أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - امين يونس - التعميم الأحمَق














المزيد.....

التعميم الأحمَق


امين يونس

الحوار المتمدن-العدد: 4112 - 2013 / 6 / 3 - 16:54
المحور: المجتمع المدني
    


" .. العَرَب أعداء .. الإيزيديين لايعرفون النظافة .. المسيحيين كُفّار .. الخ " .. هذه هي مظاهر الثقافة السائدة ، لدى [ بعض ] القطاعات المجتمعية ، للأسف الشديد . كمْ نسبة هؤلاء البعض ؟ لا أعرف بالضبط .. لكني واثقٌ من وجودهم ، وهُم ليسوا قليلين على أية حال !. قد يغضب أحد القُراء ، وقد يعترض آخر وينفي أن تكون هذه الحالة موجودة أصلاً .. فأقولُ لهؤلاء : تمعّنوا جيداً أيها السادة ، حوالَيكُم .. بل إبحثوا حتى في نفوسِكُم .. إستمعوا الى ما يقوله هؤلاء البعض ، في المقاهي .. في الشوارع والمتنزهات ، بل أحياناً في الجوامع والمدارس أيضاً ! . الكثير من هذه ( الأحكام المُسبَقة ) الخاطئة والشنيعة ، مُتفشِية في مُجتمعنا .. وينبغي الإنتباه الى ذلك .. لأن تجاهُل هذا الأمر ، في إعتقادي .. سيُشكِل خُطورة على الأمن المُجتمعي في المُستقبل المنظور .. وسيُساعد على ترسيخ مفاهيم مغلوطة ، في أذهان الأجيال القادمة .
يقيس هؤلاء البعض .. العَرَبَ ، بِمقياس صدام أو علي الكيمياوي أو مسؤول فرع حزب البعث السابق ، الذي آذاهم قبلَ ثلاثين سنة .. ويعتبرُ العربَ جميعاً مثل هؤلاء ! . بل يستطرد أكثر ، ف " يُؤكِد " ، ان أهالي تلعفر التُركمان سيئين وأزلام للحكم البائد ، لأنه كان في مدينته في الثمانينيات ، عدد من عناصر دائرة الأمن ، من أهالي تلعفر التُركمان ! . هؤلاء البعض ، طالما سمعوا قسماً من أنصاف الملالي ، يقولون بأن المسيحيين النصارى هُم كَفَرة ، فترّسَخَ ذلك في أذهانهم ، وإعتبروها من المُسلّمات ! . هؤلاء البعض أيضاً ، لم يختلطوا على الأغلب ، بالإيزيديين ، عن كثب .. ولم يعملوا مَعاً ولم يُعاشروهم .. لكن قيلَ لهم ، بأن الإيزيديين لايهتمونَ بالنظافةِ كما ينبغي ، فصّدقوا ذلك دون تمحيص ! . والمُشكِلة ، أن هذا النَمَط من التفكير المُبتَسر ، إذا لم يُوقَف عند حّدِه ، ولا يُدحَض ولا يُعْتَرَض عليهِ .. فأنهُ سيتحول تدريجياً ، إلى " إسلوب " حياة وطريقة فّجة في " تقييم " الآخرين .. وأخيراً الى سبيلٍ لإصدارِ أحكام سهلة وجاهزة ، على الجماعات وعلى الأفكار أيضاً ! . وهنا تكمن الخطورة .
هؤلاء البعض ، يتعامون عن حقيقة .. أن الكثير من " العرب " الشرفاء الشجعان ، ضّحوا بحياتهم من أجلنا ، طيلة سنوات الكفاح المُسلَح .. عن عربٍ لازالوا يدافعون عن قضيتنا بكُل جدٍ وإخلاص ، لأنهم إنسانيون أكثر من العديد مّنا ! .. عن ضباطٍ وجنود عَرب ، رفضوا تنفيذ الأوامر الخاصة بالإبادة الجماعية ، فدفعوا حياتهم ثمناً لذلك ! .. قد يقول قائل : وكَم نسبة أمثال هؤلاء العرَب ؟ .. أنهم كثيرون أيها السادة ، وهُم يُمثلون الجانب المُشرق .. وبالطبع هنالك العديد من السيئين والأوباش .. كما أن هنالك سيئون وأوباش بيننا أيضاً !.
كَم مّنا ، يعرف أن طَياراً ( تُركمانياً ) بطلاً شامخاً ، رفض أن يقصفنا بالأسلحة الكيمياوية ، فعُذِبَ واُعدِم وهو غير نادم ، مرفوع الرأس ؟ ! . وبالمُقابِل .. أليسَ هُنالك مِن بَني جلدتنا ، مَنْ شاركَ في ذبحنا بحماسة وعن سبق إصرار .. لكن لا أحد ، يّدعي .. أن العشيرة او القرية ، التي ينتمي لها ، أولئك المجرمين ، كُلهم خَوَنة ! .
لا أدري كيف لم يكتشف هؤلاء البعض ، أن المسيحيين عموماً ، هُم ملح هذه الأرض وزبدتها .. ومُؤمنون وفق [ دينهم هُم ] ، وهُم عنوان المحبة والسلام .. فمَن أعطى هؤلاء البعض ، صلاحية تكفير هذا أوذاك ؟ .. أعتقد ، انه لو دّققنا ، في سلوك هؤلاء الذين يُكّفِرون ، لوجدنا أنهم مُنافقون ، بعيدون عن الإيمان الصحيح ، مُتاجرون بالدين ! .
عملتُ لسنين مع الإيزيديين ، وأشهدُ أنهم في العموم .. مُخلصون في العمل ، صادقون اُمناء .. طيبون .. ولا يزال البعض من أفضل أصدقائي ، إيزيديون .. حيث تبهرني ، نظافة بيتوهم وطعامهم ، وحُسن ترتيب حدائقهم وهندامهم ! .
.............................
لشّد ما تعجبني ، فكرة " المواطن الكوني أو العالمي " ، الإنسان بِحَق .. المُتخطي : للقومية والوطنية والدين والمذهب واللون والعِرق . ولشد ما يزعجني ، ان .. يكون بيننا لِحَد اليوم ، البعض مِمَن ، ينثر أحكامه المُسبقة الخاطئة ، ويُعّمِم بِحماقة ! .



#امين_يونس (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مُلاحظات على إنتخابات مجلس نينوى
- الآغا أوباما
- مأزق المثقف في بغداد
- - فلسفة - الطبقة السياسية العراقية
- البضائع الرديئة
- مآزِق كردستانية
- اللصُ والكِلاب
- عسى أن أكون مُخطِئاً
- ومن الفَرِحِ ما يجرح !
- الحرب القذِرة
- حزب العمال في قنديل .. ملاحظات عامة
- ( طالباني ) يوم الدِين !
- منصب رئاسة أقليم كردستان
- الجهاز العجيب
- الأمور المعكوسة
- أحاديث في التاكسي
- الثابت والمُتغّيِر .. كُردستانياً
- الفرق بين يوخنا وشموئيل
- أبو فلمير
- العنزة .. والخروف


المزيد.....




- رايتس ووتش: -اللعبة الجميلة- في خطر بسبب سياسات الهجرة الأمي ...
- تقرير أممي عن انتهاكات حقوق الإنسان بإريتريا ومناخ القمع الم ...
- الأمم المتحدة: أكثر من مليوني سوري عادوا إلى ديارهم منذ ديسم ...
- الشرطة الإيرانية: اعتقال 18 عميلا للاحتلال صمموا مسيرات
- أهم تدخلات وزارة الدولة لشؤون الإغاثة خلال العام الأول لحكو ...
- في ظل الحرب المدمرة مع إيران.. أنباء عن إرسال إسرائيل وفد تف ...
- منظمة حقوقية: مقتل 639 شخصا وإصابة 1329 بالعدوان الإسرائيلي ...
- هيئة الأسرى تحذر من خطورة استمرار الاحتلال في منع المحامين م ...
- مقاتلات إسرائيلية تقصف خيام النازحين وتقتل عشرات الفلسطينيين ...
- اعتقال 6 عميلات للكيان الصهيوني غرب إيران


المزيد.....

- أسئلة خيارات متعددة في الاستراتيجية / محمد عبد الكريم يوسف
- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - امين يونس - التعميم الأحمَق