أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جعفر المظفر - قضية العيساوي.. طائفية الفعل ورد الفعل














المزيد.....

قضية العيساوي.. طائفية الفعل ورد الفعل


جعفر المظفر

الحوار المتمدن-العدد: 3950 - 2012 / 12 / 23 - 19:31
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



أنا مع الكثيرمن مظاهر الرفض التي قام بها أهلنا في الأنبار ضد سياسة المالكي التأزيمية, وآخرها ما تم بحق العيساوي وزير مالية النظام, وكنت أود لو أن هناك من قام بمثل تلك المظاهر في مناطق الجنوب والوسط لأمكن القول أن الشعب العراقي بدأ يستعيد وعيه ويجدد وحدته وإرادته رافضا أن يدخل هذا العصر في تقويمه الوطني.. وأنا مع تلك الحفنة من الناس الذين يعتقدون أن ليس كل أزمة هي مضرة. فحينما تتراكم هذه الأزمات لتنال شخصيات معتدلة مثل العيساوي, عرف عنها الهدوء والإتزان والإبتعاد عن أي تشنج أو تشنيج طائفي فلا بد وأن يكون صانعها قد أخطأ الشخص والتوقيت مما يجعل غلطته بألف.
لكني مع ذلك شعرت أن ردة فعل "العراقية" الذي عبرت عنه في بيانها الذي ألقاه النائب أحمد المساري أحد الناطقين بإسمها لم يكن موفقا البتة, لا بل أستطيع القول أنه جاء, رغم أنه يهاجم المالكي بالمفردات إلآ أنه يماهيه في التوجهات, وكأنه إعلان عن التخلي نهائيا عما كانت العراقية تفخر بأنها تمثله وهو المشروع الوطني, الذي جعل أشخاصا مثلي يضع العراقية على ورقة الإنتخاب, ويختارها كمشروع واعد على طريق محاربة الآفة الشرهة التي يسموها الطائفية. لقد حمل بيان العراقية عبارات طائفية إعتبرت حملة المالكي ضد حماية العيساوي (استمرارا لمنهجية استهداف قيادات السنة في العملية السياسية).
والقول بضروة أن يكون البيان خاليا من هذه العبارات ينطلق من معرفة أن أية لغة طائفية يتصمنها البيان هي بالضرورة إنتصار للطائفية على الجهتين, كما أن رفض هذه اللغة الطائفية وإستهجانها هي من حق كل أولئك الذي كانوا يتمنون على العراقية أن تؤكد وتطور إلتزامها بالمشروع الوطني الذي إدعت إلتزامها به حينما تشكلت لخوض الإنتخابات الأخيرة. وإلا ما الذي دفعني أنا لإنتخاب رجال مثل العيساوي إذا كانوا يمثلون ( قيادات السنة في العملية السياسية). إن ذلك لا يعني باي حال أن المالكي إتخذ خطوته تلك بمعزل عن نوايا طائفية, بل إن التأكيد على ذلك ومحاولة إبطاله إنما يتجلى من خلال إبداء رد فعل غيرطائفي على الفعل الطائفي, ومن خلال التأكيد على أن العيساوي ورجال مثله لا يمثلون طائفتهم وإنما يمثلون العراقيين جميعا. وإلا فليتوقف كل من يفعل خلاف ذلك عن مهاجمة الطائفية بمعناها ومستواها الإخلاقي والسياسي.
أعلم أن العراقية ليست خالية أبدا من أشخاص طائفيين لا يقلون طائفية عن إخوتهم على الجهة الأخرى, ولعلهما, لبعضهما البعض, مثل لزوم ما يلزم, فالطائفي الشيعي يحتاج إلى طائفي سني, لأن طائفية النظام لا تتكامل إلا بوجود الإثنين معا, ولربما تقاتل الطرفان في مرحلة معينة, ولربما سالت منهما دماء غزيرة, لكنهما لن يتقاتلا أبدا إلا لغرض الوصول إلى نظام عادل ومتوازن لتوزيع الغنائم على الزعماء السياسيين لكلا الطائفتين, أما العراقيون على الجهتين فهم سيخضعون بالضرورة إلى نظام عادل لتوزيع الجوع والتخلف والقهر.
وإذا كان لأغلب الأنظمة, التي لا تملك برامج وطنية نهضوية, بطارياتها الخاصة التي تشحنها في كل مرة لشرعنة وجودها السلطوي, فإن النظام الطائفي يحتاج إلى شحن بطارية النواعات الطائفية في كل مرة يجد أن كهربائية تلك البطارية قد إنخفضت ولو قليلا. الواقع أن ذلك ليس غريبا وإن علينا أن نتوقع حصوله كجزء من سياق, وكقاعدة وليس كإستثناء, وبإمكانه أن يتكرر في أية لحظة يحس الطائفي فيها إلى أن بطاريته باتت بحاجة إلى شحنة من شأنها أن تديم زخم الإلتفاف الطائفي من حوله فتراه يخلق المعارك وعلى مستوياتها لإبقاء عنصر الشد الذي لا فرصة له للبقاء بدونه.
متى يحصل نظام طائفي كهذا على مبتغاه.. إنه يحصل فقط حينما تكون ردة الفعل على فعله الطائفي طائفية.. عند ذاك يكون الهدف قد تم, ويشعر الطائفيون على الجهتين, سنة كانوا أم شيعة, إنهم قد خلقوا لبعضهم البعض, وإن التأزيم هو مفيد لكلا الطرفين,. في حين أن رد الفعل الوطني على الفعل الطائفي هو الرد الصحيح الذي يجب أن يسلكه المواطن ( السني ) لغرض إفشال أية هجمة قد يشتم منها رائحة الطائفية التي قد تفوح في الزفير الذي يبعثه من رئتيه سياسي طائفي من الشيعة. والعكس أيضا هو الصحيح, فكما بفعل السني يجب أن يفعل الشيعي, ولا مجال للنصر على الطائفية والطائفيين إلا من خلال كسر حلقات دائرة الفعل ورد الفعل الطائفي بمطرقة رد الفعل الوطني. أما وأن يهرع هذا أو ذاك إلى رفع عقيرته بالعياط الطائفي ويبررها على أنها ليست سوى رد فعل, وأن البادئ أظلم, فذلك وحق الله هو طريق الضلال, وهو ما يريده بالضبط الطائفي على الجهة الأخرى.
إن الطائفي, شيعيا كان أو سنيا, يهمه جدا أن يكون الإحتجاج على الجهة الأخرى طائفيا, لأنه عند ذلك فقط سيضمن أرباحه التي سيجنيها فقط في ميدان جغرافيته الفعل ورد الفعل الطائفي, أما حينما تنكسر حلقات تلك الدائرة, ويكون هناك رد فعل وطني على الفعل الطائفي, عند ذلك فقط يمكننا أن نقول أن الطائفية ستنهزم . بدون ذلك فإن الكل يخدع الكل.



#جعفر_المظفر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كركوك.. الوطن والمدينة
- كركوك.. وطن في مدينة وليست مدينة في وطن
- الإستجواب.. خصلة حميدة أم مؤامرة خبيثة.
- الديمقراطية في العراق.. الفأر الذي ظن نفسه ديناصورا
- مَرسي يا ريس مُرسي
- سوريا ... الدبابة ليست قارب إنقاذ
- التحالف الشيعي الكردي الذي إنتهى.. ضد من كان قائما
- الغزو الإسرائيلي لغزة .. محاولة للقراءة
- الفساد في العراق.. موروث أم مكتسب
- الأغلبية السياسية.. بين أزمة المفهوم وعبثية النوايا
- لا تنتظروا المعجزة ... العلمانية هي الحل
- من هو الطائفي تحديدا
- مجلس القضاء يفعلها مرة أخرى
- الطائفية.. شتيمة العصر الأولى
- ثقافتنا .. بين التلقي والاستجابة
- العلمانية والإلحاد
- العراق وإزدواجية جنسية الحكام.. وطن أم فندق
- الفلم المسيء .. بين الفعل الرخيص ورد الفعل الأرخص, وما بينهم ...
- أمريكا.. حرية تعبير أم حرية تفجير
- الحب على الطريقة الغوغائية


المزيد.....




- السعودية تعلن ضبط أكثر من 25 شركة وهمية تسوق للحج التجاري با ...
- اسبانيا تعلن إرسال صواريخ باتريوت إلى كييف ومركبات مدرعة ودب ...
- السعودية.. إغلاق مطعم شهير في الرياض بعد تسمم 15 شخصا (فيديو ...
- حادث جديد يضرب طائرة من طراز -بوينغ- أثناء تحليقها في السماء ...
- كندا تخصص أكثر من مليوني دولار لصناعة المسيرات الأوكرانية
- مجلس جامعة كولومبيا الأمريكية يدعو للتحقيق مع الإدارة بعد اس ...
- عاجل | خليل الحية: تسلمنا في حركة حماس رد الاحتلال على موقف ...
- الحوثيون يعلنون استهداف سفينة نفط بريطانية وإسقاط مسيّرة أمي ...
- بعد الإعلان التركي عن تأجيلها.. البيت الأبيض يعلق على -زيارة ...
- ما الذي يحمله الوفد المصري إلى إسرائيل؟


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جعفر المظفر - قضية العيساوي.. طائفية الفعل ورد الفعل