|
الجهاز العجيب
امين يونس
الحوار المتمدن-العدد: 4092 - 2013 / 5 / 14 - 20:05
المحور:
كتابات ساخرة
قامَ مجهولون ، في وسط بغداد .. بإغتيال السيد ( شريف نظيف العفيفي ) العضو البارز في هيئة النزاهة ، بواسطة مُسدسٍ كاتمٍ للصوت . ولقد عثرَ أحد المواطنين ، الذي كان ، مُتواجداً بالصُدفة قريباً من مكان الحادث .. على " مُفكرة يوميات " الراحل شريف العفيفي ، على المقعد الخلفي لسيارته .. ولقد قامَ المواطن ، الذي سمّى نفسه " فاعل خير " بإرسال المُفكرة لي .. وسوف أوجز لكم ماوردَ فيها ، من أشياء في غاية الغرابة : - لأن الشهيد الراحل " شريف نظيف العفيفي " ، مولعٌ بالإختراعات ويمتلك إمكانيات إبداعية فّذة .. فلقد عكف منذ سنوات ، وبسريةٍ تامة ، وفي سرداب منزله الذي حّوله الى ورشة .. عكف على ، صُنع جهازٍ عبقري : فعندما يَمُرُ أي شخصِ من أمام الجهاز ، فأنه أي الجهاز يكشف في الحال ، الأملاك والأموال التي ، يمتلكها هذا الشخص ! . ويُظهِر ذلك على الشاشة الصغيرة . إستغرق صاحبنا العفيفي ، عدة سنوات .. في تطوير الجهاز ، وتحسين أداءه .. وجّربهُ مئات المرات ، وعلى اُناسٍ مُختلفين ، من دون أن يَدروا ، ثمَ قارن ذلك بما يملكون فعلياً .. ولقد عانى كثيراً ، حتى إستطاعَ ، ان يجعل جهازه ، يحسبُ بالدولار الأمريكي ! .. وأخيراً ، إقتنع بنجاحه ، عندما برمجَ الجهاز ، بحيث يتجاهل كسور المئات : فمثلاً يقرأ : ان هذا الشخص ، يملك 650 ألف دولار ، ولايحسب الخُردة ! . بعدَ أن أثبتَ العفيفي ، كفاءة الجهاز ودقتهِ .. قّرَرَ ان ، يُفاتِحَ بعض الذين يثق بهم .. وفعلاً أخذوا الجهاز الصغير ، الى كافتيريا مجلس النواب ، ولأيامٍ عديدة .. فكان يُسجل أسماء أعضاء المجلس ، وأموالهم الضخمة ! . وبعد ذلك فعلوا نفس الشئ في الوزارات والدوائر المهمة .. فكان السيد شريف ، يزداد إستغراباً يوماً بعد يوم ، من هَول الأرقام الخرافية ! . - قبل شهرٍ قالَ لهُ أحد الذين كانوا معهُ .. أنهُ أخبرَ مسؤولاً كبيراً في الدولة بشأن الجهاز .. وان ذاك المسؤول طلب مقابلة السيد شريف على عجل . فما كان امام العفيفي ، من مَفَر .. فذهب لمقابلة الرأس الكبير .. الذي رّحبَ بهِ .. وقالَ : انه سوف " يشتري " الجهاز منه ، بالسعر الذي يُحّدده .. وطلب منه ، ان لايخبر أحداً بشأن الجهاز ، غير الأثنين الذين أخبرهم أصلاً . وأضاف : انه سوف يستخدم الجهاز ، للكشف عن الفاسدين ومُحاربتهم وفضحهم في الوقت المُناسِب ! . - حتى الإثنين الذَين كانا يعرفان مسألة الجهاز ، لم يكونا يعرفان كيفية تشغيله .. فكان الرأس الكبير ، ومعه أقرب مُستشاريه .. ينفردان بالسيد شريف عندما يُشّغل الجهاز .. وأخيراً أمرهُ ، بأن يُدّرِب مُستشاره ، على تشغيل الجهاز .. وعندما أبدى العفيفي ، عدم رضاه .. عَبسَ الرأس الكبير ، وقال : أنتَ محجوزٌ هُنا ، لغاية ان يتقن مُستشاري تشغيل الجهاز .. وإذا لم تلتزم بذلك ، فسنحولكَ للقضاء بتهمة الإرهاب وممارسة الفساد ! . - وبعد ان إضطَر شريف العفيفي ، أن يُسّلِم الجهاز ويُدرب مُستشاري المسؤول الكبير .. أخلوا سبيله .. وفي اليوم التالي .. اُغتيلَ بكاتم صوتٍ وسط بغداد . - سّجلَ في مفكرته ، أموال أعضاء مجلس النواب والرئاسات الثلاث والوزراء والمسؤولين الكبار .. وياللغرابة : نسبة ضئيلة فقط .. أرقامهم تحوي أقل من ستة أصفار .. وكُل الآخرين .. تتراوح أرقامهم ، بين المليون وعشرة ملايين وحتى مئة مليون ! .. طبعا كُل ذلك بالدولار . - يُقال ، ان الرأس الكبير ، إحتكر الجهاز ، لمصلحته .. وأنه " أقنعَ " الإثنين الذَين يعرفان بشأنه ، بالصمت المُطبق .. وإلا . - للأسف الشديد .. نسيتُ " المُفكِرة " في جيب سترتي .. ولقد تلفتْ تماماً ، في الغّسالة .. فلم اعدْ أذكر .. سوى الخطوط العامة وفقدتُ التفاصيل ! .
#امين_يونس (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الأمور المعكوسة
-
أحاديث في التاكسي
-
الثابت والمُتغّيِر .. كُردستانياً
-
الفرق بين يوخنا وشموئيل
-
أبو فلمير
-
العنزة .. والخروف
-
ضُعفٌ وهَشاشة
-
بعض القَساوة
-
التعبُ من فعلِ لا شئ
-
ملاحظات على نتائج إنتخابات مجالس المحافظات
-
العراقيين .. والخيارات الضيقة
-
إنتخابات رئاسة أقليم كردستان
-
تصعيد خطير في - الحويجة -
-
اللعب بالشعوب والأوطان
-
سَفرة ربيعية ، للشيوعيين وأصدقاءهم
-
- السارقون - في دهوك
-
مبروك .. عيد الأربعاء الكبير
-
النتيجة .. قبل الإمتحان
-
لا صوت ولا رائحة
-
هل الناخب العراقي مُجّرَد سَمَكة ؟
المزيد.....
-
مصر.. القبض على مغني المهرجانات -مجدي شطة- وبحوزته مخدرات
-
أجمل مغامرات القط والفار.. نزل تردد توم وجيري الجديد TOM and
...
-
“سلي طفلك الان” نزل تردد طيور الجنة بيبي الجديد 2024 وشاهد أ
...
-
فرانسوا بورغا للجزيرة نت: الصهيونية حاليا أيديولوجية طائفية
...
-
الحضارة المفقودة.. هل حقا بنيت الأهرامات والمعابد القديمة بت
...
-
المؤسس عثمان الموسم الخامس الحلقة 159 على ATV التركية بعد 24
...
-
وفاة الممثل البريطاني برنارد هيل، المعروف بدور القبطان في في
...
-
-زرقاء اليمامة-.. أول أوبرا سعودية والأكبر في الشرق الأوسط
-
نصائح لممثلة إسرائيل في مسابقة يوروفيجن بالبقاء في غرفتها با
...
-
-رمز مقدس للعائلة والطفولة-.. أول مهرجان أوراسي -للمهود- في
...
المزيد.....
-
فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط
/ سامى لبيب
-
وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4)
...
/ غياث المرزوق
-
التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت
/ محمد فشفاشي
-
سَلَامُ ليَـــــالِيك
/ مزوار محمد سعيد
-
سور الأزبكية : مقامة أدبية
/ ماجد هاشم كيلاني
-
مقامات الكيلاني
/ ماجد هاشم كيلاني
-
االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب
/ سامي عبدالعال
-
تخاريف
/ أيمن زهري
-
البنطلون لأ
/ خالد ابوعليو
-
مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل
/ نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم
المزيد.....
|