أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سعدي عباس العبد - مراثي الامهات














المزيد.....

مراثي الامهات


سعدي عباس العبد

الحوار المتمدن-العدد: 4390 - 2014 / 3 / 11 - 15:15
المحور: الادب والفن
    


اقصوصة : مراثي الامهات
**لاحت أمّي كأنها تعوم في نهر من البكاء..محمولة على قارب من الدموع ،كانت تجري بلا هدى ، هائمة على فجيعتها ، في دوران مغلق بحواجز من الندم وأللاجدوى ..يبتدأ من أوّل الباب المشرع على أفق غائم من الأحزان والبشر ،حتى تخوم الجثة __ التي كانت أبي قبل ساعة من الآن __ المضّرجة بدم حار يسيل اسفل بدنه ،كانت متسربلة بالسواد والمكابدات ،تخترق جدارا قاتما من الأكتاف وهي تطلق عويلا ممدودا خارقا سدودا من اللغط المحّوم في الهواء ..ماسكا بذرات الريح ،الذائبة في موجات متعاقبة من النحيب ،المنبجس من النسوة اللواتي ما برحن يتدفقن من كلّ فج حزين ،وانا ما زلت مسمّرا على مقربة من الفاجعة ..منكمشا ملموما على اوجاعي ..اتضاءل في عاصفة من الألم ..أرى إلى مجرى بشري يغلي ،كأنه يموج في ضباب ألمح حشدا من الأيدي تنبثق من المجرى البشري الهادر ..تلتف على ذراع أمّي المهومة في الفراغات ..كحبال رخوة تجرها برفق خارج الزحام ..ولكنها كانت تأبى ،تقاوم بدموعها ويأسها وذكرياتها ..كانت مسلّحة بأحزان ما زالت طرّية ..تأبى ان تنقذف خارج مدار اقدامها ! محوّمة عند الفراغ وعند الرعب الذي يسيل من سكون ابي المحاصر بجدران مروعة من الصمت والذكريات الخامدة المجفّفة عند شفتيه الناضحتين رائحة قبّل وحكايات لما تزل تضوع حارة طرّية من خدود أخوتي الصغار المحومين في مجرى الزحام في تشكيلة مرتبكة صرعها الخوف والبكاء ..فيما مكثت أمي على مواصلة الأنهيار وأذكاء جذوة العويل بمزيد من المراثي ..المنفلته من ذاكرة مازالت خضراء تكتظ بطيف أبي الميت ، او الذي بات طيفا ..ألمراثي المتدفقه من كوّة الوحشة التي جثمت على احلامها التي باتت رمادا في مهب الموت تعصف بها رياح الخراب النابض بالتعاسة والفزع ..فظلت تجهش بالرعب والعويل والحسرات ..تبحث عند اشتداد رائحة الموت عن ملاذ ،تستكين اليه .._ لاملاذ بعد اليوم !_ من هول الفاجعة والغربة التي خيمّت ظلالها على حين فجأة .فلم تبقِي الا خراب تفشى على عجل فأتى على الأحلام ...مازالت أمي تدور تلتف حول نفسها حول رعبها في عويل يدور معها حيث تدور تشيّعها النادبات في موكب من المراثي وهي تدور مفتوحة على حصار من مراثي النادبات ..



#سعدي_عباس_العبد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في تلك الايام .. / مقطع
- معا .. ومعا تماما في المعبد الحرام
- إنهم يقتلون كلّ شيئ
- الله كما رأيته راكبا حمارا ابيض / طفل في ريعان الاوهام
- ما زلنا نتلاشى
- مرثية / ا / 2...
- حدث ذلك بعد الموت بسنوات
- قصة قصيرة : الشبح
- ذلك العواء البعيد
- هناك .. حيث لا احد سوى القبور
- مقطع / بلاد من دخان
- ابي في مواسم الجوع والخمر
- قوّة الألم او / السيطرات
- عن الخوف من الله
- صوت الخال
- الله كما رايته على الارض
- حبّ في ريعان الخريف
- ظنون بحجم الحب الذي كان / من سنوات البكاء والخيبة
- امّي ذلك الكائن الغريب
- حدث ذلك في باب المعظّم


المزيد.....




- نيويورك: الممثل الأمريكي أليك بالدوين يضرب الهاتف من يد ناشط ...
- تواصل فعاليات مهرجان بريكس للأفلام
- السعودية تتصدر جوائز مهرجان هوليوود للفيلم العربي
- فنانون أيرلنديون يطالبون مواطنتهم بمقاطعة -يوروفيجن- والوقوف ...
- بلدية باريس تطلق اسم أيقونة الأغنية الأمازيغية الفنان الجزائ ...
- مظفر النَّواب.. الذَّوبان بجُهيمان وخمينيّ
- روسيا.. إقامة معرض لمسرح عرائس مذهل من إندونيسيا
- “بتخلي العيال تنعنش وتفرفش” .. تردد قناة وناسة كيدز وكيفية ا ...
- خرائط وأطالس.. الرحالة أوليا جلبي والتأليف العثماني في الجغر ...
- الإعلان الثاني جديد.. مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 الموسم ا ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سعدي عباس العبد - مراثي الامهات