أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نصيف الناصري - دفن القتلى














المزيد.....

دفن القتلى


نصيف الناصري

الحوار المتمدن-العدد: 4046 - 2013 / 3 / 29 - 20:12
المحور: الادب والفن
    


توقيرنا لحيوية الحبّ ...






في تماثلاتنا مع مّن آووا الى عوالمهم وتحقَّقوا من الرضاب الفائر
للحظة ، نرمي شذرات في النسيم الذي يحضنه البركان ، وما يُجنَّد
نفسه للخصومة مع القرناء ، نصعد عنه الهاوية درجة درجة .
التحرّي عن ترنيمة ما في حِدادنا على المفقودين ، يُُصدّع عش الطائر
الذي يروم التَشفَّي بموته ، وتختلط مع تعبئتنا لأنفسنا في نصب
الشراك للفزع ، الأطلال الخلاَّبة للنحل في فراديسه . المرور المُتعسَّر
للسهم من بين ارجوحة النهار ، يرشدنا الى العلاجات الوقائية التي
يتهلَّل لها الليل في سأمه المريع ، وارجاع الميت الى حياته المريضة ،
عظام تتزيّا بالعفونة المتراصّة . أقوال لا مثيل لعرجها عند الخطباء
المرتزقة . تقنية العاشق في تجاوبه مع الهجران المتلوّي ، أمر مهم
لطرد المحتالين من ايماناتهم الجوفاء ، وفي توقيرنا لحيوية الحبّ ،
نزداد وسامة ونحن نُزجّي اللحظة بين الشهب المتذمَّرة . عوائق كثيرة
تمنعنا من السير في تزاحمنا صوب الخلود ، وأبدان قرابيننا الاحتياطية
مُدمّاة من رمي السهام ، ونخشى الاقتراب من الآلهة التي لا تتقبَّلها .





دفن القتلى...






يمنحنا نومنا في الأرض غير المحروثة ، تطويب ضروري للسكن
في الأصائل المُحيّية للديمومة ، وما نستحوذ عليه تحت القوس
المتلألىء لتعبنا في الحياة ، يثوي معنا ويفتدينا من الطوفان . أعلى
ثمرة في الشجرة ، ظهيرة مطابقة لموتنا المضيء بحنينه الينا ، وما
يعضدنا في غدق الظلمة علينا ، هي المفازة ونسيمها المُتجلَّط في
الأصياف القائظة . عبورنا الوتد الذي زرعته الأمراض ، بلوغ مأمول
لمخاتلة القدسي في نأيه بنفسه عنّا طوال اليوم ، ويأسنا يكتسب خبرته
من الأشياء التي تهجع فيها الخطيئة . مراعاتنا لحنق الأعداء في تهشَّم
موازينهم ، يُجرّعنا ما لا طاقة لنا به . نجاورهم بقناديل متناثرة ،
وعيونهم تصعق سنابل حقولنا المرتعشة في إزهارها . الشرط الأول
للدخول في الصلح ، اعادة شعائرنا المُفعمة بالخسارة ، واقتناص اللحظة
التي دفنّا فيها القتلى .






أناشيدنا الجمعية






تتخلَّى عنّا آلهة كثيرة في ظمأنا الى البروق الكظيمة للإعصار ،
وخسائرنا تتراكم في اعجوبة ما نتبادله مع الغيلان . الأشياء التي
توارثها الآباء وشبكوا صناديقهم عليها ، نفاية لا تنقذنا من الفظائع التي
تزداد ضراوة في الراهن ، وما نظن اننا أغلقنا عليه الهاوية ، ينفث
سمّه ويعض ظلال المعابد التي نخشى النوم عندها . رمزية دنيوية
نضفيها على صلاتنا المغامرة فوق حصاة الجلاَّد ، ولا أمل بقدوم
المراكب التي تنتشلنا من قبورنا المليئة باللقى الجهنمية . أعداء إلهنا
الذي قتلناه في تعزية طويلة ليأسنا من العيش ، يصوّبون أسلحتهم
بتلفيقات كثيرة ضدّنا ويحرقون وثائق ايماننا ، ونحن لا نملك إلاّ اللوذ
بالجرار الصدئة . تُعادي طيورنا جنود الأعداء المجروحين ، وتثقب
النسيم الذي يشدّهم الى الندى ، وكلّ رباط نعقده مع مّن فقدناهم في
أول العصف ، يتماثل مع النموذج الأخير للمهاميز التي نَخُس بها
جيادنا . نُكيّف أناشيدنا الجمعية وفقاً لأساليب القتل التي نحوّلها
لصالحنا ، ولا نتذمّر من الأعداء الذين يتوهّجون في أنينهم بين
تصدّع أيّامنا .








2013 / 3 / 29



#نصيف_الناصري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الرسو في آبار اليوم
- ما يتجلَّى في المفازات
- شُعل الديمومة
- الممالك المتعادلة للطبيعة
- فزعنا من الشيخوحة
- الأفنان المهجورة لليوم
- أجمل ضاحية في الشجرة
- حُلي فتياتنا المنداة بعبير الحبّ
- بيان اعتذار الى الشعب العراقي والى الشعراء العراقيين
- سهرنا بين الوخزات الطويلة للبرد
- أكثرنا استعجالاً للموت
- كراديس مَن ماتوا بحميمية
- السير تحت ندى السنبلة
- الفوران الصامت لإثمار السنبلة
- الحجارة المتعزّية في الزمن
- ندى ثقيل للتاريخ
- نوافذ السنة
- التوق الى الخلود
- الجحيم الذي نسمّيه الأمل
- أنسبُ مرض في الزمن


المزيد.....




- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نصيف الناصري - دفن القتلى