وصفي أحمد
الحوار المتمدن-العدد: 4197 - 2013 / 8 / 27 - 23:14
المحور:
الثورات والانتفاضات الجماهيرية
الملك فيصل الأول يحطم الجبهة
وقبل مرور وقت طويل كان الملك يلوح بثمار الحكم أمام قادة الإخاء , وبهذا جرهم بعيداً عن المعارضة وحطم الجبهة , وإن كان صحيحاً أن ياسين الهاشمي رفض رئاسة الوزارة التي عرضها فيصل عليه بشرط أن يعلن موافقته على المعاهدة الجديدة .
ومن ناحية أخرى , فإن شريك الهاشمي الرئيسي في الإخاء , رشيد عالي الكيلاني , قبل بمنصب رئيس الديوان الملكي . وفي سنة 1933 وافق الهاشمي على أن يكون وزيرا للمالية في وزارة يسيطر عليها الإخاء ويرأسها رشيد عالي , وتضم نوري السعيد وزيراً للخارجية .
ولا يبدوا أن فيصل تغلب أبداً على عدم ثقته بالهاشمي . فقد كان , حتى أواخر سنة 1931 على الأقل , يخامره شعور أن الهاشمي يريد الجمهورية .
ومع وفاة فيصل سنة 1933 ازدادت فرص الهاشمي , ولكنه لم يقم بأي تحرك ضد العرش . وفي 1935 الرجل الأكثر نفوذاً على الاطلاق في الدولة . ولعبت عوامل عدة لمصلحته .
في المقام الأول , كانت لغازي , الذي خلف فيصل على العرش , خبرة ضئيلة , ولم يكن له أي فهم سياسي , وهكذا سرعان ما تهاوت السلطة التي كانت للقصر أيام والده .
وفي المقام الثاني , ومع نهاية الانتداب سنة 1932 , توقف الانجليز عن شد الخيوط التي كانوا يمسكون بها , أو هم قصروا تدخلهم في الشؤون الداخلية للبلاد الآن على حدّه الأدنى . ومن ناحيته عمل الهاشمي على تحييدهم : ففي كانون الثاني ( يناير ) 1935 , وقبل شهرين من توليه رئاسة الوزارة عن طريق تمرد عشائري , كان له حديث خاص مع السفير البريطاني أخبره متألماً أنه قرر التخلي عن معارضته لمعاهدة 1930 لأنه صار مقتنعاً بأن العراق لا يمكن أن يعيش من دون التحالف مع بريطانيا العظمى .
وفي المقام الثالث , كان السياسيون الموجودون في الميدان , باستثناء نوري السعيد , أقل قدرة من الهاشمي بكثير , وأقل حصافة وإرادة وقوة . وقد اعترف السعيد نفسه في سنة 1935 بأن الهاشمي كان الرجل الوحيد الذي يصلح لرئاسة الوزراء في العراق .
وصفي السامرائي
#وصفي_أحمد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟