أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - بلال سمير الصدّر - عيون مغلقة باتساع 1999 ستانلي كوبريك:رؤية خاصة لمشكلة عامة في المجتمع الغربي















المزيد.....

عيون مغلقة باتساع 1999 ستانلي كوبريك:رؤية خاصة لمشكلة عامة في المجتمع الغربي


بلال سمير الصدّر

الحوار المتمدن-العدد: 4003 - 2013 / 2 / 14 - 20:17
المحور: الادب والفن
    


عيون مغلقة باتساع 1999 ستانلي كوبريك:رؤية خاصة لمشكلة عامة في المجتمع الغربي
مواقف في خدمة الموضوع وصولا إلى حالة من التقرير الأدبي
بالنسبة للقرارات المتطرفة والحادة،والمخالفة لرأي النقاد،فهذا الفيلم المتوتر يبدو لي أفضل أفلام كوبريك مع فيلم (2001) وعندما تتعرى الشهيرة نيكول كيدمان مع افتتاحية الفيلم فهذا اشارة إلى أننا في فيلم ذو حبكة جنسية،وطبعا لن تكون هذه الحبكة عادية تافهة لأن المخرج بكل بساطة هو ستانلي كوبريك وليس هناك أي تفسير آخر لهذه اللقطة.
توم كروز(الدكتور النسائي بيل هارفورد) وزوجته نيكول كيدمان(أليس) التي كانت تدير قاعة للأعمال الفنية أغلقت الآن،يستعدان لحضور حفلة مخملية ومن الوضح جدا إنتماءهما إلى الطبقة الارستقراطية،والتركيز في الفيلم على كل الطبقات من خلال هذا الموضوع ولكن باصطناع واضح.
لنلاحظ قبل الخوض أكثر أن كروز وكيدمان كانا متزوجان فعلا وكان هذا خيارا متعمدا من ستانلي كوبريك...
عازف البيانو في الحفل صديق وزميل سابق في الدراسة الطبية التي لم يكملها...
بينما تتلقى اليس معاكسة جنسية ناعمة من رجل هتغاري في الحفل والزوج أصلا هو في محاولة للإيقاع به من فتاتين هو الآخر،ولكن الذي يقطع هذا الحدث هو السيد زيغلر (سيدني بولاك) الذي كان يتعاطى مع عاهرة أغمي عليها لتعاطي الكوكايين فيستعين بالدكتور بيل من أجل حل هذه المشكلة..
نحن نتحدث عن مجتمع...طبقة ذات مستو عال جدا من الثقافة،وموضوع الفيلم مهما كانت رؤيته أوإبداع مخرجه فهو ذو موضوع جنسي ولا يؤخذ سوى من هذه الناحية ولكن لا يتحدث عنه في طبقة بل كغريزة ومشكلة.
المدة الطويلة التي صور فيها الفيلم وتضحية النجمين بجزء كبير من أجريهما ووقتهما لم يكن كافيا على الأقل من الناحية الشخصية وليس من الناحية الأدبية،لأن احاطة كوبريك فيلمه بجو عال من التوتر والتركيز كان سببا في انفصالهما اللاحق والقريب بعد هذا الفيلم كما يرى البعض،وحتى مخرج الفيلم لم تسعفه المنية طويلا فتوفي مباشرة بعد الانتهاء من العمل به.
بعد سيجارة مخدرة في غرفة النوم،تبدأ لحظات مصارحة جنسية فهي تسأله عن الفتاتان إن كان (ضاجعهما أم لا) ويسألها عن الرجل ألذي كانت ترقص معه وهو يأخذ الأمور ببساطة ضمن تقليد اجتماعي عام(من الطبيعي أن تتلقي مغازلة من رجل لأنك امرأة جميلة).
التعاطي مع المشكلة برمتها يجعل أليس تشعر بالغضب،فتتحدث له عن موقف خيانة في الصيف الماضي مع بحار وهذا الحدث سيقود إلى حبكة غير مفترضة فعليا.
ونحن لن نعرف إن كان هذا الموقف حقيقي أم هو مجرد إبتداع من مخيلة أليس لأثارة غيرة زوجها...ولكن هذا الموقف سيثير غضبا داخليا عند بيل وسيجعله في خياله يخلق مواقف جنسية لزوجته مع هذا البحار.
هنا علينا أن نتوقف قليلا للتأمل،فك المواقف التي سيصادفها بيل الآن هي عبارة عن مواقف ومطبات جنسية،وكل الشخصيات تتعاطى معه وفقا لأبعاد جنسية واضحة وهذا ما دعاه النقاد الغرب بالنكتة الجنسية.
فعندما يموت أحد أصدقائه فجأة،تصارحه ابنته بحبها له وتهم في تقبيله على الرغم من أن أباها قد مات للتو...ومع مشاهد القبل في عوالم ليلية لعشاق شوارعيين تعود إلى مخيلته الأوضاع الجنسية لزوجته مع ذلك البحار التي هي من بناء خياله وتصورانه وأصبحنا مدركين الآن أن بيل يريد الخيانة من أجل الرد على خيانة زوجته.
من ثم سيتلقى دعوة من عاهرة مهذبة فيقبل على مضض ولكن مكالمة هاتفية من زوجته تقطع هذه البداية .
ومن ثم يتابع الدكتور الهيام بالشوارع وبالصدفة يجد عرضا لصديقه عازف البيانو فلا يتردد بالدخول،ولكن ذكرياته الجميله مع هذا الشخص هي خارج الموضوع تماما....
هو يعزف في مكان ما معصوب العينين وإذا اراد الحضور إلى ذلك المكان فكلمة السر هي (فيديلو) وهو اسم أوبرا لبيتهوفن وتعلق كوبريك الغريب والغير مفهوم في حبكاته الفيلمية ببيتهوفن يعود إلينا بعد أن شاهدناه ولم نفهمه في فيلم (البرتقالة الآلية)
الذهاب إلى ذلك المكان المليء بالنساء الجميلات يتطلب من الدكتور أن يتسلح بملابس تنكرية...
بيتر غربينيك(مليج-صاحب محل أزياء) ذا لكنة أوروبية إنجليزية متكسرة يذهب إليه الدكتور هارفورد في وقت متأخر من الليل (الثانية صباحا) الذي يستطيع اعطائه صفقة رابحة مقابل زي تنكري مع قناع.
ميليج يمسك ابنته الصغيرة القاصر مع اثنان من اصدقائه في وضع جنسي واضح.....
هذا الموقف بالتحديد الذي أراد كويريك أن يقوله...قاصرة مع بالغين بل أربعينين..
هل يريد كوبريك التحدث عن حجم المشكلة أم عن بساطتها،لأن مليج سرعان ما سيقبل أن تعبث ابنته الصغيرة مع هذين الرجلين مقابل المال،وبذلك إذا أردنا تفسير ما الذي يدفع قاصرة جميلة أن تعبث مع بالغين منذ البداية قبل أن يمسكها والدها،فهو ابتزاز جنسي مقبول من كل الأطراف من أجل المال طبعا.
وكوبريك وكأنه يقول بأن يتحدث عن مشكلة يتعاطى معها المجتمع كأمر عادي جدا...التعاطي مع موضوع الجنس في هذا المجتمع هو موضوع خاطئ من أساسه..."
إذا كل المواقف التي يمر وسيمر بها الدكتور النسائي فيها تلميحات جنسية قوية ولا زالت كل الخيالات الجنسية عن زوجته تدور في ذهنه...من الوضح أن الدكتور مصدوم عاطفيا ويحمل ثورة في داخله وليس من المبكر القول أن الفيلم يعد من أجمل الأفلام التكاملية،والتي حققت ما يسمى بالمعادلة الصعبة لأنها حققت المتعة للمشاهد على الرغم من أن الهم الفكري كان أول همومها..
يذهب بيل إلى ذلك القصر،وينطق بكلمة السر (فيديلو)...
الكل يرتدي أقنعة...هناك شيء اشبه بالطقوس ومن الواضح أن رئيس هذه الحفلة يرتدي اللباس الأحمر بالاختلاف عن الجميع..الكل متشح بالسواد
الطقوس هي طقوس المنح،لأن السيدات المحيطين بالدائرة يتعرون أثناء تلاوة هذه الطقوس،ونكتشف أن هذا المكان تحدث فيه جميع طقوس العربدة الجنسية لكن مع التبجيل والأقنعة...
للجنس(أوالمجون والدعارة) قوانين وقواعد عند كوبريك أشبه بالطقوس الرومانية القديمة،والمضمون هنا هو تبجيل وتفخيم للجنس بحد ذاته في هذا المجتمع،والقناع ليس سوى الكيتش عند كونديرا،فالقناع هو عبارة عن غطاء اجتماعي لا بد منه...القناع هو ليس للخصوصية بالقدر الذي هو عبارة عن التغاضي عن قيم تخص المجتمع والآراء الاجتماعية أولا وثانيا للتعامي عن مضمون أخلاقي في جنس يمارس بحد ذاته من أجل ذاته فاصحابه لا يعرفون بعضهم أصلا...من المعروف أن الجنس والأخلاق ثنائية لا تنفصل أبدا.
إذا من السخيف جدا القول أن الفيلم يتحدث عن مشكلة جنسية في طبقة مخملية...
إذا كان هذا المكان لا يثقبل غريبا أبدا...لا يقبل أي كاشف لهذه الأسرار حتى مع هذه الأقنعة...فسينكشف أمر الدكتور بيل ويمارس طقوسا أقرب إلى الفداء من أجل إنقاذه.
الحبكة الآن ستنقلب إلى بوليسية تقريبا ولكن الهم الجنسي(والمواقف المشحونة بجو عال من التوتر لا زالت موجودة)
العاهرة التي كان على وشك مضاجعتها مصابة بالأيدز،وعازف البيانو يختفي والفتاة التي أفتدته تموت بجرعة كوكايين زائدة.
عندما يقص على زوجته هذه الأحداث تختصر الحل بكلمة واحدة(الجماع)...تقولها بلهجة أمريكية محلية.
ما المقصود بالجماع في هذا الموقف...هل هو حالة تهكمية للقصة برمتها،أم هل هو جماع بين الأزواج لاشباع الغريزة؟
كل ما نستطيع قوله عن هفوات كوبريك بأنه تعمد اصطناع الموقف ليصل في الفيلم إلى ذروة العقدة وليوصل ما يريد أن يقوله،وأحيانا من خلال صدف مقررة،أي إنه وقع في التقرير،ولكن في نفس الوقت أكسب المتلقي على الطرف الآخر الذي يقف بعيدا عن الهم الفكري إثارة ضمنت له أن يشاهد هذا المتلقي للفيلم حتى النهاية على الرغم من أنه يتصف بالطول النسبي.
توفي كوبريك مباشرة وتقريبا بعد الفيلم،وتم التلاعب بتقنيات الديجينال في اللقطات الجنسية خاصة لاخفاء الأعضاء التناسلية ولا نعتقد أن كويريك سيقبل بهذا التلاعب لو ظل على قيد الحياة.



#بلال_سمير_الصدّر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الساحر 1958(انغمار بيرغمان):سرد تقليدي لعبرة وفكرة وعناصر جع ...
- خزانة مليئة بالطلقات (ستانلي كوبريك 1987):خطاب صارم ضد الحرب ...
- الختم السابع أنغمار بيرغمان:عن الفارس الذي لعب الشطرنح مع مل ...
- احدهم يحلق بعيدا عن عش الوقواق1975 ميلوش فورمان:قصة فرد يحلق ...
- Firman Ball1967(ميلوش فورمان):كناية سياسية ساخرة عن أوضاع تش ...
- حب الشقراء 1965(ميلوش فورمان):مراجع فكرية كبيرة من دون رؤية ...
- التوت البري(انغمار بيرغمان)1957:البساطة عندما تصنع فيلما خال ...
- مانهاتن 1979(وودي الن): سيرة ذاتية مختصرة عن شخص مشوش ومضطرب ...
- Annie Hall 1977وودي الن): رومانسية عصبية عن شخص لا يقبل الان ...
- ابتسامة ليلة صيف 1955(انغمار بيرغمان):بحث في علاقات متشابكة ...
- آلام المسيح(ميل جيبسون)2004: تأمل لسلوك بشري يبدو معتما وغير ...
- Dream 1955(حلم) لانغمار بيرغمان:متاهة خلقها بيرغمان ولم يعرف ...
- ضد المسيح-المسيح الدجال 2009(لارسون فون تراير): رؤية ذاتية ل ...
- لوليتا (ستانلي كوبريك)1962:قصة سينمائية تغازل في مضمونها روا ...
- أفول المهرج 1953(أنغمار بيرغمان): رؤيا شاملة لعناصر سيقولها ...
- الإمبراطور الأخير 1988:برناردو برتولوتشي:رواية للتاريخ من خل ...
- صيف مع مونيكا 1953(أنغمار بيرغمان):ميلودراما تذكر بالبدايات ...
- عن ستانلي كوبريك وسبل المجد1957:
- حدث ذات مرة في الغرب 1969:سيرجيو ليوني:عن رباعية السباغيتي و ...
- كازانوفا فليني 1976:سقوط فليني في رؤية خاصة أبعدت الشخصية عن ...


المزيد.....




- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - بلال سمير الصدّر - عيون مغلقة باتساع 1999 ستانلي كوبريك:رؤية خاصة لمشكلة عامة في المجتمع الغربي