أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سميح قرواني - خطوط اوباما الحمراء














المزيد.....

خطوط اوباما الحمراء


سميح قرواني

الحوار المتمدن-العدد: 4080 - 2013 / 5 / 2 - 18:06
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لقد ورط أوباما نفسه عندما حدد أن استعمال السلاح الكيميائي في سوريا هو خط أحمر. وسمعنا قبلها تصريحاً لأردوغان أن حماه الثانية هي خط أحمر. وتجاوز النظام السوري الخط الأحمر الأول بأن جعل من سوريا كلها حماة. أما في خط أوباما، فالمسألة مختلفة نوعاً ما. كأنه يقول القتل والتدمير والجرائم والابادة مسموح بها، لكن السلاح الكيميائي ممنوع. ونتساءل عن سبب المنع هذا، في تطبيق المثل القائل: في الجريمة، ابحث عن المستفيد، وأنا أقول في تصريحات الغرب قاطبة مع اوباما، ابحث عن موقع اسرائيل من كل ذلك. فالمضحك في الأمر أن بريطانيا حددت بأن الكيمائي قد استخدم ومعها خبراء من الأمم المتحدة أقروا بذلك، لكن الرجل صرح في قولته الاخيرة – أي الرئيس الامريكي- بأن الكيميائي قد استعمل لكن ليس هناك معلومات دقيقة (انظروا كلمة دقيقة هنا)، من استعملها. هذا التصريح هو بمثابة اعطاء وقت للرجل ليتفكر، ويستشير اسرائيل فيما إذا تخشى على نفسها من هذا الكيميائي أم مرتاحة لاستعماله على أعدائها السوريين. ولذلك نرجع ونقول لم يحكم علاقة الدول يوماً القانون الأخلاقي، بل كانت كلها مصالح. وأقول أن المعارضة السورية السياسية قد اعتمدت منذ البدء على ردود أفعال المجتمع الدولي حيال مايجري، فهم بشكل عام أصبحوا رهينة القوى الدولية. تماماً كما أصبح نظام الاسد رهينة ايران وروسيا وحزب الله. فهل كان هناك أي شك في أن خطبة حسن نصر الله الأخيرة، كانت تعطيك الانظباع بأنه أصبح وزير دفاع النظام السوري، كما أخذ دور الوزارة الخارجية السورية لافروف. ومن المعروف أن هناك خارطة دولية مركزها اسرائيل، وهذا ليس الان، بل منذ نشوءها، بأن أي رئيس بجانب حدود اسرائيل يجب أن ينال موافقة الولايات المتحدة واسرائيل. وعندما يحاول أحدهم أن يتجاوز هذه الحدود، يسقط، أو تسقطه امريكا. اللعب هنا غير مسموح. فقد لعب صدام من قبل بالنار، وأرسل بضع صواريخ على تل ابيب، وكانت هذه أحد المسامير التي دقت في نعشه زادها تهديده مصالح الغرب في النفط الكويتي وفي الحدود.
باختصار شديد، الخط الاحمر، سيظل يراوح في الأخذ والرد حتى يصل إلى حدود اسرائيل، سواءً من نظام الاسد أو من غيره. وهنا تصبح قوانين الأخلاق قابلة للتطبيق. وربما هذا السبب الذي جعل نظام الاسد يستخدمه على مناطق بعينها وبكميات محدودة، كي يمتحن ردود فعل امريكا وردود فعل المعارضة المسلحة. فكما نذكر أن صدام حسين استعمل الكيمائي ولم يهتم المجتمع الدولي لذلك. لأن دولة اسرائيل وجغرافية المنطقة لم تكن مهددة. فسمحوا له بذلك. خط اوباما سيتحرك ويتراجع حتى يصل إلى حدود اسرائيل. وهنا سيقول، لدينا اثبات بأن النظام قد استعمل الكيميائي، ويخرج بانه سيحمي المجتمع الدولي من الانزلاق نحو تهديد الارهاب.
تلك الخطوط ، وتحريكها تفقد امريكا هيبتها في العالم، بعد أن فرضتها بالقوة، وهذا أحد الأسباب التي جعلت دولة مثل كوريا الشمالية تهدد بضرب امريكا وأساطيلها فيما اذا فكرت الأخيرة بمهاجمة بلدها. امريكا الآن تمر بمرحلة شفاء من ضربة العجز المالي الذي وقعت به منذ 2008 ولاتريد الانجرار في حرب أخرى. ولاتريد أن تفتح على نفسها بابا لترتيب المنطقة مرة اخرى، فهي قد رتبت العراق بطريقة البناء على التناقضات. فقد وضعت المالكي الذي قد قسم قدميه مابين ارضاء امريكا وايران في المنطقة. وكل ماينتجه نظام المالكي هو هذه التناقضات الطائفية والاقليمية كي تبقى العراق بلد منهك ومهدد بحرب الطوائف. وهذا ماتبتغيه امريكا، أن يظل البلد في تناقض، وغير متجانس كما في سوريا.وهاهي تدعم نظام الاسد مع روسيا بطريقة تبادل الأدوار والابقاء على تدمير البلد، كي لاتقوم لسوريا الشعب والوطن قائمة في وجه اسرائيل مرة اخرى. والان وبعد كل هذه المهزلة التي وضع نفسه فيها الرئيس الامريكي في قصة الخطوط الحمر، هل سيفقد هيبته في العالم أم سيتحرك من أجل الهيبة وربيبته اسرائيل؟!






ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حزب الله وخدعة الشعارات
- الرفيق ابو صخر
- الأسباب غير المباشرة للانتفاضة في حمص
- قناصة شارع الستين
- مجزرة الساعة في حمص
- نظام الاشد والكاسورة


المزيد.....




- تركها ملطخة بالدماء.. كلب ينهش وجه طفلة ويعود ليهاجمها ثانية ...
- تحليل.. ترامب سيواجه -فوضى وتحديات- في حالة سعيه للإطاحة بما ...
- -أغنية لاعب صغير-.. رحلة بين الهزيمة والخلاص في عالم إدوارد ...
- إدارة ترامب تضغط على إسرائيل لتحقيق تقدم بشأن مقاتلي حماس بر ...
- مقتل 4 عناصر أمن بهجوم مسلح شمال شرق نيجيريا
- الأمطار تفاقم مأساة السكان في غزة وإسرائيل تمنع إدخال الخيام ...
- الحوار الوطني الفلسطيني بإسطنبول يقر هيئة للعمل الشعبي وحملا ...
- استطلاع: 60% من جيل -زد- الأميركي يفضلون حماس على إسرائيل
- كاتب إيطالي: هذه دلالات شراء برلين مسيّرات إسرائيلية
- حكومة دقلو ترحب بزيارة لجنة تقصي الحقائق إلى مناطق سيطرتها


المزيد.....

- ثوبها الأسود ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- شيوعيون على مر الزمان ...الجزء الأول شيوعيون على مر الزمان ... / غيفارا معو
- حكمة الشاعر عندما يصير حوذي الريح دراسات في شعر محمود درويش / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- جسد الطوائف / رانية مرجية
- الحجز الإلكتروني المسبق لموسم الحنطة المحلية للعام 2025 / كمال الموسوي
- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سميح قرواني - خطوط اوباما الحمراء