أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله خليفة - لجنة العريضة والتحولات السياسية (3- 3)














المزيد.....

لجنة العريضة والتحولات السياسية (3- 3)


عبدالله خليفة

الحوار المتمدن-العدد: 4062 - 2013 / 4 / 14 - 10:59
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تصورت مجموعة صغيرة من المنتمين إلى التنظيمات اليسارية والقومية أنها بتشكيل لجنة العريضة وبضمها إلى شيوخ الدين الشيعة والسنة سوف تصنع قيادة للنضال الوطني الديمقراطي لا تحرفه طائفياً، لكن الظروف والاتجاهات التي تبدلت عميقاً وبأشكال سلبية كانت غير هذا.
وقد رأينا كيف بدأت الدواليب الأولى للآلة تتحرك ليس في اتجاه قيادة وطنيةٍ منتخبة بل من خلال مجموعة عفوية، ليس معها سوى بضعة مجموعات، تعيش أغلبها في المدن في حين أن الريف مأزوم وبه طاقة سكانية فائضة، لكن ما يدفع الأمور هو علاقات هذه الشخوص بالجسم الاجتماعي السكاني المأزوم.
العلاقة التي أدت إلى أزمة الريف شعبياً خلقت تحولات سرّعتْ التنامي في المدن عبر هيمنة الشركات والوزارات والبنوك، وهذه الأزمةُ السكانية كما تتركز في بعض أحياء المدن المكتظة القديمة كذلك احتاجت إلى معالجات سياسية واقتصادية عميقة وصبورة، ولكن ذلك لم يحدث عبر التركيز على دراسة الرأسمالية الحكومية وكيفية تحويلها إلى رأسمالية حرة ومواكبة أشكال الحريات لهذه التحولات الاقتصادية الاجتماعية. فديمقراطيةٌ من دون طبقة وسطى وقوى عمالية تحديثية مدنية هو وقوف فوق مجتمع تقليدي مأزوم بكل مشكلاته!
الأزمة الشعبية في الريف يمكن ملاحظتها باتساع المواليد وتراكم البطالة وانهيار الزراعة شبه الكلي وتفاقم مشكلات البيئة، مع غياب مشروعات الإسكان والصحة الواسعة، وهي أزمةٌ امتدت عقوداً وبدأت في الفترة الأخيرة عملية تغييرها، من دون التحول إلى الرأسمالية الحرة!
هنا في هذه اللحظات المهمة تأتي مسألةُ العريضة التي تصورت فيها تلك الجماعة من العاملين السياسيين المخلصين أنها تقوم بخدمة جليلة للنضال الوطني.
وقد لاحظنا بعض الجمل الصغيرة الخجولة التي تنبئ بوجودِ تناقض بين ضفتي البلد، لكن التي سوف يتم التغلبُ عليها ويتوحد الناس، ولكن الأوراق العرائضية التي كانت بين الأيدي هربتْ من يد اللجنة فجأة ومن الشرق للغرب، ومن العلمانيين للطائفيين، ومن المدنيين للريفيين، ومن السلميين للعنفيين ومن المدن للقرى!
كيف حدث هذا؟ كيف وجدت الثلة التي وضعت في أيديها خيوطَ القضيةِ أنها لا تحتوي على شيء وأنها فارغة؟
كانت الحركة العفوية تنتقل من المناطق الساكنة المدنية إلى المناطق الريفية، والجماعات التي لا تتحرك في المدن تركت الفرصة للسكان الريفيين يقودون الحركة.
إن الاختيار العفوي العشوائي التابع للصدف سلم الوضعيةَ المعدة للانفجار إلى رجال الدين ذوي التجربة الضئيلة في العمل السياسي المتأثرين بخيوط المراجع ومناورات السياسة في المنطقة!
لنقرأ بعض العبارات من كلمات المشاركين في لجنة العريضة أنفسهم، فبعد أن كانت لجنة العريضة تفتخر بدورها التاريخي تمت تنحيتها من مسرح الأحداث حين لم تعد تقود أحداً وسلمت أداة التفجير إلى غيرها:
«إن القوى الريفية بقيادة المذهبيين السياسيين توجهت للصدام وهي تحسب أنها تناضل من أجل الشعب فحدثت خسائر جسيمة في الأرواح وممتلكات البلد. والذين اعتقلوا دخلوا في مباحثات مع الأجهزة الحكومية للخروج وتخفيف الصدام أو وقفه»!
«إن الذين خرجوا سموا أنفسهم (لجنة المبادرة)، وحين ظهرت لجنة المبادرة على المسرح وراحت تقوم بأعمالها قالت (لجنة العريضة) إنها تمت ازاحتها وإنهاء دورها الكبير»!
فقد ثبت لديها (أن القيادة الدينية هي وراء هذا المقترح الذي أضر بالقضية المطلبية وحرفها عن مسارها الوطني)، (المصدر السابق ص 74).
لكن هل المسار الوطني مرتبط بثلة من الأشخاص علاقتها واهية بالشعب والواقع والفكر؟
ويتوسع إحساس أعضاء لجنة العريضة الذين يصنفون أنفسهم (علمانيين) بالغبن حين وسعت لجنةُ المبادرة حضورَها بين السكان وقامت بعروض جماهيرية قروية، مما جعل أولئك الأعضاء يتألمون: (لكن القائمين على المبادرة ضيعوا فرصة تقديم المشروع على المشروع الطائفي وذلك باقتصار الخطابة على رجالات المبادرة وعدم إتاحة الفرصة لمشاركة الوطنيين من أجل تأكيد التلاحم الوطني ووحدة القيادة المطلبية)، (المصدر السابق، 84).
راحت التضاريس الحقيقية للواقع تطوي أحلام لجنة العريضة بتطور ديمقراطي وطني متقدم.



#عبدالله_خليفة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لجنةُ العريضةِ والتحولاتُ السياسية(2)
- لجنةُ العريضة والتحولات السياسية
- محمد جابر الصباح: الوطنيةُ الباقيةُ
- ليست معارضةً بل مشاكسةً!
- المستقبلية في العمل السياسي
- أمةٌ تتأرجحُ على حبالِ التاريخ!
- البرجوازيةُ الصغيرة والمدارسُ الفكرية
- شعاراتُ الرأسمالياتِ البيروقراطية
- الربيعُ العربي اضطراباتٌ ضد أسلوبِ إنتاجٍ متخلف
- حركةُ الهيئةِ بين التغيير السلمي أو الانفجار (3-3)
- حركةُ الهيئةِ بين التغييرِ السلمي أو الانفجار! ( 2)
- حركةُ الهيئةِ بين التغيير السلمي أو الانفجار (1)
- ثقافةُ الرادودِ
- الاستهلاكيون وخفوت الوعي
- تفككُ العراق نموذجا
- أسبابُ تدهورِ العلمانية
- الصدامُ التاريخي بين كتلتين
- تحللُ النقدِ الثقافي الاجتماعي
- الصراع الإيراني العربي
- بلزاك.. الروايةُ والثورةُ (10-10)


المزيد.....




- السعودي المسجون بأمريكا حميدان التركي أمام المحكمة مجددا.. و ...
- وزير الخارجية الأمريكي يأمل في إحراز تقدم مع الصين وبكين تكش ...
- مباشر: ماكرون يهدد بعقوبات ضد المستوطنين -المذنبين بارتكاب ع ...
- أمريكا تعلن البدء في بناء رصيف بحري مؤقت قبالة ساحل غزة لإيص ...
- غضب في لبنان بعد تعرض محامية للضرب والسحل أمام المحكمة (فيدي ...
- آخر تطورات العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا /26.04.2024/ ...
- البنتاغون يؤكد بناء رصيف بحري جنوب قطاع غزة وحماس تتعهد بمق ...
- لماذا غيّر رئيس مجلس النواب الأمريكي موقفه بخصوص أوكرانيا؟
- شاهد.. الشرطة الأوروبية تداهم أكبر ورشة لتصنيع العملات المزي ...
- -البول يساوي وزنه ذهبا-.. فكرة غريبة لزراعة الخضروات!


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله خليفة - لجنة العريضة والتحولات السياسية (3- 3)