أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - إبراهيم اليوسف - خصوصية الرؤية














المزيد.....

خصوصية الرؤية


إبراهيم اليوسف

الحوار المتمدن-العدد: 3991 - 2013 / 2 / 2 - 03:00
المحور: الادب والفن
    




تعدُّ رؤية المثقف-عادة-خلاصة موقفه الفكري من العالم، وهي تتأسس من خلال الثقافة العالية، والتجربة العميقة، وتتصف بجديتها، وابتعادها عما هو تلقيني، ببغاوي، وإن كانت ستلتقي مع آراء سواه، ضمن إطارحدي ثنائية الخيروالشر، أصل كل رؤية على الإطلاق. إذ يمكن أن يتم تقويم أيّ موقف حياتي من خلال هذين الحدين، ليكونا المعيار الذي لابد منه.
وإذا كان أيُّ رأي ينوس بين حدي هذه الثنائية-كما أشير أعلاه- فإن تلك الآراء الرَّمادية التي يقف أصحابها، في المنطقة الوسطى، لا يمكن لأصحابها أن يتمكنوا من استقطاب جدواها، قيميَّاً، لأنها نتاج تردد، وعدم تبلور ونضوج، أو أنها قد تكون دليلاً على عدم إمكان حسم الموقف من قبل هؤلاء، وله أسبابه المعرفية الأخلاقية المعروفة.
ومن المعروف، أن كلا الرأيين المتناقضين، لهما فلسفتهما الخاصة، وإن كنا ندرك أنه شتان مابينهما، إذ لايمكن أن يكون هناك رأيان متناقضان، إلا يندرج أحدهما في خانة مصلحة الإنسان، كي يندرج الآخرفي الخانة الأخرى، المقابلة، المعادية له،،سواء أكان هذا الرأي معنوياً، أم ممارسة فعلية، حيث أن هذين الرأيين سيواصلان صراعهما، بلا هوادة، على مدى التاريخ والحياة، لأن لكل منهما بذوره، وتربته، وحاضنته، وفق المنافع المتناقضة التي توفر لهما ظروف الدَّيمومة والاستمرار.
ولعلَّ بعضهم قد يستغرب، كيف أن هناك مثقفاً، لا يستطيع التفريق بين الخير والشر، ويتخذ موقفاً غير لائق به، وهي ملاحظة وجيهة، وصحيحة، إلا أنه لابد من أن نضع في البال أن من تنحرف بوصلة الرؤية لديه، ويتخذ موقفاً غير لائق برصيده المعرفي، إنما هو مدرك –في الواقع- حقيقة موقفه، بيد أنه غير قادر البتة أن يتخلص من بين فكي الغريزة المنفعية التي تدفع مثل هذا المثقف للتعامي عما يراه، والتغاضي عما هو مطلوب منه، كي يؤدي دوراً مرسوماً له، وعليه أداؤه، مكرهاً، ملغياً بذلك، طوعاً، ما هو منوط به من دور كبير بين متلقي خطابه.
ومفهوم المنفعة،هنا، مفتوح، لا يمكن حصره في مجرد إطار محدد، خاص، بل إنه ينداح، كي تكون له وجوه، وحقول، ومجالات هائلة، تبدأ من منفعة الحرص على الرغيف، والخوف من مواجهة الحقيقة، وتكاد لا تنتهي برغبة جعل مثل هذا التنازل من قبله، سلماً لقطف جنى كثيرة، من بينها المكانة المؤسسية، أو الاجتماعية وغير ذلك، من المكاسب المتهافتة التي لا تعدُّ و لا تحصى.
ولا يمكن للرؤية الصائبة لدى المثقف أن تتشكل، بمعزل عن جرأة مواجهة الذات، والتنكر لكل ضروب المنافع، بيد أن هذه الخصلة، لن تكون كافية، ما لم تتعزز بالجهد، والحفر المعرفي، والتجربة الفعلية، وشجاعة مواجهة الذات والعالم، على أن يتملص من أية تأثيرات سلبية تؤثر على استقلالية رأيه، في خدمة القيم الأخلاقية العليا، التي يرتئيها، وتشكل درجة الإخلاص لها إرثه ورصيده الكبيرين.
والمثقف الأصيل، عندما يتبنى رأيه الصحيح، ويخلص له، مهما كانت هناك من تبعات، والتزامات، فإنه ينطلق بذلك من خلال قناعة كبرى، توفره له سعة إطلاعه الفكري، إلى الدرجة التي يستطيع أن يحرز إضافات في المحاججة، وهو يرافع عنه، بعيداً عن استنساخ ما هو معروف في هذا المجال، لتكون هذه الإضافات إثراء للرؤية، وعلامة فارقة لحضوره المعرفي بين ظهراني هذا العالم.

[email protected]



#إبراهيم_اليوسف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سري كانيي/رأس العين غموض الجليِّ وجلوُّ الغموض
- غموض النص الشعري
- نداء عاجل إلى الأخوة في حزب العمال الكردستانيpkk:
- كتابة في دفاتر-سري كانيي/رأس العين-2-3
- كتابة في دفاتر-سري كانيي/رأس العين
- سري كانيي امتحان الوطنية الأكبر..!
- الأُسرة الأكبر
- لعبة التماثيل:
- سوريا الآن: صورة فوتوكوبي بالأسود والأبيض
- بشارالأسد: كذاب سوريا الأول
- الكاتب بين الرؤية والممارسة
- أربع بوستات
- آليات تلقي النص الشعري
- رئات سورياالكردية من يحاصرها؟
- بشار الأسد يقود مرحلة مابعد سقوطه..!
- المؤتمرالوطني لمحافظة الحسكة:خطوة مهمة تحتاج إلى الدعم والمس ...
- خصومات ثقافية
- ستيركوميقري نجم لايخبو..
- ممدوح عدوان في ذكرى رحيله الثامنة...!
- ذاكرة الطفولة


المزيد.....




- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - إبراهيم اليوسف - خصوصية الرؤية