أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - كريم محمد السيد - الرشول والقبول الاجتماعي














المزيد.....

الرشول والقبول الاجتماعي


كريم محمد السيد

الحوار المتمدن-العدد: 3883 - 2012 / 10 / 17 - 00:17
المحور: المجتمع المدني
    


الرشوة والقبول الاجتماعي
من الطبيعي ان تجد في بلدان اوروبا والغرب امرأة ورجل يتعانقان ويتبادلان العشق والغرام والتقبيل ويشعران بالحب كما لو انهما بغرفة نومهما, بل الاكثر من ذلك ان القانون يحمي من يتعرض لهما او من يتجسس ويسبب لهما القلق حتى, الا ان هذا الفعل في الشرق وخصوصا في البلاد العربية والإسلامية يشكل جريمة وفقا للاعتقاد الديني والقانوني وخدشا للحياء العام كما انه لا ينسجم والاعراف الاجتماعية والقبلية السائدة في تلك المجتمعات وبذلك فان الدين و القانون والاعراف الاجتماعية توفر ذلك الغطاء الذي يجرمهما, ولذا كانت الاعراف الاجتماعية تمثل رادعا يضاف للروادع الدينية والقانونية والتي يكون غرضها احاطة المجتمع بشيء من الالتزام بعدم هتك الحرمات والحفاظ على السكينة العامة والذوق العام وغيرها,
ان البوان الذي رأيناه في مثالنا اعلاه يشكل نقطه محورية من الضروري الالتفات اليها, اذ ان التجريم وعدمه يتفق ومبادئ الدين والقانون والعرف الاجتماعي وهذا ما دعانا للنظر في جريمة الرشوة التي تعتبر وجها من وجوه الفساد المالي التي تنخر مفاصل الدولة وتشكل ظاهره يسعى الجميع للحد منها ومن ثم القضاء عليها,
فكما معلوم ان الاسلام يحرم الرشوة جملة وتفصيلا وفقا لنص النبي المحمد (ص) في حديثة الشريف الصحيح والصريح "لعن الله الراشي والمرتشي.." , اما من الناحية القانونية فان الرشوة تعتبر من الجرائم المخلة بالوظيفة العامة, ورد النص عليها قانونا في الباب السادس (الجرائم المخلة بواجبات الوظيفة العامه) الفصل الاول (الرشوة) المواد (307-314) من قانون العقوبات العراقي رقم 111 لسنة 1969 المعدل والنافذ حدد الجريمة والعقاب لفاعليها وهذا هو البعد القانوني لجريمة الرشوة, الا ان الفارق يتمثل بعدم تجريمها اجتماعيا رغم اطلاقها كشعار من ناحية الا ان الواقع لا يؤيد ذلك جزما من ناحية اخرى,
اذ نلاحظ وبالرغم من تجريمها الديني والقانوني الا انها مقبولة اجتماعيا وضمنا (لأسباب عديدة) وهذا ما سبب طول عمرها مع قيام الحكومات العراقية المتعاقبة رغم فوارق تفشيها, , وربما ان من اسباب ذلك القبول تداخلها بالقيم البدوية وحب الغلبة والتنازع; فمثلا نرى ان الراشي يتحدث عن الرشوة احيانا وكأنها فعل طبيعي وعادي من دون ان يلاقي ردعا اجتماعيا حازما والحال نفسه يجري مع المرتشي الخائن للأمانة بل الادهى نرى ان المرتشي يكون بطلا و فاعل خير وصاحب نخوه لقاء قيامه بما ينفع المصالح الخاصة للأفراد والتي تعتبر من مهامه التي اؤتمن عليها وتعتبرا جزءا من واجباته الوظيفية, حينها سيكون ثمن هذا القبول رفع مكانة الفاسد شرعا وقانونا بزنبيل الاعراف الاجتماعية غير الصحيحة باستغلال ضعفاء النفوس لهذه المفاهيم الخاطئة,
زبدة الفكره لو ان المجتمع واجه الرشوة اجتماعيا وادخلها ضمن اطار تجريمها الديني والقانوني الصريح بالنصوص لكنا مبتعدين عن الرشوة بعدا كبيرا الا ان قبولها ضمنا هو من يدفع باستمرارها وتفشيها بالحجم الذي تتكلم عنه الجهات الرقابية في البلد وبعبارة اخرى لو ان المجتمع واجه قضية الرشوة كما يواجه قضية شرب الخمر والسفور او القضية التي ذكرناها بداية الحديث لكانت للرشوة شأن اخر, رغم ان التأكيد على تجريمها يكاد يكون اوسع نطاقا من القضايا التي اشرنا اليها,
لذلك لا يمكن للأفراد ان يأتوا افعالا تتنافى ومحرمات المجتمع بنواهيه وقبولاته, فمجتمع ما حين يحرم على افراده الامتناع عن شيء ما وفقا لطبيعته وما يعتقد فان تلك الافعال ستعتبر خروجا عن دائرة قبولات المجتمع وهنا سيلاقي النبذ و الدفع تجاه عدم سلامة التعامل بها,
والخلاصة ان الرشوه كوجه من وجوه الفساد لابد ان تواجه من المجتمع بوجه مشابه لمواجهته للقضايا الاخرى بل اشد من ذلك لانها خيانه للامنه وطريق لثراء المفسدين على حساب الاخرين اما بقاء الحال كما هو عليه سيكون كفيلا ببقاء الجريمة الاجتماعيه الى ما شاء الله, ولله تؤول عواقب الامور.



#كريم_محمد_السيد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الوظيفه الحكومية وانحراف الاهداف
- مالذي تمثلة شخصية الزعيم
- السياسيون والفقراء وماذا بعد
- السياسه ليست كل شيء
- قانون البنى التحتيه والخطى نحو المسار الامثل
- براءة المسلمين وكشق المستور
- ميناء مبارك وكل عام وانتم بالف خير
- سلاما سلاما
- الشعب يدفع الثمن مرة اخرى
- 11 ايلول والشرعيات المفترضه
- تناشز المدارس والوظائف في العراق
- الحكومات الاسلاميه ومشروع ضرب الاسلام بالاسلام
- الدستور والنظام البرلماني هل حققا طموحات العراقيين؟
- على طريقة المزرعه السعيده
- بين العجم والروم بلوه ابتلينا
- القمة الاسلاميه , سوريا وعناق وعراق
- العراق ابو كملة بكعه 2
- العراق ابو كَمله البكَعه 1
- تاملات فيلسوف كهربائي حاذق!
- كلامكم بوادي وافعالكم بوادي اخر!


المزيد.....




- الأمم المتحدة تدين الأعمال العدائية ضد دخول المساعدات إلى غز ...
- الإمارات تدين اعتداءات مستوطنين إسرائيليين على قافلة مساعدات ...
- السفير ماجد عبد الفتاح: ننتظر انعقاد الجامعة العربية قبل الت ...
- ترحيب عربي وإسلامي بقرار للجمعية العامة يدعم عضوية فلسطين با ...
- سفير فلسطين بالقاهرة: تمزيق مندوب إسرائيل بالأمم المتحدة ميث ...
- هل تعاقب واشنطن الأمم المتحدة لاعتمادها قرار -عضوية فلسطين-؟ ...
- صورة السنوار وتمزيق الميثاق.. ماذا فعل مندوب إسرائيل خلال جل ...
- فيديو.. مندوب إسرائيل يمزق ميثاق الأمم المتحدة بعد الاعتراف ...
- فيديو.. السفير الإسرائيلي يمزق ميثاق الأمم المتحدة
- رئيس بعثة الجامعة العربية بالأمم المتحدة: قرار الجمعية العام ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - كريم محمد السيد - الرشول والقبول الاجتماعي