|
الموصل .. اللوحة القاتمة
امين يونس
الحوار المتمدن-العدد: 4121 - 2013 / 6 / 12 - 12:16
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
متى ستعود " الموصل " ، مُدينةً جاذِبة .. يتمنى المرءُ العيشَ فيها ؟ متى سترجع مدينةً آمنة ، نجوب في محلاتها وأسواقها دون خوف ؟ متى سيسود عليها ، ناسها الطيبين الأصلاء .. وينفوا عنها الإنتهازيين وشُذاذ الآفاق ؟ متى سينتظمُ العِقد الجميل المتلألأ الجامِع للكُل .. في سلسلةٍ واحدة ثمينة ؟ .. من المُفترَض أن تجري إنتخابات مجالس المُحافظات ، المُؤجَلة ، بعد أيامٍ قليلة .. فهل سيتحّقق فعلاً ، ولو قسمٌ من هذه الأماني أعلاه ؟ . يُؤسفني ، أن اُبدي تشاؤمي بهذا الصَدد .. لأن الأجواء العامة في الموصل ، لا تُبّشِر بحدوث تغييرٍ جدي .. و " السبب " الذي من أجلهِ أُجِلَتْ إنتخابات مجلس محافظة نينوى التي كانتْ مُقرَرة في 20/4 .. والمُتمثل في [ سوء الوضع الأمني ] .. مازالَ موجوداً ! .. فالوضع الأمني لم يتحسن ، وما زالتْ العمليات الإرهابية تحدث يومياً .. وما زالتْ ما تُسمى دولة العراق الإسلامية ، تفرض أتاواتها وخاواتها ، على قطاعات واسعة من الناس .. ومازالتْ التهديدات بالقتل والذبح والخطف ، تَطالَ كُل مَنْ يتمرّد أو لايتعاون أو يعترِض ! . وأكثر السياسيين المُعّرضين للإغتيال والتصفية ، هُم " المُستقلين " أو الذين ليسَ من وراءهم حزبٌ قوي او تنظيمٌ او ميليشيا أو حمايات كبيرة .. فهؤلاء يُقتَلون ببساطة ، ويذهب دمهم هدراً وكأن شيئاً لم يكُن ! . فالنُجيفي وقيادات " مُتحدون " ، تُرافقهم أفواج الحمايات ، أينما ذهبوا ، إضافةً الى الشُرطة المحلية وقوى الأمن .. وكُل الذين " كسبهم " المالكي ، وهُم كُثُر .. يتمتعون بحمايات قوية ، وتحميهم الشرطة الإتحادية .. والأحزاب الكردية ، لهم حماياتهم الخاصة من البيشمركة .. وشيوخ العشائر ، أيضاً لهم مُسلحيهم وحماياتهم بالطبع . بل حتى ان بعض رجال الدين ، لهم حماياتهم ، التي ترافقهم في حَلهم وترحالهم !. المكشوفون الوحيدون ، في هذه الأجواء المُضطربة .. هُم أولاد الخايبة ، من غير المنتسبين الى الأحزاب الحاكمة .. ومن غير الذين يتكأون على العشيرة أو على المذهَب .. هؤلاء الذين ( لا أحدَ يهتم ولا أحد يتحدث ، عن تعرضهِم للقتل اليومي ، في شوارع الموصل ) . باتَ المواطن الموصللي العادي .. يدرك تدريجياً .. ان لافرقَ يُذكَر ، بين أثيل النُجيفي ، و غانم البصو ، ودلدار الزيباري ، وعبدالله حميدي عجيل إلياور ، ومشعان الجبوري ، والحزب الإسلامي ... الخ . أصبح المواطن الموصللي " العربي " سواء في مركز المدينة أو الأطراف .. يدرك ، انه ، ( بالنسبةِ إليهِ ) .. فأن وجود الأعضاء الكُرد في مجلس المُحافظة ، من عدمه .. سواء ! .. فالكُرد من الناحية العملية ، منشغلون تماماً ، بالمناطق التي " يُديرونها " ، ذات الغالبية الكردية .. وليسَ لهم أي تأثيرٍ يُذكَر على المناطق الأخرى . وبالمُقابِل .. لاتستطيع أية احزاب وقوى غير كردية ، ان تحصل على نفوذٍ في الأقضية والنواحي الكردية إذا جاز التعبير .. ولا ننسى ، أن جيلاً كاملاً نشأ في هذه المناطق تحت رعاية وتوجيه الاحزاب الكردية الحاكمة ، من الأطفال الذين كانوا في الثامنة من عمرهم في 2003 .. أصبح يحق له الآن ان يُصّوِتوا في الإنتخابات .. وهؤلاء يُشكلون نواة القاعدة الكردية الصلبة في هذه المناطق . هذه الإنطباعات ، رُبما تكون قاسية الوَقع ، على مَنْ لا زالَ يمتلك تصورات وردية ، وتمنيات .. حول وضع الموصل ، وأفُق مستقبلها في السنوات القادمة .. لكن الصورة الشُبه قاتمة التي رسمتها أعلاه .. أعتقد انها قريبة مما هو موجود فعلاً في الشارع .. للأسف !.
#امين_يونس (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
المالكي في أربيل
-
حذاري من أبناء الذوات
-
لماذا يتكلم الشهرستاني ب ( حيل صَدِر ) ؟
-
مع الإعتذارِ .. من الحمير !
-
يِمْكِن الحِلو زَعْلان !
-
التعميم الأحمَق
-
مُلاحظات على إنتخابات مجلس نينوى
-
الآغا أوباما
-
مأزق المثقف في بغداد
-
- فلسفة - الطبقة السياسية العراقية
-
البضائع الرديئة
-
مآزِق كردستانية
-
اللصُ والكِلاب
-
عسى أن أكون مُخطِئاً
-
ومن الفَرِحِ ما يجرح !
-
الحرب القذِرة
-
حزب العمال في قنديل .. ملاحظات عامة
-
( طالباني ) يوم الدِين !
-
منصب رئاسة أقليم كردستان
-
الجهاز العجيب
المزيد.....
-
السعودية تعلن ضبط أكثر من 25 شركة وهمية تسوق للحج التجاري با
...
-
اسبانيا تعلن إرسال صواريخ باتريوت إلى كييف ومركبات مدرعة ودب
...
-
السعودية.. إغلاق مطعم شهير في الرياض بعد تسمم 15 شخصا (فيديو
...
-
حادث جديد يضرب طائرة من طراز -بوينغ- أثناء تحليقها في السماء
...
-
كندا تخصص أكثر من مليوني دولار لصناعة المسيرات الأوكرانية
-
مجلس جامعة كولومبيا الأمريكية يدعو للتحقيق مع الإدارة بعد اس
...
-
عاجل | خليل الحية: تسلمنا في حركة حماس رد الاحتلال على موقف
...
-
الحوثيون يعلنون استهداف سفينة نفط بريطانية وإسقاط مسيّرة أمي
...
-
بعد الإعلان التركي عن تأجيلها.. البيت الأبيض يعلق على -زيارة
...
-
ما الذي يحمله الوفد المصري إلى إسرائيل؟
المزيد.....
-
في يوم العمَّال العالمي!
/ ادم عربي
-
الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة
...
/ ماري سيغارا
-
الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي
/ رسلان جادالله عامر
-
7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة
/ زهير الصباغ
-
العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني
/ حميد الكفائي
-
جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023
/ حزب الكادحين
المزيد.....
|