|
في دهوك : علامات وشواخِص
امين يونس
الحوار المتمدن-العدد: 4330 - 2014 / 1 / 9 - 22:46
المحور:
المجتمع المدني
- قبل فترة ، إحتجتُ الى كهربائي للقيام ببعض الترميمات الضرورية في المنزل ، فزودني صديقي ، برقم هاتف أحدهم .. وإتصلتُ به ، فطلب مني المجئ ، وقال انه قريبٌ من منزل " خ " دكتورة العيون ! . فقلتُ له : .. لا أعرف أين يقع منزل الدكتورة " خ " . فرّدَ مُستنكراً : هل هنالك أحدٌ في دهوك ، لايعرف بيت خ ؟ وأردف : هل من المعقول ، أن الدكتورة ، لم تُخرِج جسماً غريباً من عينك ، أو عين أحد أفراد عائلتك !؟ . وبالفعل ، بعد سؤالي وإستفساري من العديد من الناس ، إكتشفتُ أنني من القِلّة القليلة في دهوك ، الذين لم يتشرفوا بزيارة الدكتورة .. هذه المرأة الأمُية المتواضعة ، التي تُعالج العيون وأمراضها ومشاكلها ، بأساليب وطُرُق شعبية بدائية ، في منزلها ! . - مساء أمس ، كنتُ على موعدٍ مع صديقي " ح . ر " ، وطلبتُ منه ان يوافيني في نادي نقابة الأطباء .. وصلتُ الى المكان قبل الموعد بعشرين دقيقة ، ولأنني أعرف مدى دِقة صديقي وإحترامه للمواعيد ، فلقد إستغربتُ ، لتأخره .. فإتصلتُ بهِ ، فقال ان سائق التكسي الذي يقّله ، لايعرف العنوان .. ولأن صديقي الأستاذ الجامعي ، عربي من الموصل ، ويسكن في أطراف المدينة .. طلبتُ منه أن أتحدثَ مع السائق .. فظهرَ انه لم يكن يفهم شيئاً من كلام صديقي الذي يتكلم العربية ، وفوق ذلك لايعرف نادي الأطباء ، علماً ان النادي في مكانٍ بارز وعلى شارعٍ معروف ! . فوصفتُ له المكان وانه على مسافة كذا من الجامع الفلاني .. حتى إستوعب وفَهَم !. - بيتُ " و . ك " ، أشهر من بيوت جميع الأدباء والفنانين والكُتاب في دهوك ! . بل كما يبدو ، ليسَ هنالك أحدٌ لايعرف هذا العنوان ، فهو أشهر حتى من منزل الدكتورة " خ " !! . وعلى الرغم ان هنالك منشآت رياضية قريبة وحدائق عامة .. إلا ان سائقي التكسيات ، يُفّضلون ان يقولوا : قريباً من بيت " و . ك " أو " ع .ش " ! . - طلبتُ من سائقٍ ان يأخذني الى السوق ، فقال : أين بالضبط ؟ قلتُ : الى " كاليري دهوك " . فقال : أول مّرة أسمع بهذا الأسم وأنا السائق القديم ! . قلتُ انه المكان الذي تُقام فيه المعارض التشكيلية وما شابَه . قال : أين يقع ؟ قلتُ : انه مكان دائرة الضريبة القديمة قرب البلدية القديمة . أجاب فوراً : يارَجُل ، قُل مُقابِل مكاتب تبديل العُمُلات ! . ................................ أردتُ أن اُظهِر جانباً مُحّدَداً من ظاهرة " العَلامات " و " الشواخص " ، التي تُمّيِز مدينة دهوك . صحيح ان هنالك على الخرائط الرسمية ، عناوين الأماكن الهامة ، والحديثة .. لكن على المستوى " الشعبي " ، ولا سيما لدى قُطاعٍ واسع من سائقي التكسيات ، فأن الوعي الثقافي مُتدني والمعرفة السياحية متواضعة الى حدٍ كبير وإمكانيات التواصُل مع غير الكُرد ، ضعيفة ! . ففي حين ، ان من المُفترَض ان يكون سائق التكسي ، يُمّثِل ( واجهة ) المدينة الحضارية ، وان يعكُس جوانبها المُضيئة والمُشّرِفة .. فأن العديد منهم ، أي من سائقي التكسيات ، لايتكلمون غير الكردية ، بل لايعرفون الكثير من العناوين .. وأفضل العلامات والشواخص ، لديهم ، هي من قبيل : .. قَبلَ منزل خبيرة العيون " خ " ، أو بعد " سوق السكائر " ، أو خلف بيت جّبار الكسور السيد " م " ! . ان هذه الظاهرة " الصغيرة " ، رُبما تعطي تفسيراً ولو جُزئياً لظواهر أكبر وأكثر أهمية .. " لو " تعّمَق فيها إختصاصيون في علم النفس الإجتماعي .
#امين_يونس (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
حركة التغيير .. في الفَخ
-
- سيد صادق - تصنع مجدها
-
سوران وبهدينان ... إقترابات
-
يحدث في العراق
-
مهرجان -الرومي- والوضع العراقي
-
الفاسدين لايحبونَ الإحصاء
-
أقليم كردستان و -بطيخة- السُلطة
-
بعض ما يجري في كركوك
-
كُلٌ يشبه محيطه
-
- كاوة كَرمياني - لم يصمُت ، فقُتِل
-
إرهاصات تشكيل حكومة الأقليم -4-
-
الإنتقادُ والمديح
-
- نجمٌ - تهاوى
-
صراع النفط بين بغداد وأربيل
-
كلبٌ لِكُلِ مقهى
-
... إنْ لم تدركهُ ، ذَهَب
-
- بعض - اللاجئين والتحايُل على القوانين
-
إرهاصات تشكيل حكومة الأقليم -3-
-
ألعَنْ أبو الحُبْ
-
التربية والتعليم أولاً
المزيد.....
-
الجمعية العامة للأمم المتحدة تصوت الجمعة على عضوية فلسطين ال
...
-
الجمعية العامة للأمم المتحدة تصوت الجمعة على عضوية فلسطين ال
...
-
النيابة التونسية -تتحفظ- على مدافعة بارزة عن حقوق المهاجرين
...
-
تونس: توقيف رئيسة منظمة -منامتي- التي تناهض العنصرية وتدافع
...
-
رئيس البرلمان التونسي: الادعاءات بالتعامل غير الإنساني مع ال
...
-
أزمة مياه الشرب تزيد محنة النازحين في القضارف السودانية
-
الأمم المتحدة: غوتيريش سيوجه رسالة إلى بوتين بشأن تنصيبه
-
رئيس بعثة الجامعة العربية بالأمم المتحدة: إسرائيل غير راغبة
...
-
تحقيق لبي بي سي يكشف شبكة عالمية لتعذيب القرود
-
-كرّمها بلينكن-.. القضاء التونسي يأذن بالاحتفاظ برئيسة جمعية
...
المزيد.....
-
أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال
...
/ موافق محمد
-
بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ
/ علي أسعد وطفة
-
مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية
/ علي أسعد وطفة
-
العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد
/ علي أسعد وطفة
-
الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي
...
/ محمد عبد الكريم يوسف
-
التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن
...
/ حمه الهمامي
-
تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار
/ زهير الخويلدي
-
منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس
...
/ رامي نصرالله
-
من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط
/ زهير الخويلدي
-
فراعنة فى الدنمارك
/ محيى الدين غريب
المزيد.....
|