بين هالروس وقول يا قطّاع الروس " ... سوف أنتخب غداً .. وعمْرو ما حدا يورث ..! أصلاً صوتي لن يقدّم ولن يؤخّر .. مين أنا يا حسرة ..! بلا مُعارضة بلا بطيخ ! ناقصنا والله ! )
طمر رأسه تحت الوسادة إمعاناً منه بالحصول على مزيد من العتمة , واستسلم بشكل نهائي لقرار المشاركة بالتصويت . فما زال أمامه متسع من الوقت , طالما أن الانتخابات مستمرة حتى ظهيرة الغد .. أحسّ بأن جبالاً من الهموم والمخاوف قد تبدّدت تدريجياً وبدأت بالتلاشي .. وغطّ في نومٍ عميق .
عندما استيقظ , كانت الساعة تشير إلى الرابعة عشر إلاّ ربعاً ! ! التفت إلى زوجته بنظرة تحمل كل معاني التوبيخ والتأنيب وتمتم : ( ألمْ يكن بمقدورك إيقاظي قبل هذا الوقت ! فعلاً إنك جيفة نوم ! ) فرك عينيه قليلاً , وفجأة أدرك ضيق الوقت لديه !! ( يا إلهي ! لم يبق سوى ربع ساعة ! ) خلع ولبس كيفما اتفق . وهرع باتجاه أقرب مدرسة في الحيّ ! لكنه لم يصل إلاّ بعد انتهاء عملية الاقتراع وبدء فرز الأصوات !!
حاول جاهداً إقناع رئيس المركز بممارسة حقه , بل واجبه الوطني ! ولكن دونما جدوى ! رجاه .. توسّل إليه .. قال له : طيب , أرجوك اعملْ معي معروفاً واعطني تصريحاً بأنني وصلت إليكم متأخراً دقيقتين .. أرجوك ! مستعد لتقبيل يديك ورجليك !
بُهِت رئيس المركز من هذا الرجل وأجابه باستغراب واستنكار وسط ذهول باقي أعضاء اللجنة والوكلاء :
- ما بك يا رجل ! ؟ شو تصريح وما تصريح ؟! شو مجنون إنتِ ؟! اذهبْ من هنا ودعْنا نعمل ..! هه ... ! حلو والله ؟!!
- أرجوك يا أستاذ ارحمْني ..! عندي زوجة وأولاد ومعيل لأمي وأبي العجوزين .. ومديون .. الله وكيلك وكيل السماوات والأرض .. يستر عرضك يا أستاذ !
- ولكْ أخي لا تصرعْني منشان محمد ! يتْروح منْهون واللاّ بخلّي الشرطة يودّوك على بيت خالتك ؟!
- ( متضرّعاً بلهفة الثكلى ) دخيلك ..! والله ما كان قصدي , الله وكيلك مبارح كنت مريض خير الله ولم أستطع النوم حتى الفجر ! شربت يانسون و ... سبحان الله , نمت , وأنا نومي ثقيل .. ولم أستيقظ إلاّ منذ ربع ساعة .. ركضت ركضاً إلى هنا .. و ..
- فعلاً إنك مسطول ! عمّي ! وصْلت معي لهون ها ( مشيراً بإصبعه إلى ما بين عينيه ) للمرة الأخيرة أقول لك انقلعْ من هون !

- ( باكياً بحرقة ) منشان الملائكة .. يخلّيلك كل محبّ ! شو خسران يا أستاذ ! إذا اعطيتني تصريح
ينالك ثواب عند رب العالمين !...
- ولكْ عمّي تصريح شو !؟ شو بدّك تستفيد منّه ؟!
- ألمْ أقل لك منذ هنيهة , تصريح أنني جئت إليكم متأخراً لأشارك بالتصويت ! فإذا سُئلْت من قبل أحد ما , يكون معي إثبات أنني مواطن مطيع صالح .. يخاف الله والحكومة ...! أنا لا أريد أن يقال عني أنني – لا سمح الله – ضد الحكومة !
ابتسم رئيس المركز , واقترب من الرجل , وربّت على كتفه بحنان مهدئاً روعه وقال له :
- اذهبْ يا عم اذهب ! ولا تخف , لست وحدك ممن لم يشارك بالتصويت .. هناك الكثير أمثالك .. ولكن إياك أن تعيدها مرة ثانية هه .. ! فهمت ؟!
- ( بسرور عظيم ) يعني مافي عقوبة ولا من يحزنون ؟!
- ( ضاحكاً ) ما في ...
- ( غير مصدّق ) أكيد ما في ؟!!
- أكيد ...
هجم الرجل على رئيس المركز بفرح عامر وقبّله بعنف ورفع يديه إلى الأعلى صائحاً :
- يا عيني الله ... عيني الله ..
وبدأ يقفز بطرب عائداً إلى بيته كبطل مكلل بتيجان النصر ...

ضيا اسكندر – اللاذقية



#ضيا_اسكندر (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بصراحة مع وزير التحالف الوطني
- مقال
- -غينيس - والصبر العربي
- أمريكا عالباب
- يوم الغضب العربي
- الحلّ الأمثل ...
- البيض الفاسد
- أبو كفاح


المزيد.....




- -الموت أحلى من العسل-.. متظاهرة إيرانية في طهران توجه رسالة ...
- ماذا حدث بين سفيري إسرائيل وإيران بمجلس الأمن؟
- مقتل 70 فلسطينياً في قصف إسرائيلي على قطاع غزة، واشتباكات في ...
- بين الغضب واللامبالاة: كيف تنظر الشعوب العربية إلى إيران في ...
- قصف صاروخي إيراني يشعل حرائق ويتسبب بأضرار في بئر السبع
- حرب إسرائيلية إيرانية.. هل تتدخل أميركا؟
- الملاكم ناوروتسكي.. لماذا تخشى أوروبا الرئيس البولندي الجديد ...
- محادثات إيرانية أوروبية بجنيف وعراقجي: لا حوار مع واشنطن
- 5 مدمرات أميركية في المنطقة لحماية إسرائيل و-نيميتز- تصل خلا ...
- ما هي القاذفة الأمريكية الشبح -بي-2- التي تعول عليها إسرائيل ...


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - ضيا اسكندر - معارض مع وقف التنفيذ