أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - سميح قرواني - خبز وزيت كل مين على بيت














المزيد.....

خبز وزيت كل مين على بيت


سميح قرواني

الحوار المتمدن-العدد: 4261 - 2013 / 10 / 31 - 15:29
المحور: كتابات ساخرة
    


كنا نجلس في مقهى ستار بكس. سأل شاب عربي من دول الجوار صديقي الذي يتكلم عن أحقية الثورة السورية بدخولها في عداد غينس لتحملها تقريبا ثلاث سنوات من القتل والصمود، سأله: "ولماذا الآن"؟ فأجاب صديقي مستفسراً: ماهو هذا الان؟ قال العربي: هذه التي تسمونها ثورة. صمت صديقي وبلع ريقه ثم قال متوتراً: أولاً .. قامت الثورة في تونس.. فباركها الجميع.. ثم في مصر فهلل لها الجميع .. ثم في ليبيا واليمن فصفق لهما الجميع.. والان في سوريا فوقف ضدها الجميع .. هذه مؤامرة بعينها.
سأل العربي مرة أخرى: أنا سألت لماذا الآن .. حكم الاسد اربعين سنة .. لماذا تركتموه كل هذه المدة والان تريدون محاسبته؟ كظم صديقي غيظه.. وشرب قهوة وقال: من يرى كل هذا التآمر على الشعب السوري سيعرف لماذا تأخرت الثورة السورية. قتل الاسد الأب في حماة اربعين الفا خلال سبعة ايام. والتزم العرب جميعا الصمت وقلنا الوضع تغير الان .. بعد أن خرج الناس على حكامهم ولاشك أنهم سيكونون معنا في خروجنا.. هم وقفوا متفرجين على ايران ترسل العتاد والسلاح والبشر كي يقتلوا السوريين وشاهدوا نظام المالكي يفعل ذات الشيء من باب التكاتف الطائفي .. وسمعوا ورأوا كيف يتفاخر حسن نصر الله بقتل السوريين.. وعوضاً عن المساعدة اخذوا يمننّون الشعب السوري على الشرشحة والاذلال والبهدلة في المخيمات ويتآمرون مع الاسد لطرد السوريين حتى من مصر ام الدنيا. . هل عرفت لماذا الان؟
قال العربي متصنعاً التعاطف: أنا أريد أن تهدأ الأحوال وترجع سوريا قوية كما كانت. . أستغرب لماذا لايجلس الائتلاف والمجلس الوطني مع الحكومة في جنيف ويحلّوْها.. أنتم اولاد بلد واحدة..
بانت على صديقي علامات التوتر ، وتغير لونه.. وظننت أن يصطدم الاثنان وتنشب بينهم طوشة طويلة وعريضة. فتدخل صديق آخر لتلطيف الجو فقال لصديقنا العربي: "نحن يا اخي في بلد ممنوع فيها حتى الضحك..أو التنكيت. . في الثمانينيات طرح في الصيدليات لصقة آلالام للظهر أسمها لصقة الأسد. وكما تعرف أن هذا الاسم يجب أن يكون داخلاً في كل مجالات الحياة من النقود .. حتى الأدوية واللصقات. فخرجت نكات على ذلك وأصبح كل من يتوجع أو يتشكك في أمر ما .. ينصحه الاخرون بلصقة الاسد. ولأن هذا الاسم من المقدسات ألغت المخابرات تلك اللصقة من الاسواق". صمت قليلا ثم تابع : "تسأل لماذا الان.. يارجل .. هذا نظام يعاني من عقدة البارانويا. هل تتصور أن المخابرات منعت المقطع الأول من مسرحية شاهد ماشفشي حاجة بسبب سخرية عادل امام من الاسد في حديقة الحيوانات.. هذه الحياة التي كان السوريين يعيشونها.. حياة من قلة الموت.
تكلم العربي مرة أخرى: هذا السبب أقول أن على المعارضة السورية أن تجلس مع النظام في جنيف وتحل هذه الأزمة.
فرد صديقي المتوتر: واحد حامل لحيته والثاني تعبان فيها. ولك يا أخي يلعن أبو جنيف وأبو الذي سمها جنيف.
ولما وجدت أن الطوشة والشجّار أصبح قاب قوسين أو أدنى.. نهضت وقلت لصديقي المتوتر ولصديقنا العربي ضاحكاً:
خلص فهمنا .. خبز وزيت كل مين على بيت.
وتصورت أن هذا العربي يشبه بلحمه ودمه الاخضر الابراهيمي. رجل لايستحي من رحلاته المكوكية إلى دول تشارك النظام في القتل. وتذكرت كوفي عنان.. الذي رفض أن يكون شاهد زور.. فاحترم نفسه واستقال. الاخضر الابراهيمي يمثل الموقف الدولي والعربي في خيبة الأمل والعجز. وكأنه يقول كانت ضائعة ولقيناها، أي اجلسوا مع الاسد وخلصونا.



#سميح_قرواني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- النظام السوري واستيديو بَحْبِشْ
- بلا جنيف2 .. بلا بطيخ
- نكتة سياسية في زمن الكبت
- انقلابات العسكر بين مصر وسوريا
- جنيف 2 .. ام سايكوسبيكو 2
- الغارات الاسرائيلية على سوريا
- خطوط اوباما الحمراء
- حزب الله وخدعة الشعارات
- الرفيق ابو صخر
- الأسباب غير المباشرة للانتفاضة في حمص
- قناصة شارع الستين
- مجزرة الساعة في حمص
- نظام الاشد والكاسورة


المزيد.....




- يتصدر السينما السعودية.. موعد عرض فيلم شباب البومب 2024 وتصر ...
- -مفاعل ديمونا تعرض لإصابة-..-معاريف- تقدم رواية جديدة للهجوم ...
- منها متحف اللوفر..نظرة على المشهد الفني والثقافي المزدهر في ...
- مصر.. الفنانة غادة عبد الرازق تصدم مذيعة على الهواء: أنا مري ...
- شاهد: فيل هارب من السيرك يعرقل حركة المرور في ولاية مونتانا ...
- تردد القنوات الناقلة لمسلسل قيامة عثمان الحلقة 156 Kurulus O ...
- مايكل دوغلاس يطلب قتله في فيلم -الرجل النملة والدبور: كوانتم ...
- تسارع وتيرة محاكمة ترمب في قضية -الممثلة الإباحية-
- فيديو يحبس الأنفاس لفيل ضخم هارب من السيرك يتجول بشوارع إحدى ...
- بعد تكذيب الرواية الإسرائيلية.. ماذا نعرف عن الطفلة الفلسطين ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - سميح قرواني - خبز وزيت كل مين على بيت