أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ضيا اسكندر - تدشين














المزيد.....

تدشين


ضيا اسكندر

الحوار المتمدن-العدد: 1087 - 2005 / 1 / 23 - 10:25
المحور: الادب والفن
    


تلقَيت دعوةً من أحد الأصدقاء الذين حباهم الله موهبة الفن التشكيلي، ماركة ( تجريدي ) لحضور افتتاح معرضه الفردي الخامس. ولما كنت من أنصار ترويج هذا النوع من الفنون لصقل ذائقتي الفنية المحرشفة. وحرصاً منَّي على ألاَ يعاني أولادي مستقبلاً، من الأمية حيال الفن التشكيلي بشكل عام, ومدارسه الحديثة بشكل خاص, فقد اصطحبت معي ابنتي البالغة من العمر سبع سنوات.
ولدى وصولنا إلى الصالة المخصصة للمعرض، استقبلني صديقي الفنان بحفاوة، وتكريماً منه لي، وبغية تشجيع ابنتي، فقد ارتأى أن تقف ابنتي على مدخل القاعة، حاملةً الصينية المغطاة بمنديل مطرَّز جميل، يتوضَّع في منتصفه مقصَّ لقصَّ الشريط الحريري إيذاناً ببدء المعرض.
وكعادة المسؤولين في التأخر عن الحضور، فقد بدأ الحشد المنتظر بالهمهمة والحوارات الجانبية القصيرة. وكل منهم يحمل بيده بطاقة الدعوة يلوَّح بها أمام وجهه طارداً حرارة الصيف القائظ.
ولما كانت ابنتي تجهل كل الطقوس المتعلقة بافتتاح المعارض وما شابه ذلك... فقد شرعت وبغفلةٍ منا جميعاً بقصقصة الشريط الحريري لأكثر من عشرين قطعة صغيرة... وبمنتهى البراءة والعفوية والسعادة..!!!
ولدى انتباهي إليها, صُعقْت !! نهرْتها بعنف محاولاً تدارك الأمر، لكن بلا جدوى..! فقد وصل موكب المسؤول وتجمهر الحشد على جانبي الممر المؤدي إلى الشريط المقصوص..!
ووسط ذهول الحضور وترقَبهم عمَّا سوف تؤول إليه الأمور.. اقترب المسؤول من المجرمة الصغيرة وأدرك أنها الفاعلة.. فرمقها بنظرة تحمل في طياتها كل معاني السخط والنرفزة والاشمئزاز.. ولمَّا فطن إلى أن الكاميرا التلفزيونية موجهة إليه! أخفى عن وجهه وبسرعة أسطورية كل ملامح الغضب والانتقام.. وابتسم رافعًا ابنتي من تحت إبطيها وقبَّلها .. و.. ودخل القاعة.
وتحت وطأة ارتباكي الشديد، سحبت ابنتي من يدها وقفلتُ راجعاً إلى البيت.
ولدى معاتبتي الشديدة لها على سوء تصرفها.. بدأتْ توجَّه أسئلة لا تقلّ إرباكاً وحرجًا في الرد عليها , عن فعلتها السوداء الآنفة الذكر:
* بابا! ماذا يعني قص الشريط من قبل مسؤول كبير؟!
** يا بابا! هكذا جرت العادة.. فالمسؤول راع ٍ ومشجع للإبداع و التطور.. ثم أن تكليفه بقص الشريط يُعدّ تكريمًا له واعترافاً بفضله لقاء خدماته لهذا البلد..
* طيب يا بابا! لماذا لا يكون حفل الافتتاح تحت رعاية أمّ الفنان أو أبيه أو زوجته أو شقيقه.. ممَن له الفضل الأكبر في تنشئة الفنان!!؟
** (..............) !!!

اللاذقية



#ضيا_اسكندر (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عتاب رفاقي
- حرائق وغنائم
- ليلة رأس السنة
- !...سيناريو
- شكراً سيادة الرئيس
- تحرّي وانتقام
- - ... وإلاّ ! -
- مداخلة
- أمسية ...
- الموافقة الأمنية
- تحت التصرّف
- إعلانات
- شرشحة مدير عام
- دعوة للجنون
- !سبحان مغيّر الأحوال
- وصايا ...
- صدّق أو لا تصدّق
- حدث في جزر الواه الواه ...
- دردشة بين مسؤولَين
- معارض مع وقف التنفيذ


المزيد.....




- -ذخيرة الأدب في دوحة العرب-.. رحلة أدبية تربط التراث بالحداث ...
- قناديل: أرِحْ ركابك من وعثاء الترجمة
- مصر.. إحالة فنانة شهيرة للمحاكمة بسبب طليقها
- محمد الشوبي.. صوت المسرح في الدراما العربية
- إيرادات فيلم سيكو سيكو اليومية تتخطى حاجز 2 مليون جنية مصري! ...
- ملامح من حركة سوق الكتاب في دمشق.. تجمعات أدبية ووفرة في الع ...
- كيف ألهمت ثقافة السكن الفريدة في كوريا الجنوبية معرضًا فنيا ...
- شاهد: نظارة تعرض ترجمة فورية أبهرت ضيوف دوليين في حدث هانغتش ...
- -الملفوظات-.. وثيقة دعوية وتاريخية تستكشف منهجية جماعة التبل ...
- -أقوى من أي هجوم أو كفاح مسلح-.. ساويرس يعلق على فيلم -لا أر ...


المزيد.....

- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ضيا اسكندر - تدشين