|
الفرق بين يوخنا وشموئيل
امين يونس
الحوار المتمدن-العدد: 4088 - 2013 / 5 / 10 - 12:01
المحور:
كتابات ساخرة
" تاهَ شخصانِ في الصحراء ، أسم احدهما ( يوخنا ) والثاني ( شموئيل ) .. وسارا طيلة يومَين وليلتَين ، وبعد أن هّدهما التعب والعطش والجوع .. وصلا في الصباح ، الى مشارِف مسجدٍ كبير رابض وسط الصحراء . فقال يوخنا لزميله شموئيل : قبل ان ندخل الى المسجد ، أعتقد أننا لو نُبّدِل أسماءنا ، سيكون ذلك أفضل .. وسوف يرحبون بنا ويكرموننا .. فأنا سيكون أسمي " مُحمد " ، وأنت ؟ فرّدَ شموئيل ، على الفور : لن اُغّيِرَ أسمي بأي حالٍ من الاحوال . ودخلا الى المسجد .. فإستقبلهما الإمام ، وسألهما : مَنْ أنتما ؟ فسارع يوخنا الى القول : أنا مُحّمَد .. فقال الشيخ للثاني : وانتَ : فأجاب : انا شموئيل . فأشار الشيخ الى أحد مُساعديهِ : خُذ شموئيل ، وقّدم الماء والطعام له .. أما الأخ محمد ، فسوف يفطر معنا بعد أذان المغرب !! " . ليسَ كُل الإنتهازيين ، يحصلون على مطامحهم .. ولا كُل مَنْ بدّلَ معطفه أو غّيرَ أفكاره ، ينال ما يسعى إليهِ من مكاسب مادية .. ولا كُل المُدّعين والزائفين والمُخادعين ، يستحوذون على الإمتيازات . ولكن للأسف الشديد ، الحياة العملية ، لاتتطابق في أغلب الاحيان ، مع ماوردَ في الحكاية النُكتة اعلاه .. ولا يحصل كُل " شموئيلٍ " صادق ومُخلص ، على الماء والطعام ، جزاء أمانته ونزاهته .. ولا يُحرَم كُل كاذبٍ مثل " يوخنا " من ذلك ، بسبب خداعه وفساده . بل ان الذي يجري ، غالباً .. هو عكس ذلك تماماً ! . هنالك الكثير من المتنفذين حالياً ، وفي طول البلاد وعرضها.. لافرق كبير بينهم ، وبين الحرباء ( مع الإحترام الشديد للحرباء ، فهي تتلّون أصلاً ، من أجل الحفاظ على حياتها ، ضد الاعداء المُحيطين ، وليسَ من أجل إيذاء الآخرين أو الإستيلاء على طعامهم ) .. بينما الحرباء الآدمية ، تتلون حسب المواسم السياسية ، في سبيل الإستمرار في أداء الادوار الخبيثة والحقيرة وإيذاء الناس وممارسة الفساد بكُل انواعه . فليسَ نادراً ان تجد ، مَنْ كان بالأمس القريب ، شرطي أمن في النظام السابق ، سبقَ له وأن كسرَ العديد من أعناق المواطنين الأبرياء ، بإخبارياته وتقاريره .. تجده اليوم ، مُخبراً مُهما ، تابعاً لأحد الاحزاب الحاكمة التي إحتظنتْ امثاله.. يُمارس نفس مهنتهِ السيئة وبأساليب أكثر دناءة . بل ان هنالك آخرون " يفلسفون " تقلباتهم الفكرية ، وتنقلاتهم القردية ، من غُصن هذا الحزب العلماني ، الى شجرة تلك الحركة الإسلامية ، او ذاك الحزب القومي .. فيقول ، بأن ذلك " تطّورٌ " طبيعي ! . والمُشكلة ان الاحزاب الحاكمة المتنفذة ، في الساحة العراقية عموماً .. لا تتوانى في قبول ، مثل هذه النماذج ، ضمن تنظيماتها ، وتفرح بهم وتعتبر ، ان ذلك كَسب ! . أعتقد ، ان ذلك ، من الأسباب الرئيسية ، في هزال العملية السياسية ، والفساد المُستشري في كل المفاصل والأزمات المتلاحقة . أرفع قُبعتي وأنحني إحتراماً ، ل " شموئيل " الصادق مع نفسه ومع الآخرين .
#امين_يونس (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
أبو فلمير
-
العنزة .. والخروف
-
ضُعفٌ وهَشاشة
-
بعض القَساوة
-
التعبُ من فعلِ لا شئ
-
ملاحظات على نتائج إنتخابات مجالس المحافظات
-
العراقيين .. والخيارات الضيقة
-
إنتخابات رئاسة أقليم كردستان
-
تصعيد خطير في - الحويجة -
-
اللعب بالشعوب والأوطان
-
سَفرة ربيعية ، للشيوعيين وأصدقاءهم
-
- السارقون - في دهوك
-
مبروك .. عيد الأربعاء الكبير
-
النتيجة .. قبل الإمتحان
-
لا صوت ولا رائحة
-
هل الناخب العراقي مُجّرَد سَمَكة ؟
-
إنتخابات المحافظات / صلاح الدين
-
- الفساد الإنتقالي - في العراق
-
الوضع العراقي و ( اللواصِق )
-
التمدُن والنزاهة ، مُقابل التخلُف والفساد
المزيد.....
-
وفاة الفنان المصري المعروف صلاح السعدني عن عمر ناهز 81 عاما
...
-
تعدد الروايات حول ما حدث في أصفهان
-
انطلاق الدورة الـ38 لمعرض تونس الدولي للكتاب
-
الثقافة الفلسطينية: 32 مؤسسة ثقافية تضررت جزئيا أو كليا في ح
...
-
في وداع صلاح السعدني.. فنانون ينعون عمدة الدراما المصرية
-
وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز
...
-
موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
-
فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
-
بنتُ السراب
-
مصر.. دفن صلاح السعدني بجانب فنان مشهور عاهده بالبقاء في جوا
...
المزيد.....
-
فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط
/ سامى لبيب
-
وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4)
...
/ غياث المرزوق
-
التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت
/ محمد فشفاشي
-
سَلَامُ ليَـــــالِيك
/ مزوار محمد سعيد
-
سور الأزبكية : مقامة أدبية
/ ماجد هاشم كيلاني
-
مقامات الكيلاني
/ ماجد هاشم كيلاني
-
االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب
/ سامي عبدالعال
-
تخاريف
/ أيمن زهري
-
البنطلون لأ
/ خالد ابوعليو
-
مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل
/ نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم
المزيد.....
|