أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سميح قرواني - البيت الابيض: من الذئب إلى الخلد














المزيد.....

البيت الابيض: من الذئب إلى الخلد


سميح قرواني

الحوار المتمدن-العدد: 4264 - 2013 / 11 / 3 - 18:05
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


هل تفاجأ الناس بزيارة المالكي إلى الولايات المتحدة. اختلفت التحليلات السياسية في هذه الزيارة. فالبعض يقول اتى ليطلب سلاح يحارب به اعداءه الداخليين من السنة تحت مسميات (القاعدة والارهاب). لأنه كرر لفظة الارهاب في محادثاته مع اوباما. والاخر قال أنه يطلب سلاح ليقتل به السوريين من باب مساعدة الاسد على اعداءه (السنيين). وآخر يقول دور المالكي في اتفاقات سرية ايرانية امريكية لتقاسم النفوذ في لمنطقة.
وفي العودة إلى الخلف، فنرى أنه لاشك أن كل حرب يتمخض عنها رابحين وخاسرين وانعطافات ولفات ونزلات. الحرب الامركية في العراق تمخض عنها حيازة حزب الدعوة على القرار السياسي، وتهميش بقية السنة العرب، مما دفع البعض منهم من حل هذا الاشكال في الانخراط في منظمات جهادية تكفيرية كرد فعل على الجانب الاخر في ميوله الطائفية.
ومنذ أن دخل ذئب البيت الابيض جورج بوش الابن الى العراق والحرب تجر وراءها ويلات للشعب العراقي. فقد فقدت الولايات المتحدة حوالي 4500 عسكري وخسرت أكثر من 700 مليار دولار. أي سبعة وعلى يمينها تسعة اصفار. والشيء الذي لاحظته في الاعلام الامريكي أنه يتجاهل القتلى العراقيين ويذكر فقط القتلى والخسارة الامريكية. لأن الاعلام يعتبر أن العراق وقتلاه شيء ثانوي. فقد فاقت خسارة العراق اضعاف هذا العدد. والارقام غالبا غير دقيقة. فالبعض يحصي القتلى من المدنيين في حوالي 190 الف منذ الاحتلال وآخر يضع رقم نضف مليون أو اكثر بشكل مباشر أو غير مباشر.
وهنا لنا الحق أن نسأل: هل كان يعرف بوش أن العراق ستؤول به الظروف إلى هذا التمزق والصراع أم هي حالة تطورت مع تفاقم الحرب فيه؟ كي نعرف، يجب العودة إلى تصريحات نائب بوش ديك تشيني قبل أن يتولى مهمامه. وهذه التصريحات قالها في عام 1994. فقد قال الرجل في تلك الفترة أن " العراق تعتبر جزء هش في المنطقة..فإذا مادمرت الحكومة المركزية .. فإنك ستراه متطاير الأطراف". ثم صرح متسائلا مرة : إذا احتلينا العراق وفككنا نظام صدام حسين، فماذا سنضع مكانه"؟.
وتحقق الجواب فيما بعد، بتقسيم العراق وتركه ينزف بكل المشاكل الطائفية والعرقية والسياسية. أتساءل ماذا حققت الولايات المتحدة بعد كل هذا العنف والاحتلال للعراق إلا الموت سواءّ لجنودها أو الشعب العراقي، ناهيك عن دمار اقتصادي في امريكا والعراق على حد سواء. ماذا استفادت امريكا من كل هذا، سوى تسليم العراق ارضا وشعباً إلى إيران.
أقول بعد كل هذه السياسة القاتلة حيال العراق بواسطة بوش، ماذا يفعل اوباما الذي اختار لنفسة النأي بالنفس (على طريقة الحكومة اللبنانية التي تصرح بالنأي بالنفس وترسل حزب الله ليقتل السوريين)، بعد أن ترك الحبل على الجرار كما يقول المثل ، لحكومة المالكي التي لاترى الوطن سوى مصالح طائفية وحدوده تنتهي عند مصالح سياسية ضيقة. استقبل اوباما المالكي دون أن يتحدث عن حقوق الاقليات العراقية كما يتحدث نائبه عن حقوق الاقليات في سوريا.
وبعد كل هذا الهجوم والحرب من خلال بوش الابن، يتحول البيت الابيض برئيسه إلى خلد يحفر تحت الارض، (بعض الفلاحين يسمون الخلد ابو عمايا). لأن الحفر تحت الارض يبعده عن التزاماته السياسية حيال وطن دمره رجل سبقه. وهذا الحفر يخرب المحصول للفلاحين، فيقومون بمطاردته من مزارعهم. وأنا أخيراً أتساءل: هل الحفر تحت الارض حيال مايحدث في سوريا هو من باب النأي بالنفس أم هو تخريب الارض وجعلها بؤر هشة، ما أن يضع المرء قدمه عليها حتى تغوص في الحفرة. أليس هذا مايفعله من خلال التحالفات مع روسيا وارضاء ايران على حساب الشعب العراقي والشعب السوري.



#سميح_قرواني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خبز وزيت كل مين على بيت
- النظام السوري واستيديو بَحْبِشْ
- بلا جنيف2 .. بلا بطيخ
- نكتة سياسية في زمن الكبت
- انقلابات العسكر بين مصر وسوريا
- جنيف 2 .. ام سايكوسبيكو 2
- الغارات الاسرائيلية على سوريا
- خطوط اوباما الحمراء
- حزب الله وخدعة الشعارات
- الرفيق ابو صخر
- الأسباب غير المباشرة للانتفاضة في حمص
- قناصة شارع الستين
- مجزرة الساعة في حمص
- نظام الاشد والكاسورة


المزيد.....




- غروزني تشهد افتتاح معرض لغنائم العملية العسكرية الروسية
- ماذا تخفي الزيارة السرية للرئيس الإيراني السابق أحمدي نجاد إ ...
- ألمانيا- تأييد لتشديد القانون الجنائي لتحسين حماية السياسيين ...
- -ليس وقت الاحتفالات-.. رئيس بلدية تل أبيب يعلن إلغاء مسيرة ا ...
- روسيا.. العلماء يرصدون توهجا شمسيا قويا
- برلماني روسي: الناتو سيواصل إرسال عسكريين سرا إلى أوكرانيا
- كيم يهنئ بوتين بالذكرى 79 لانتصار روسيا في الحرب العالمية ال ...
- -في يوم اللا حمية العالمي-.. عواقب الصيام المتقطع
- اتفاقية التجارة الحرة بين الصين وصربيا تدخل حيز التنفيذ في ا ...
- للمرة الـ11.. البرلمان الأوكراني يمدد -حالة الحرب- والتعبئة ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سميح قرواني - البيت الابيض: من الذئب إلى الخلد