|
مأزق المثقف في بغداد
امين يونس
الحوار المتمدن-العدد: 4109 - 2013 / 5 / 31 - 12:13
المحور:
المجتمع المدني
أيهما أهم : الشعبُ أم الوطن ؟ وبتعبيرٍ آخَر ، الإنسانُ أم الأرض ؟ البشرُ أم الحَجَر ؟ .. أنا مع الرأي القائل .. أن أي " مكان " تُصانُ فيهِ كرامة الفَرد وتُحتَرَم فيهِ إنسانيته ، هو وَطن .. صحيح ، أن هنالك " ذكريات " النشأة الاولى ، ومئات الأشياء الصغيرة التي ، تربطنا بالجذور .. ولكنْ ما قيمتها الفعلية ، إذا لم تكن تشعُر بالأمانِ في بيتك ؟ ماذا تفعلُ ب " الوطنية " و " القومية " ، إذا كنتَ جائعاً في منزلك الذي وُلِدتَ فيهِ ؟ إذا لم يكُن لديك ثمن دواءٍ لإبنكَ ؟ أرى ان التّغني بتراب الوطن ، مُجّرَد هراء ، إذا كانتْ حرياتك مُقّيَدة ، وحقوقك مُستَلَبة ، وسوط السُلطة المُستَبِدة ، مُسّلَط على ظهرِك . مُناسبة هذا الحديث ، هو الوضع الأمني المأساوي في بغداد .. والحياة اليومية التي باتَتْ [ لاتُطاق ] .. بالطبع عندما أقول بغداد ، أعني العراق عموماً عدا أقليم كردستان " نسبياً " .. لكن لبغداد مكانة خاصة . مُناسبةُ هذا الحديث ، هو إطلاعي عبر الفيسبوك ، على التفكير الجدي لشاعرٍ ومثقفٍ كبير بحجم " عبد الزهرة زكي " ، لإحتمالية خروجه من العراق والبحث عن وطنٍ بديل .. زكي الذي تّحمَلَ البقاء في أتعس الظروف أبان حُكم الطاغية صدام ، حالِماً دوماً بِغدٍ أجمل .. لم يَعُد يطيق كما يبدو ، عبثية الوضع الحالي ! . وكذلك إعلان الروائي والمثقف " شاكر الأنباري " عن نيته للعودة الى مهجره ، يائساً كما يظهر ، محبَطاً ، مُتبرِماً . هذَين الإثنَين .. هُما مُجّرد نموذجَين من النُخبة المُثقفة " مع الفارق بين الحالتَين ، ف زكي من عراقيي الداخل إذا جاز التعبير ، والأنباري عاد من المهجَر بعد 2003 "، كَشفا عن جُزءٍ مما يجول في نفسيهما .. ورفعا الغطاء عن كَم الإحباطات المُتراكمة والإنكسارات المتوالية طيلة الاعوام الماضية ، والأهم .. عن العَجز في إصلاح الحال .. والشعور الطاغي ، بهيمنة السياسي وتهميش المُثقف . ذاك السياسي الفاسد ، المُتخلي عن كُل قيمةٍ نبيلة ، المُشارِك أو المتواطئ أو المستفيد .. من عمليات العُنف الأعمى ، سواء المُخّطَط او العشوائي .. العُنف الذي لم يُوّفِر المثقفين .. بل إستهدفهم ، بالتصفية الجسدية والإغتيال .. فالسياسي الحاكم ، يرى كُل مُثقفٍ لا يمتدحه ولا يصبح بوقاً لتسويق سياساته .. عدواً خطراً . والمئات من الكُتاب والصحفيين والأدباء .. قُتلوا خلال السنوات العشر الماضية .. " وسط غيابِ حركة مدنية قوية وواعية " .. طبعاً قُتِلوا بأمرٍ مُباشِر أو غير مباشر ، من السياسي الفاسد المُجرم .. ولم يُحّقَق جدياً ، ولم يُلقى القبض على الفاعلين ، في أية قضيةٍ من هذه ، لحد الآن ! . مادامَ الوعي المجتمعي ، مُتخلِفاً عموماً .. مادامت الجموع تُقادُ من قِبل الإسلام السياسي والمذهب والعشيرة .. مادام إغتيال النُخبة المثقفة ، لا يُحَرك الشارع ولا يُسقِط حكومات .. وما دام المثقفون أنفسهم بلا حولٍ ولا قُوة .. وما دامتْ الحركة المدنية الواعية ، ضعيفة وهزيلة .. فلا معنى لبقاءك يا عبد الزهرة زكي ... فأنا أفّضِل ان تكون مُعافى في المهجَر ، على ان يكون مصيرك مثل مصير كامل شياع .
#امين_يونس (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
- فلسفة - الطبقة السياسية العراقية
-
البضائع الرديئة
-
مآزِق كردستانية
-
اللصُ والكِلاب
-
عسى أن أكون مُخطِئاً
-
ومن الفَرِحِ ما يجرح !
-
الحرب القذِرة
-
حزب العمال في قنديل .. ملاحظات عامة
-
( طالباني ) يوم الدِين !
-
منصب رئاسة أقليم كردستان
-
الجهاز العجيب
-
الأمور المعكوسة
-
أحاديث في التاكسي
-
الثابت والمُتغّيِر .. كُردستانياً
-
الفرق بين يوخنا وشموئيل
-
أبو فلمير
-
العنزة .. والخروف
-
ضُعفٌ وهَشاشة
-
بعض القَساوة
-
التعبُ من فعلِ لا شئ
المزيد.....
-
اليمنيون يتظاهرون في صنعاء دعماً للفلسطينيين في غزة
-
عائلات الأسرى تتظاهر أمام منزل غانتس ونتنياهو متهم بعرقلة صف
...
-
منظمة العفو الدولية تدعو للإفراج عن معارض مسجون في تونس بدأ
...
-
ما حدود تغير موقف الدول المانحة بعد تقرير حول الأونروا ؟
-
الاحتلال يشن حملة اعتقالات بالضفة ويحمي اقتحامات المستوطنين
...
-
المفوض الأممي لحقوق الإنسان يعرب عن قلقه إزاء تصاعد العنف فى
...
-
الأونروا: وفاة طفلين في غزة بسبب ارتفاع درجات الحرارة مع تفا
...
-
ممثلية إيران: القمع لن يُسكت المدافعين عن حقوق الإنسان
-
الأمم المتحدة: رفع ملايين الأطنان من أنقاض المباني في غزة قد
...
-
الأمم المتحدة تغلق ملف الاتهامات الإسرائيلية لأونروا بسبب غي
...
المزيد.....
-
أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال
...
/ موافق محمد
-
بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ
/ علي أسعد وطفة
-
مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية
/ علي أسعد وطفة
-
العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد
/ علي أسعد وطفة
-
الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي
...
/ محمد عبد الكريم يوسف
-
التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن
...
/ حمه الهمامي
-
تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار
/ زهير الخويلدي
-
منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس
...
/ رامي نصرالله
-
من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط
/ زهير الخويلدي
-
فراعنة فى الدنمارك
/ محيى الدين غريب
المزيد.....
|