أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سميح قرواني - خريف نادي البطاركة














المزيد.....

خريف نادي البطاركة


سميح قرواني

الحوار المتمدن-العدد: 4326 - 2014 / 1 / 5 - 00:04
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


"سيدي الجنرال ، جنودك يعملون مجاناً ليثبتوا بأنهم قادرون على تمزيق أمهاتهم إرباً إرباً وإلقاء المزق الى الخنازير دون أن يتحرك لهم ساكن ... سيدي الجنرال لقد انتهى الأمر ونحن في الانعطاف الاخير..
كان ينعزل ليقرر مصير الوطن ويوقع كل أنواع القوانين والمراسيم.
خريف البطريريك- ماركيز

رواية خريف البطريرك هي من روائع الادب العالمي. كتبها ونشرها ماركيز في عام 1975 في مكان اقامته في برشلونة حيث شكلت في تلك الفترة ضجة اعلامية واسعة. عندما تقرأ الرواية تشعر أن ماركيز يتحدث عن والوطن العربي الذي انغمس حتى شوشته في الإستبداد. فهي تؤرخ للاستبداد السياسي وتلتقط مواصفاته من عدة جهات. والعنوان لاتيني في الاصل اذ يدل على رب الاسرة أو زعيم الأباء أو الحاكم، لكنها دلالة على التشكيلة السياسية الحاكمة ذات بعد ابوي أو ذكوري. وهي كانت من اصعب روايات ماركيز في دلالاتها السياسية والاجتماعية.
نادي البطاركة العرب بدأ منذ تشكل المجتمعات القديمة واستمر حتى بعد الاستقلال. تطور المجتمع ولم يتطور الاداء السياسي فقد حافظ على فرز واضح بين النظام السياسي والمجتمع. وضاعت المعارضات السياسية في تفاصيل عقائدية ليس لها علاقة بالحداثة، بل كانت احيانا طبق الاصل عن الانظمة السائدة الاستبدادية. الربيع العربي هو هذا الحراك الذي يريد أن يتحرر من احادية الحزب الواحد والرئيس الواحد المقدس ومحاولة في المشاركة السياسية. ومن هنا كانت المواجهات بين أنظمة سياسية اخذت شرعيتها من تركيبة الدولة القديمة التي كانت تعتمد على العصبية (كما كان ابن خلدون يسميها) في الاعتماد على القبيلة والطائفة إلى دولة ذات ابعاد مكانية لها حدود يشترك فيها الجميع وليس حكر على حزب أو طائفة أوقبيلة.
ولأن هناك تباين في المكان والتركيبة الاجتماعية في الوطن العربي، اختلفت ردود الفعل السياسي على الحراك الشبابي أو قل المجتمعي. ففي تونس ومصر لاتشكل القبيلة اي اثر الا في مناطق محدودة جداً. ولذلك كانت تركيبة النظام السياسي يشكله شخص ابتلع الدولة لوحده مع ضباطه ورجال امنه. وفي أول صدام جدي مع المجتمع تخلى عنه من حوله لأنهم في النهاية عبارة عن افراد في النظام وليس مجموعات قبلية أو طائفية. ولذلك تخلوا عنه مع أو صدام حقيقي، ففر بن علي وارغم مبارك على التنحي. إلا أن البلاد التي شكلت فيها القبيلة أو الطائفة عنصر مهم في السياسية انفتح الصراع إلى وجود وليس فقط حماية السلطة. ففي ليبيا واليمن شكلت القبيلة العمود الفقري في السلطة ولذلك واجه المتظاهرون القتل بالأسلحة الثقيلة. وتعسكرت الثورة في ليبيا وكادت أن تتعسكر في اليمن لولا تدخل دول الجوار الداعمة للنظا ووصولهم لحل وسطي. ولأن نظام القذافي نظام قبلي اعتمد على هرمية قبلية في الاستمرار، لم يكن في الخارج من (يمون) عليه بالنصيحة أو التنحي كما كان الامر مع علي عبد صالح، فتدخل النيتو مفوضا من مجلس الامن لإنهائه. ولم يكن له حلفاء يدافعون عنه في الخارج. فسقط الرجل شر سقطة. علماً أن البترول الليبي كان غاليا على قلوب امريكا واوروبا، فباعوا الجماعة واشتروا وقرروا أن يزيحوه بالقوة بعد اقناع روسيا بمكاسب (لاندري حتى الان ماهي). أما في سوريا فالمسألة مشابه لليبيا، وعوضا عن الهرم القبلي للسلطة، كان هناك هرم طائفي واضح المعالم. فهناك رئيس غير منتخب اتى عن طريق انقلاب ثم ورث ابنه الحكم. لكن النظام السوري كان تحالفا طائفيا في الجيش والأمن يمسك البلد في القوة. والنظام السوري هو في الاصل نظام مارق للغرب وامريكا، يتعاملون معه في قضايا مشتركة ترضيهم، أهم مافي ذلك ضرب منظمة التحرير الفلسطينية في لبنان ومشاركته في حرب الخليج ضد صدام البعثي. فهو كما خطف الوطن والمجتمع السوري، فقط خطف الطائفة العلوية وأخذ يزج بأبنائها في اتون حرب خاسرة. لقد اتقن التحالفات الخارجية، وان كانت تتنافى مع توجهاته التي يدعي أنها علمانية (اذ كيف يجتمع حزب بعث علماني مع نظام طائفي ذو تركيبة دينية مثل ايران) إلا أذا كان التحالف يعتمد على شكل اخر بعيدا عن الافكار. وهنا وجدت روسيا موطئ قدم بعد تهميش طويل وفشل ذريع في التنمية الداخلية وفشل خطها اليساري التي كانت تتبعه. ولذلك وقفت تساند نظام هي تعرف أنه زائل بحكم أنه خارج عن الزمن. ليس من باب المناكفه مع الغرب الرأسمالي، بل لتبيع وتشتري وتعطي لنفسها مكانة بعد هزائم متلاحقة على كل الاصعدة. النظام السوري الان قد تورط بكامل طاقمه في الحرب على الشعب والوطن وتدميره، ليس من المنطقي أن يتخلى سلمياً عن الحكم. ولأن سوريا دولة مواجهة لإسرائيل، تركت الولايات المتحدة روسيا تفعل ماتشاء مع النظام السوري في تدمير المجتمع والدولة كي لاتقوم قائمة لسوريا بعد الان. اسرائيل لاتريد دولة ديمقراطية في سوريا، لأنها عرفت أنه عندما كانت الدولة منتخبة كان الصراع معها على الحدود بشكل يومي. من فتح نيران وعدم ضبط المجوعات في التسلل إلى الاراضي المحتلة. وفي عصر الممانعة والصمود والتصدي التزم النظام الممانع بضبط الحدود وتسليح نفسه ليواجه الشعب مستقبلا، كما يفعل الان. برأي الشخصي، هذا النظام لن يتخلى عن الحكم سلميا وسيستمر في تدمير سوريا مع حلفائه الاقليمين والداخليين من داعش الغبراء.



#سميح_قرواني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الديك فوق الشجرة
- للشعوب إرادة وأمزجة
- الأغاني للعبد الجريح الدوماني
- بنطلون البعث: من الجاهز إلى التفصيل
- اجتمعوا مع من لم تتلطخ أيديهم بالدماء
- تعلموا من الجربا قرع الكف
- مجتمع - إذا لم تكن ذئباً..
- الائتلاف وخفي حنين بالانتظار
- ختيار.. لكن يفهم سياسة
- البيت الابيض: من الذئب إلى الخلد
- خبز وزيت كل مين على بيت
- النظام السوري واستيديو بَحْبِشْ
- بلا جنيف2 .. بلا بطيخ
- نكتة سياسية في زمن الكبت
- انقلابات العسكر بين مصر وسوريا
- جنيف 2 .. ام سايكوسبيكو 2
- الغارات الاسرائيلية على سوريا
- خطوط اوباما الحمراء
- حزب الله وخدعة الشعارات
- الرفيق ابو صخر


المزيد.....




- وزير الدفاع الإسرائيلي ردا على تصريحات بايدن: لا يمكن إخضاعن ...
- مطالبات بالتحقيق في واقعة الجدة نايفة
- هل يمكن للذكاء الاصطناعي أن ينتج برامج تلفزيونية ناجحة في ال ...
- سويسرا: الحوار بدل القمع... الجامعات تتخذ نهجًا مختلفًا في ا ...
- ردًا على بايدن وفي رسالة إلى -الأعداء والأصدقاء-.. غالانت: س ...
- ألمانيا ـ تنديد بدعم أساتذة محاضرين لاحتجاجات طلابية ضد حرب ...
- -كتائب القسام- تعلن استهداف قوة هندسية إسرائيلية في رفح (فيد ...
- موسكو: مسار واشنطن والغرب التصعيدي يدفع روسيا لتعزيز قدراتها ...
- مخاطر تناول الأطعمة النيئة وغير المطبوخة جيدا
- بوتين: نعمل لمنع وقوع صدام عالمي


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سميح قرواني - خريف نادي البطاركة