أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - إبراهيم اليوسف - درس ميكافيلي














المزيد.....

درس ميكافيلي


إبراهيم اليوسف

الحوار المتمدن-العدد: 4281 - 2013 / 11 / 20 - 09:20
المحور: الادب والفن
    



تعتبر الميكافيلية -نسبة إلى نيكولو ميكافيلي" 1469-1527 "من عداد تلك المصطلحات التي استطاعت أن تدخل عالمي: الثقافة والسياسة، في آن، بل وأن أي ولوج في عالم السياسة، من دون فهم أبعاد هذا المصطلح ليغدو ناقصاً، مشكوكاً فيه، ففهم الرؤى التي صاغها الرجل، يعد من ألفباء الحياة، العامة، بحيث لابد من أن يطلع عليها من يصل إلى سدة القيادة في مجتمعه، كما أنه من اللزام أن يفهمها الفرد العادي، ناهيك عن المثقف الذي ينبغي عليه ألا يتوقف عند حدود الإطلاع الأولي، بل أن يطلق حكم القيمة في كل مل يتعلق بهذه الآراء التي استخلصها، في ظل فترة كان فيه وطنه مقسماً بين أربعة احتلالات، بعدد مدنه الكبرى تماماًً.
وبعيداً عن تفاصيل حياة ميكافيلي الذي ولد في أسرة مثقفة، فقد كان الأب محامياً داعياً للجمهورية، فإن بوادر نبوغه وطموحه ظهرت في وقت مبكر، إذ وزع حياته بين القراءة، والكتابة، في خط متواز مع أحلامه السياسية، من دون أن يبتعد عن حيوات العامة، سواء أكان ذلك في المدينة، أو الريف الذي سيلوذ به، بعد أن عاقبته أسرة ميدسي بالسجن، وأطلق سراحه، فأسرته حياة البسطاء، هناك، وإن راح يكتب كتابه"الأمير" الذي يحتفل به في العام2013 بمناسبة مرورخمسمئة عام على تأليفه-وما أشبه اليوم بالبارحة..!- من أهم نتاجاته على الإطلاق، لأنه صار إنجيل بعض الحكام الذي يستلهمون منه أفكارهم، ويتعلمون منه، وإن كان هذا الكتاب، المكتوب بروح ساخرة، قد قدم في أول الأمر، كردة فعل على فترة السجن التي مر بها، ما جعل الكنيسة "متمثلة بالبابا"تشن هجومها عليه، وتتأخر طباعة مؤلفه خمس سنوات، قبل أن يعاد إليه الاعتبار، ويصبح أحد أهم الكتب الأكثر قراءة في العالم، ويكاد لم يمر على مسرح الحكم أحد، إلا واستوقفته المبادىء الأولى التي طرحها نيكولو، وهوفي لحظة تفاعل قصوى مع الخط البياني لحياته، كمناوىء للأسرة الحاكمة، وكمعاقب من قبلها.
وإذا كان ميكافيلي قد ركز على مسألتي: السلطة، والعامل المنفعي، من خلال المقولة الشهيرة" الغاية تسوغ الوسيلة"، فهو قد غامر بجزء كبير من آرائه الأولى التي جعلته خارج خلاصاته الثورية الأولى، والتي تجسدت في موقفه الأول، والضريبة التي دفعها في ما بعد، وكانت سبباً في النقلة الحياتية الكبرى في حياته، فإن فترة السجن التي مربها، وما تلاها من متاعب عانى تحت وطأتها، جعلته يخرج- بآراء جديدة- ناسفة لتطلعاته الشبابية، وهو في سن ما قبل الأربعين، المتأجج طموحاً، وحماساً، حيث صار يطرح فكرتي"الفضيلة" و"الرذيلة"، وكان الأخطر في ذلك، إذ رأى أنه من الممكن أن ينوع القائد بين الثنائيتين، وذلك من أجل استمرار عامل القوة، الذي لابد منه، وفي هذا انقلاب على تطلعاته، ورؤاه الأولى التي نافح عنها، كما أن تسويغ المكر، والخداع، والاستبداد للحاكم، من أجل الحفاظ على الحكم-بأي وسيلة كانت- يعد مأخذاً فكرياً، أخلاقياً عليه، وإن كان ذلك نتاج الواقع الذي كان يعاني منه مكانه، في تلك الفترة، كما أن تحول آرائه- بهذا الشكل الجذري- كان وراء إعادة الأسرة الحاكمة النظر في وضعه، وتقريبه، مرة أخرى منها، مستعينة بالإسبان، وإن كان ذلك لن يدوم سوى سنتين، فقط، حيث سيطاح بعرشها، وكي يظهر-في ما بعد- أن هناك تواصلاً بينه والقيصر، من خلال رسالة- بخط يده إليه- ما يجعل الدراسات التي تناولت كتابه، ترى فيه عملاً فكرياً يخدم السلطة السياسية، ولا يسخر منها، كما فهم الأمر لأول وهلة.



#إبراهيم_اليوسف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حريق لا يزال مشتعلاً*
- مؤلف النص الإلكتروني في مرحلة -مابعد الموت-
- خريطة المكتبة
- المكتبة
- الأبُ الديناميُّ
- ما الأدب؟
- مشعل التمو: بورترية أول
- البُعد الرابع
- لماذا التراث؟
- عاصمة الياسمين
- -استعادة طه حسين:
- ثقافة الخلاص
- استنساخ -سانشو-
- مختبرات دهام حسن للتحليل النفسي
- جحيم الثقافي فردوس السياسي
- ملحمة النسر
- سلالم النفس
- التاريخ..1
- صناعة الألم:
- موت الذاكرة


المزيد.....




- فنانة مصرية شهيرة: سعاد حسني لم تنتحر (فيديو)
- وفاة المخرج ميشائيل فيرهوفن وساسة ألمانيا يشيدون بأعماله الف ...
- -الماتريكس 5-.. حكاية المصفوفة التي قلبت موازين سينما الخيال ...
- -باهبل مكة-.. سيرة مكة روائيا في حكايات عائلة السردار
- فنان خليجي شهير يتعرض لجلطة في الدماغ
- مقدّمة في فلسفة البلاغة عند العرب
- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - إبراهيم اليوسف - درس ميكافيلي