أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أسعد العزوني - دموع الصياد وضمير المجتمع الدولي














المزيد.....

دموع الصياد وضمير المجتمع الدولي


أسعد العزوني

الحوار المتمدن-العدد: 3798 - 2012 / 7 / 24 - 15:26
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في برنامجها اليومي بعنوان" صباح الغد" غردت المذيعة اللبنانية المتميزة في اذاعة صوت الغد الأردنية ،جيسي أبو فيصل ،وروت قصة معروفة وهي أن صيادا كان يقوم بمهامه المعتادة في يوم ريح مغبر ،وأن الغبار دخل عينيه ،اللتين استجابتا بصورة طبيعة للدفاع عن الذات فانهمرت دموعه لغسل عينية من الغبار ،واستمر في اطلاق النار من بندقيته على العصافير .
واثناء ذلك لمحه عصفور وقال لصاحبه :ما أروع هذا الصياد انه يبكي علينا ،بمعنى أنه رحيم عطوف ودود يخاف الله ،لكن العصفور الثاني رد عليه:لا تنظر الى دموعه ،بل انظر الى ما يفعله بنا،بمعنى لو أنه رحيم عطوف لتوقف عن اطلاق النار علينا وقتلنا ومن ثم ذبحنا لنصبح وجبة دسمة على مائدته يتلذذ هو وزوجته وابناؤه وربما جيرانه وضيوفه على لحمنا المحمر الطيب.
أحسنت المبدعة دائما جيسي أبو فيصل صنعا ،بايراد هذا المثل الذي ينطبق علينا ،ولكن ليس بالنسبة للصياد والعصافير ،بل بما يجري في الوطن العربي ،وعلاقة ذلك بضمير المجتمع الدولي ، هذا المجتمع الذي يتباكى ليل نهار على معاناة الشعوب العربية" المظلومة" ،ولكن بصورة انتقائية في المشهد الانتقائي أيضا ،اذ أنه تباكى على الشعب الليبي ولم يحرك ساكنا بالنسبة لمجازر الرئيس اليمني المخلوع علي عبد الله صالح في اليمن ،حيث شلالات الدم والتقتيل بالجملة ،كما أنه لم يحرك ساكنا بالنسبة لمجازر الرئيس المصري المخلوع حسني مبارك ضد الشعب المصري وما جرى يوم موقعة الجمل والفرس والدبابة اياها التي قيل أنها خرجت من السفارة الأمريكية او الاسرائيلية لا فرق لتقوم بدهس الثوار المصريين.
وها نحن نشهد هذه الأيام صورة تباكي أشد من غريبة من قبل المجتمع الدولي الذي يسمع الصرخة التي يريد سماعها ويرى المجزرة التي يتخيل وجودها ويرغب فيها ،بيد أنه يصم آذانه ويعمي عيونه ويسد كافة مسامات جسده بالصمغ الاسرائيلي عندما يتعلق الأمر بما لا يرغب هو أو اسرائيل بسماعه او رؤيته.
هذه الأيام يتباكى المجتمع الدولي جدا وعلى مستوى الرئيس الأمريكي الديمقراطي باراك حسين اوباما وبقية الرؤساء وصناع القرار الغربيين على مصير ومعاناة الشعب السوري ،ويتخوفون من قيام النظام بقصفه بالأسلحة الكيماوية.
لعمري أن هذه هي قمة المأساة وموت الضمير وعدم الاحساس ،ومع الأسف أن ذلك يحصل ليس من قبل مارقي طريق أو قطاع طرق ،أو من لا شأن لهم بمصير العالم.فما يجري من موات الضمير صادر عن صناع القرار في العالم ومن يتحكمون بمصيره.
أرجو أن لا يفهم أنني ادافع عن النظام في دمشق ،ويرتاح ضميري لعذابات الشعب السوري، أبدا ،فلست مع النظام الذي لم يحارب اسرائيل وصمت عن احتلال الجولان،كما أنني لست مع هذا الحراك الذي هب فجاة دون سابق انذار ،ووجد التأييد الدولي له ملفوفا بورق السوليفان المذهب. الوضع مختلف،فالمجتمع الدولي لم يحرك ساكنا لردع اسرائيل وانصاف الشعب الفلسطيني ،كما أنه لم يحرك ساكنا لنجدة أهل العراق الذين يقتلون ويذبحون بالعشرات يوميا وباتوا يعيشون عيشة لا ترضى بها أدنى مخلوقات الله مع أن العراق شاهد كبير على حضارة المنطقة وقد كتبوا بالحرف عنما كان الغرب أميا ومارسوا الري والزراعة عندما كان الغرب عاريا في الغابات وعرفوا معنى العدل بالقانون ابان مرحلة صكوك الغفران في الغرب.
الغرب أيضا لم يلتفت لمعاناة الشعب السوداني الجائع الذي قضموا منه جنوبه وأسسوا فيه دويلة تابعة لاسرائيل،كما أن الغرب لم يتدخل لصالح الشعوب المظلومة الخرى وما أكثرها.
القصة هنا لا تتعلق بالعدل أوبحقوق الانسان ،وأعني بذلك ما يحدث في سوريا ،اذ أن النظام لم يتغير منذ مرحلة الأب الى عهد الابن ،وبالتالي فان الموقف الدولي من سوريا يتعلق بموقف هذا النظام ليس من اسرائيل بل بالموقف من ايران وحزب الله ،ولو أنه قبل قطع علاقته بهاتين الجهتين لكوفيء بتسليمه لبنان مجددا وعلى طبق من الماس .
ثم ان القضية لا تتعلق بالمجتمع الدولي وحده بل هناك من يحاسب في العالم العربي أيضا ،هذا العالم الذي يستكلب على من يستكلب عليه الغرب ،ويصمت بل ويهلل لمن يهلل له الغرب ،فهذه المعادلة يجب أن تنتهي عند هذا الحد ونتبع طريقا آخر نجبر فيه الغرب على اتباعنا وليس ذلك صعبا.
انهم صمتوا عن اسرائيل لكنهم كما النار في الهشيم ضد النظام السوري الذي كان شريكهم في الأداء المتعلق باسرائيل.آن الأوان لاعمال العقل وتفعيل الفكر فليس كل من بكى أو تباكى علينا أحس بنا .كما قال عصفور جيس أبو فيصل.



#أسعد_العزوني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الاسرائيليون يحرقون أنفسهم ...وامصيبتاه!
- افلاس السلطة الفلسطينية ماليا..ماذا يعني؟
- حالات التحول من النعاج الى الغضنفر..الربيع العربي
- جامعة -الروموت كونترول-
- تسميم عرفات..ماذا بعد؟
- مصر التي في خاطري
- العراق ..ديمقراطية الدم
- الاسلام السياسي قادم ..فراقبوه
- العرب ارتضوا بالتوحد عوضا عن الوحدة
- السلام والخل الوفي
- سحقا ل-ثورات - العرب
- التحرش الاسرائيلي بالأردن ..لماذا؟
- عندما تستجيب الحكومات العربية لضغوطات - ميمري- ..أين السيادة ...
- ربيع ..لكن بزهور أمريكية
- مهزلة القرن
- توراة الملك
- نكتب لفسطين دفاعا عن الأردن
- شلومو زند...وشهد شاهد من أهلها
- فيلتمان..حجر الصد لمنع حصول الفلسطينيين على اعتراف بدولتهم ف ...
- -ميمري- ينتهك حقوق الانسان ويضلل الرأي العام الغربي


المزيد.....




- زرقاء اليمامة: قصة عرّافة جسدتها أول أوبرا سعودية
- دعوات لمسيرة في باريس للإفراج عن مغني راب إيراني يواجه حكما ...
- الصين تستضيف محادثات مصالحة بين حماس وفتح
- شهيدان برصاص الاحتلال في جنين واستمرار الاقتحامات بالضفة
- اليمين الألماني وخطة تهجير ملايين المجنّسين.. التحضيرات بلسا ...
- بعد الجامعات الأميركية.. كيف اتسعت احتجاجات أوروبا ضد حرب إس ...
- إدارة بايدن تتخلى عن خطة حظر سجائر المنثول
- دعوة لمسيرة في باريس تطالب بإلإفراج مغني راب إيراني محكوم با ...
- مصدر يعلق لـCNNعلى تحطم مسيرة أمريكية في اليمن
- هل ستفكر أمريكا في عدم تزويد إسرائيل بالسلاح بعد احتجاجات ال ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أسعد العزوني - دموع الصياد وضمير المجتمع الدولي