أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية - عبدالله خليفة - تطور التحديث في السعودية (3-3)














المزيد.....

تطور التحديث في السعودية (3-3)


عبدالله خليفة

الحوار المتمدن-العدد: 3922 - 2012 / 11 / 25 - 09:41
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية
    


حين يتحول صراعُ التحديثِ والثقافة التقليدية إلى صراعٍ فكري سياسي حضاري سلمي يُغني المجتمع، فلا يلغي كلُ طرفٍ الآخرَ وتتطور ثقافة مشتركة ومجتمعٌ موّحد مختلف متآلف.
والأخطر حين يتحول الصراع لحرب كما يقول الباحث:
(الربط المباشر بين الإسلام السعودي"(المُسمى بالوهابية)والإرهاب يغرقُ في التبسيط. ولا مراء في أن التنظيمات والخلايا الإرهابية السعودية الحالية بتكوينها الفكري- السياسي قد خرجتْ من دائرة نفوذ المؤسسة الدينية المحافظة، وفي حين أن النسق الفكري العام لهذه الشريحة الحركية لا يزال ينهلُ نسبياً من المرجعية الدينية التقليدية ذاتها، فقد غدا ظاهرة قائمة بذاتها تقوم على نسق ديني- سياسي متميز، لتصبح تياراً دينياً حركياً معولماً)، اتجاهات النخب السعودية، مشاري النعيم، ص 128.
ويذكر الباحث سببيات عديدة لهذا الالتحاق بصفوف الإرهابيين كظهور النسق الحداثي الغريب عن التكوينات البدوية والزراعية، وضخامة العمال الأجانب المتعددي القوميات والأديان، وإرتباط السعودية ودول الخليج بالغرب وما في الوعي الشائع السطحي من ربط غير دقيق لهذا الارتباط، ووجود ثقافة دينية تقليدية مكرسة للعنف، وكذلك كانت التحولات الاقتصادية السعودية ضخمة غير مخططة ولا منسقة مع الهياكل الاجتماعية والتعليمية والثقافية، وكانت المناهج التعليمية قديمة ومليئة بنفس الثقافة العنفية، وغير ذلك مما يشيرُ إليه الباحث كأسبابٍ لصعود ثقافة العنف وهو يستشهد بالعديد من عبارات الكتاب في الصحف السعودية في توصيف كل هذا كقولِ أحدهم في جريدة الوطن السعودية:(فالإرهابُ صنعتنا جميعاً، نحن المسئولون عنه كلٌ بطريقته، الساسة والمثقفون والعلماء التقليديون والصحويون، لقد حكنا خيوطه معاً، منا مَن جاء بالخيط، ومنا مَن جاء بالإبرة، ومنا مَن جلبَ ماكينة الخياطة، ومنا مَن حاك)، ص 127.
هذا كله مفيد لكن تنظيمَ القاعدة تنظيمٌ سياسي لا علاقةَ له بالإسلام سوى شكلاً، فهو يقوم على إستثمار بعض هذه العناصر ولكنه إنعطاف نوعي في ثقافة الإرهاب، فقادتُهُ لا علاقة لهم بالفقر والغربة بل هم قادةٌ لنظامٍ يريدون إنتاجه، هو نظامُ القطعِ مع الحداثة والديمقراطية والإنسانية، إنهم يستثمرون التخلخلَ في التيارات الدينية وعدم تبلورها الإسلامي العقلاني الديمقراطي ويحولونها للقطع مع التراكم النهضوي الذي تم خلال العقود السابقة، بالحفاظ على العناصر السلبية داخله وتأجيج العداء للحداثة والتقدم وتلاحم المجتمع الوطني في السعودية وتصحيح مشكلاته من خلال الأدوات الديمقراطية المتصاعدة النمو والمحافظة على الخريطة السياسية للبلد.
ولهذا فإن العنف هنا هو كون القاعدة كمنظماتِ ولايةِ الفقيه وكالصهيونية بلا مشروعٍ تحديثي ديمقراطي إنساني، فهي بلا قدرة على إستثمار التراكم الحضاري وتصعيده، بلا قدرة على تقدير كل المذاهب والطوائف والطبقات وتوجيهها نحو أهداف متقدمة مشتركة أسوة ببقية الأمم.
عملياتُ الرفض لكل التيارات الاسلامية المختلفة والتحديثية هو عنفٌ تسلطي كامل كامنٌ يتحول مع جذب الشباب المنفعل السطحي الوعي، وخلق التضادات الكلية في نفسه للغرب وللشرق غير المسلم غير النصوصي، وللتنوع الجنسي في المجتمع، وبتصعيد الذكورية لدرجة الهيمنة الكلية الباترة، حتى يغدو هذا الشباب عسكراً مستعداً لبرامج القتل.
هذه الفاشيةُ يمكن أن تنشأَ في مجتمعٍ متخلف أو متقدم، محولةً بعض الأفكار الثقافية في التاريخ العربي الإسلامي لمشانق كليةٍ ساحقة، وقادة الفاشية لا تنشأ من عناصر فقيرة، بل من عناصر غنيةٍ متسلطة، لا تؤمنُ بسياق التطور التحديثي الديمقراطي، وتلجأ للعناصر والقوى العامية اليائسة وتُدخلها في سياق الحرب ضد المجتمعات العربية الإسلامية المتجهة للتطور، وتستغلُ عقبات ومشكلات وإنفجارات هذا التطور، وتصورها كعجزٍ كامل وعدم إمكانية لهذه الثقافة ولهؤلاء الناس أن يتقدموا كبقية البشرية، لتعودَ بهم للوراء عبر سلطة دموية كلية.
إن العناصر الذاتية الثقافية الفاشية المجلوبة من التراث الإسلامي هي عناصر تُركبُ في سياقٍٍ آخر، والشكلانيةُ الشديدة التي تبدو عليها والتماثل مع الإرث وكأنها صوتُهُ الأمينُ هي لخداعِ البسطاء والجثوم على أجسادِهم وخطفهم من مجتمعاتهم ودينهم وتقدمهم في مشروع التطور الوطني، لأنها مؤسسة سياسية(قومية)عنصرية دموية، سواءً بإستغلالِ العرب أو الفرس، ولهذا حين تظهرُ كمؤسسةٍ رسمية يتكشف طابعها الحربي الموجه لبقية الأمم ولقوى شعبها التي لا تُذعن لمشروع الموت.
ولهذا فكلما تجمعت قوى التطور وعملت معاً وقامت ببرامج التغيير المتقدمة كلما تآكلت مثل تلك العناصر ولم تستطع إستغلال فشل جوانب من التحديث وأوجه القصور والتضارب في صفوف قوى النهوض سواءً في السعودية أو أي بلد عربي إسلامي آخر.
هذا هو الجانب من الكتاب المخصص عن القوى الدينية وفيه قسم كبير كذلك عن القوى التحديثية ولعله يكون لحديث آخر.



#عبدالله_خليفة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تطورُ التحديثِ في السعودية (2)
- تطورُ التحديثِ في السعودية
- الأزمةُ اليونانيةُ الاقتصادية السياسية والفكرية (2-2)
- أزمةُ اليونان السياسيةِ الاقتصاديةِ والفكرية (1-2)
- شموليات دموية
- الانصهارُ الوطني في النضال
- وعيٌ مقطوع الصلة بالجذور (3 -3)
- وعي مقطوع الصلة بالجذور (2)
- وعيٌ مقطوعُ الصلةِ بالجذور(1)
- تحولاتُ اليسارِ الإيطالي (2-2)
- تحولاتُ اليسارِ الإيطالي(1-2)
- الفقراءُ والفاشية الإيرانية
- تفكيكُ شعبِنا والأمة
- وعي اليسار في فرنسا (2-2)
- وعي اليسار في فرنسا(1-2)
- الوعي الفكري والسياسة في أمريكا
- مرحلة الانسلاخ من الفاشيات
- النضالُ المشتركُ بين العربِ والإيرانيين
- تنوع الأنظمة العربية الديمقراطي التعاوني
- الدساتيرُ والقلقُ السياسي


المزيد.....




- عداء قتل أسدًا جبليًا حاول افتراسه أثناء ركضه وحيدًا.. شاهد ...
- بلينكن لـCNN: أمريكا لاحظت أدلة على محاولة الصين -التأثير وا ...
- مراسلنا: طائرة مسيرة إسرائيلية تستهدف سيارة في البقاع الغربي ...
- بدء الجولة الثانية من الانتخابات الهندية وتوقعات بفوز حزب به ...
- السفن التجارية تبدأ بالعبور عبر قناة مؤقتة بعد انهيار جسر با ...
- تركيا - السجن المؤبد لسيدة سورية أدينت بالضلوع في تفجير بإسط ...
- اشتباك بين قوات أميركية وزورق وطائرة مسيرة في منطقة يسيطر عل ...
- الرئيس الصيني يأمل في إزالة الخصومة مع الولايات المتحدة
- عاجل | هيئة البث الإسرائيلية: إصابة إسرائيلية في عملية طعن ب ...
- بوركينا فاسو: تعليق البث الإذاعي لبي.بي.سي بعد تناولها تقرير ...


المزيد.....

- واقع الصحافة الملتزمة، و مصير الإعلام الجاد ... !!! / محمد الحنفي
- احداث نوفمبر محرم 1979 في السعودية / منشورات الحزب الشيوعي في السعودية
- محنة اليسار البحريني / حميد خنجي
- شيئ من تاريخ الحركة الشيوعية واليسارية في البحرين والخليج ال ... / فاضل الحليبي
- الاسلاميين في اليمن ... براغماتية سياسية وجمود ايدولوجي ..؟ / فؤاد الصلاحي
- مراجعات في أزمة اليسار في البحرين / كمال الذيب
- اليسار الجديد وثورات الربيع العربي ..مقاربة منهجية..؟ / فؤاد الصلاحي
- الشباب البحريني وأفق المشاركة السياسية / خليل بوهزّاع
- إعادة بناء منظومة الفضيلة في المجتمع السعودي(1) / حمزه القزاز
- أنصار الله من هم ,,وماهي أهدافه وعقيدتهم / محمد النعماني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية - عبدالله خليفة - تطور التحديث في السعودية (3-3)