|
مآزِق كردستانية
امين يونس
الحوار المتمدن-العدد: 4103 - 2013 / 5 / 25 - 11:45
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
ليسَ الفقراء والمُعدَمين وأولاد " الخايبة " وحدهم ، مَنْ يواجِهون المآزق .. فأحياناً حتى المتنفذين والحُكام ، تصادفهم المصاعب والمشاكِل والتحديات . من الطبيعي ، ان نوعية وحجم المآزق ، مُختَلِف في الحالتَين بدرجةٍ كبيرة .. ففي الأولى .. قد يحتار الكادح ، في كيفية الحصول على مالٍ يكفي لعلاج ولده المريض .. أو يعجز آخر عن توفير المستلزمات الأساسية لمنزله المتواضع .. او لاتستطيع أرملة ، إيجاد سكنٍ لها ولأطفالها ولا فُرصة عَمَل ... الخ .. من هذه [ الحقوق ] الضائعة . أما أصحاب السُلطة والنفوذ .. فأن همومهم ومآزقهم ، بعيدة كُل البُعد ، عن هذه الأشياء " التافهة " ! . فالأحزاب الحاكمة ، مثلاً .. بعدَ ان تعودتْ لسنواتٍ متلاحقة ، على السيطرة شُبه المُطلَقة ، على كُل مُجرَيات الأمور ، والحصول على الغالبية العُظمى من الاصوات في الإنتخابات ، والتحكُم بأرزاق ومصائر المواطنين .. لم يَرِد في خاطِرها ، بأن الظروف رُبما تتغّيَر ، والأحوال قَد تتبدل ، وإتجاهات الناس تميل الى طرفٍ آخر .. لم تُفّكِر بأن " منطق التأريخ " أثبتَ بأن دوام الحال من المُحال ! . فلنُلقِ نظرة على " المآزِق " التي تَمُر بها أحزاب السلطة في أقليم كردستان : - الحزب الديمقراطي الكردستاني : رغم تمتعهِ لعقدَين من الزَمن ، بِممارسة السُلطة في جُزءٍ كبير من الأقليم .. وعشرة سنوات في مناطق كبيرة مثل سهل نينوى وسنجار ومناطق متفرقة أخرى .. ورغم ان رئيس الأقليم ومنذ سنواتٍ عديدة هو السيد " مسعود البارزاني " .. وان رئيس الوزراء في أغلب السنوات هو السيد " نيجيرفان البارزاني " .. ورغم الهيمنة على الملفات المالية والتجارية والنفطية ... الخ . رغم كُل ذلك .. فأنه مما لاشَكَ فيه .. أن شعبية الحزب الديمقراطي في تنازُل مُستَمِر .. وقيادة الحزب تدرك هذا الأمر بصورةٍ جَلِية .. وذلك هو ( المأزق ) الرئيسي الذي يواجهه الحزب حالياً ! . ورُبما تكون نتائج إنتخابات مجالس المحافظات الأخيرة التي جرتْ في الشهر الماضي ، مٌؤشِراً واضحاً : إذ ان الحزب لم يحصل على أي مقعد ، في بغداد ولا في صلاح الدين .. وحتى المقعد اليتيم الذي ناله في ديالى " تحوم الكثير من الشكوك حوله ، حيث ان مُرشَحة الحزب الشيوعي المتآلف في نفس القائمة ، رُبما تكون حصلتْ على أصوات أكثر ، وأعتقد بأنه هنالك شكوى مُقدَمة الى المفوضية بهذا الخصوص ! " . الموقف من مشروع دستور الأقليم ، هو مُؤشرٌ آخر ، على إنفضاض حلفاء الحزب الديمقراطي من حوله .. حيث ان هنالك شُبه إجماع من الاطراف السياسية على الساحة الكردستانية ، بضرورة إعادة المشروع الى البرلمان لإجراء تعديلات عليه . أرى ان الحزب الديمقراطي الكردستاني ، يُرضي ويُقنِع ، 30-40% من قاعدته الجماهيرية .. وأن النسبة الباقية ، غير راضية عموماً ، بسبب اللاعدالة المُفرِطة في توزيع الثروات والإمتيازات . ومن الطبيعي ان الأقلية المنتفعة ، هي التي تتحمس لتأييد كُل سياسات الحزب . - الإتحاد الوطني الكردستاني : مرةً أخرى .. رغم هيمنته على السلطة ومفاتيح التجارة والمال ، في مناطق نفوذه منذ عشرين سنة ، ومناطق اخرى كبيرة ، مثل كركوك وخانقين وغيرها ، منذ عشرة سنوات ، ورغم تسّنُم السيد " جلال الطالباني " لمنصب رئيس الجمهورية ، وقيادات أخرى تناوبتْ على رئاسة حكومة الأقليم والبرلمان ، رغم كل ذلك ، فأن شعبية الإتحاد في تناقُصٍ مُضطرد ، ويُعاني من أزمة قيادة وزعامة .. وذلك هو " المأزق " الأساسي الذي يواجهه . وأن إدعاءات قيادات الإتحاد ، بأن [ إنشقاق ] نوشيروان عنه ، لا يُشّكِل ضربة كبيرة .. ليسَتْ دقيقة .. إذ أن تشكيل حركة ( كوران ) قد كسرَ ظهر الإتحاد إذا جازَ التعبير ! . وكذلك غياب السيد الطالباني ، قد أضافَ عقبات جّمة أمام ديمومة قوة الإتحاد الوطني والمُحافظة على وحدتهِ . إضافةً الى اللاعدالة في توزيع الثروات والإمتيازات " ولو بدرجةٍ أقل مما هو حاصل في الحزب الديمقراطي " .. إلا ان ذلك لا ينفي ، ان جزءاً هاماً من قاعدة الإتحاد ، غير راضٍ عن أداء قياداته . وبالتالي ، فأن المنتفعين تحديداً ، هنا أيضاً ، هُم المُدافعين عن سياسات الإتحاد في أي أتجاهٍ كانتْ !. صحيح ان الإتحاد حصل على خمسة مقاعد من مجموع ستة مقاعد حصل عليها التحالف الكردستاني ، في إنتخابات مجالس المحافظات الاخيرة ، إلا انها أقل كثيراً من التي حصل عليها في 2009 ، وهو مؤشرٌ على التراجُع عموماً . ..................................... من وجهة نظري .. انه [[ لَوْ ]] جرتْ إنتخابات [[ نزيهة ]] وحُرّة ، بدرجةٍ مقبولة ، في أيلول القادم .. فأن كِلا الحزبَين سيفقدان الكثير من المقاعد ، في الإنتخابات الثلاثة المُنتَظرة ، كنتيجةٍ لل ( المآزِق ) التي يَمُرانِ بها . واللهُ أعلَم !.
#امين_يونس (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
اللصُ والكِلاب
-
عسى أن أكون مُخطِئاً
-
ومن الفَرِحِ ما يجرح !
-
الحرب القذِرة
-
حزب العمال في قنديل .. ملاحظات عامة
-
( طالباني ) يوم الدِين !
-
منصب رئاسة أقليم كردستان
-
الجهاز العجيب
-
الأمور المعكوسة
-
أحاديث في التاكسي
-
الثابت والمُتغّيِر .. كُردستانياً
-
الفرق بين يوخنا وشموئيل
-
أبو فلمير
-
العنزة .. والخروف
-
ضُعفٌ وهَشاشة
-
بعض القَساوة
-
التعبُ من فعلِ لا شئ
-
ملاحظات على نتائج إنتخابات مجالس المحافظات
-
العراقيين .. والخيارات الضيقة
-
إنتخابات رئاسة أقليم كردستان
المزيد.....
-
مصر.. الدولار يعاود الصعود أمام الجنيه وخبراء: بسبب التوترات
...
-
من الخليج الى باكستان وأفغانستان.. مشاهد مروعة للدمار الذي أ
...
-
هل أغلقت الجزائر -مطعم كنتاكي-؟
-
دون معرفة متى وأين وكيف.. رد إسرائيلي مرتقب على الاستهداف ال
...
-
إغلاق مطعم الشيف يوسف ابن الرقة بعد -فاحت ريحة البارود-
-
-آلاف الأرواح فقدت في قذيفة واحدة-
-
هل يمكن أن يؤدي الصراع بين إسرائيل وإيران إلى حرب عالمية ثال
...
-
العام العالمي للإبل - مسيرة للجمال قرب برج إيفل تثير جدلا في
...
-
واشنطن ولندن تفرضان عقوبات على إيران تطال مصنعي مسيرات
-
الفصل السابع والخمسون - د?يد
المزيد.....
-
الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة
...
/ ماري سيغارا
-
الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي
/ رسلان جادالله عامر
-
7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة
/ زهير الصباغ
-
العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني
/ حميد الكفائي
-
جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023
/ حزب الكادحين
-
قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية
/ جدو جبريل
المزيد.....
|