أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - حسين القطبي - اكتشاف اسمه الديموقراطيه














المزيد.....

اكتشاف اسمه الديموقراطيه


حسين القطبي

الحوار المتمدن-العدد: 1071 - 2005 / 1 / 7 - 08:56
المحور: العولمة وتطورات العالم المعاصر
    


عندما وصلت الكهرباء الى بلدان الشرق وصفت باللعنه، خصوصا بعد ان حصدت بضع نفوس بريئه، وغيرت الليل والنهار، سنة الله لتنظيم ساعات العمل والنوم في بلاد الشمس الساطعه.
وعندما دخلت السياره، ودهست بعض ارواح بريئه، نفر منها الكثير واعتبروها من علامات الساعه.
وهكذا كان استقبال الراديو، و التلفزيون الذي حرم، وحتى اخبار غزو الفضاء والوصول الى القمر، وهو مفصل اختراعات رغم انها لم تصلنا بعد، وما زالت في عداد "الاخبار". بل حتى موجة الازياء الغربيه التي كانت تنقلها المجلات القديمه، وقصات الشعر حيث تزيى الرجال بزي النساء وصفت بانها سكرات "اخر الزمان".
كل ما منع من الوصول قد وصل، بل وصار في هذا الزمان من شواخص الحياة الطبيعيه في الشرق، والتي لايمكن العيش لنا بدونه، بعضه ما اقتنعنا بجدواه وبعضه ما لم نقتنع.
والديموقراطيه تقبل اليوم، باعتبارها اكتشاف انساني اخر، قد ينسب لعلم الاجتماع، او السياسه، الا انها تمد رأسها كاطلالة الكهرباء الاولى، وكانسياب اول حافله، او وشة اول تلفزيون، يعارضها الرجال الذين جبلوا على الوفاء للقيم الاجتماعيه، والموروث الثقافي للامه كالعاده، يقابلوها بالتكفير ايضا، وبدعوات "التفسخ" و "نهاية التأريخ"، ولكني اراها واقعة، راسخه لن يستطيع الشرق في المستقبل القريب التخلي عنها، او العيش بدونها شأنها شأن التلفون والطائره والوقود وغيرها. وستقوم الديمقراطيه شأنها شأن الادويه والمستحضرات الطبيه بصيانة حياة حتى اولئك الذين يعارضوها.
من اجل الديموقراطيه فقد الكثير ارواحهم، من شرطة عند ابواب المراكز او على مداخل المدن، الى افراد الحرس الوطني، الى الصبيه والصغار الذين يلهون في اماكن تستبيحها السيارات المفخخه والقذائف التي تطلق على مراكز المدن المكتظه.
عارضها رجال دين يدعون بان الله لا يستسيغ سماع هذه الكلمه، وحولوا المساجد الى ترسانات لمحاربتها كونها تتناقض مع الموروث الديني الحنيف.
حاربها القوميون الذين مازالوا يقامرون على الجواد الكسيح في سجن المطار باعتبارها تهديدا لوحدة الكلمه، وتفتيتا للقيادة المركزية الصارمة التي نحتاجها في حربنا الازليه ضد بقية القوميات.
نطاردها نحن، يطاردها التخلف وركام الموروث من حكومات الظلام وعهود سيطرة العقلية الاحادية المتجذره في قيمنا.
نحاصرها بضراوة، بعدم فهمنا، وقلة خبرتنا في ممارستها، بل وبالفطرة التي جبلنا عليها، من عبادة الفرد وتقديس مبادئ القوه واولويه التصادم على الحوار العقلاني، وذكورياتنا المفرطه بالزهو، والتي لا يمكن فصلها عن سايكولوجيتنا.
لكنها، الديموقراطيه، لها صبر المهاتما غاندي، وسماحة الام تريزا وعنفوان تسونامي، تهدر في هذه اللحظة على مضاربنا، لن تصدها متاريس حارث الضاري، ولا فلسفة القرضاوي، ولا حتى محركيهم، من لاعبي الدقائق الاخيره في العواصم المجاوره، تكنس في طريقها اوساخ مجتمعنا، لتهنأ بصفائها الاجيال التي تأتي بعدنا، وليذكر كتـَاب المستقبل كل هذه الايام بسخريه على انها بدايات دخول ثمة اكتشاف جديد الى الشرق جوبه بالرفض اسمه الديموقراطيه.



#حسين_القطبي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سنه اولى انتخابات
- متى تشترك ايران في دورة الخليج
- الحق و الانتخابات، سؤال...ـ
- وزيرتـنا ورده
- موضة الهجوم على الاكراد
- حزب للاكراد الفيليه .. لماذا؟
- هل تحب القتل؟
- شيخوخة الفكر القومي
- ما بين مقتدى الصدر وكاظم الساهر
- انتخاب رئيسان
- كركوك .. السؤال الغريب
- لكي لا تتحول الحوار المتمدن الى كتابات
- فضائيةايلاف، حشوة جديده للذهن العربي
- شرق اوسط .. حقنه
- سباق الغزالة والسلحفاة، الغرب والشرق
- بيوت المهجرين .. ورمضان
- اكتشاف امه جديده في العراق
- اين السوبروطنيين العرب ؟
- الاستقلال، ما الذي يجنيه الاكراد؟
- من يدفع الاكراد لل-ثأر-؟


المزيد.....




- كيف تمكنّت -الجدة جوي- ذات الـ 94 عامًا من السفر حول العالم ...
- طالب ينقذ حافلة مدرسية من حادث مروري بعد تعرض السائقة لوعكة ...
- مصر.. اللواء عباس كامل في إسرائيل ومسؤول يوضح لـCNN السبب
- الرئيس الصيني يدعو الولايات المتحدة للشراكة لا الخصومة
- ألمانيا: -الكشف عن حالات التجسس الأخيرة بفضل تعزيز الحماية ا ...
- بلينكن: الولايات المتحدة لا تدعم استقلال تايوان
- انفجار هائل يكشف عن نوع نادر من النجوم لم يسبق له مثيل خارج ...
- مجموعة قوات -شمال- الروسية ستحرّر خاركوف. ما الخطة؟
- غضب الشباب المناهض لإسرائيل يعصف بجامعات أميركا
- ما مصير الجولة الثانية من اللعبة البريطانية الكبيرة؟


المزيد.....

- النتائج الايتيقية والجمالية لما بعد الحداثة أو نزيف الخطاب ف ... / زهير الخويلدي
- قضايا جيوستراتيجية / مرزوق الحلالي
- ثلاثة صيغ للنظرية الجديدة ( مخطوطات ) ....تنتظر دار النشر ال ... / حسين عجيب
- الكتاب السادس _ المخطوط الكامل ( جاهز للنشر ) / حسين عجيب
- التآكل الخفي لهيمنة الدولار: عوامل التنويع النشطة وصعود احتي ... / محمود الصباغ
- هل الانسان الحالي ذكي أم غبي ؟ _ النص الكامل / حسين عجيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المثقف السياسي بين تصفية السلطة و حاجة الواقع / عادل عبدالله
- الخطوط العريضة لعلم المستقبل للبشرية / زهير الخويلدي
- ما المقصود بفلسفة الذهن؟ / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - حسين القطبي - اكتشاف اسمه الديموقراطيه