أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - موفق الرفاعي - تراتبية الخراب العراقي














المزيد.....

تراتبية الخراب العراقي


موفق الرفاعي
كاتب وصحفي

(Mowaaffaq Alrefaei)


الحوار المتمدن-العدد: 3366 - 2011 / 5 / 15 - 12:34
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تراتبية الخراب العراقي
موفق الرفاعي
بينما تزداد وتيرة الصراخ في اكثر من بلد عربي وتتصاعد معها المطالب، يكتفي العراقيون بالأنين.
هل تُراهم ناموا على أمل الاستيقاظ بعد انقضاء مهلة المائة يوم فيجدون عراقا مثل اليابان او في الاقل مثل ماليزيا!؟
تظاهرات ساحتي التحرير في بغداد والرمادي، وساحة الاحرار في الموصل.. تنكمش، وتضيق معها السجون بالمعتقلين.
الشوارع يسيطر عليها الذئاب والمنطقة الخضراء تعج بالفاسدين واللصوص والمزورين.
حين يتقمص المزور دور نائب في البرلمان وينتحل اللص صفة وزير في الحكومة، فليس من المستغرب ابدا ان ينشيء رجل الدين مزرعة للرؤوس الآدمية المقطوعة بدلا من مزرعة لرؤوس البصل.
انه الاستثمار بالموت.. اقرب الطرق الى السلطة والثروة والجاه.
المليشيات تنشيء الفضائيات من اجل ان ترفع مناسيب البلاهة في البلاد عبر استخدامها المخلفات التاريخية وتُصدر الصحف من اجل استخدامها في لف الفلافل او فضلات الطعام.
انها في كلا الحالتين تقدم للشعب حلولا سحرية لتدوير النفايات.
الظلاميون يفتشون في صدور الناس عن السؤال باعتباره هاجسا يدفع الى البناء الذهني الحداثوي ليس خشية على الذهنية التعميمية ان تصاب بانزلاق تنويري فحسب انما ايضا لان السؤال لغير صاحب العمامة.. مذلة.
انها تنمية التخلف التي يراد لها ان تسبق كل تنمية اخرى من اجل احتكار البقاء.
مفكرون ومحللون سياسيون وصحفيون يُطِلون من على شاشات الفضائيات يتحدثون في قضايا البلاد ببلادة فذة فلا تكاد تفقه شيئا مما يقولون.
رطانة فارغة وشيزوفرينيا لغوية....
شعراء انفًضّ جمهور الشعر من حولهم فصاروا حين يعقدون مهرجاناتهم يتداولون القراءة والالقاء والاستماع، فشعرهم شورى بينهم.
مهرجان المربد مثلا....
ادباء ومثقفون وكتاب يطبعون كتبا تغلب عليها البلاغة، - معذرة.. البلاهة- يوزعونها بالمجان (اهداء...) فلا يقرأها احد، ويتبادلون نقدها فيما بينهم في الصحف غير المتخصصة وفق (مبدأ) "شيلني واشيلك" ذائع الاسخدام في هذه الايام.
إنها فانتازيا الاحتضار.
***
بانتظار الانسحاب الامريكي الوشيك نهاية هذا العام الكل يعيد تشكيل نفسه ويغير مواقعه مثلما يغير مواقفه كي لا يبقى في العراء ليتلاءم مع مرحلة مابعد الانسحاب التي اعتقد جازما انها ستكون مرحلة ساخنة على مشارف شتاء قد لا يأتي الا والعراق غير العراق.
فَرِحوا بمقتل اسامة بن لادن الذي كانت حركته توفر لهم الذرائع للقمع والاعتقالات وللاتهامات وللاجتثاثات وكان الاجدر بهم ان يحزنوا فقد اسدل الستار على رجل كان دوره يصب في مصلحتهم.
البلاد على مفترق الهاوية وهم يتنافسون فيما بينهم أيهم يصبح وزيرا لوزارة امنية، واكاد اجزم ان الحلقة المفرغة التي يدورون فيها اليوم ستضيق عليهم بعد ان تمتليء كروشهم تماما ليتوقفوا عن الدوران ويُسلّموا في النهاية بحكومة جميع اعضائها شخص واحد يُدعى نوري المالكي. فمهلة المائة يوم اوشكت على الانقضاء وتهديدات المالكي بحل الحكومة والبرلمان وربما حتى الهيئات المستقلة لعبة يجيدها حزب الدعوة.
الشعب.. يريد اصلاح النظام ويريد الخدمات ويريد محاربة الفساد ويريد الافراج عن المعتقلين ويريد الكهرباء ويريد معرفة اين اختفت الاربعمائة مليار دولار وان كان البعض يبرر اختفاءها انها تحولت الى علف في حضائر المنطقة الخضراء.
هكذا بدأت التظاهرات في شباط قبل ان تتحول الى الشعب يريد رحيل الحكومة وبعدها الشعب يريد اسقاط النظام.
- لا بأس عليك ايها الشعب الطيب انتظر انقضاء المهلة التي وعد رئيس الحكومة بان يجعل خلالها من العراق اعجوبة تضاف الى عجائب الدنيا.
الم يقل قبل اسابيع "إن بلدنا الآن الاكثر استقرارا وأمنا في المنطقة، وأن هناك سلبيات ولكن كل شيء وضع على الطريق الصحيح وما هي الا فترة قليلة ويكتمل كل شيء".
و"أن البلد اليوم يستقر على حالة يغبط عليها ولا أقول يحسد وهناك من يسألوننا كيف استطعتم مواجهة كل تلك التحديات ووقفتم، ونحن نجيبهم بالصبر والصلابة والوعي على المخاطر..".
وقتها كانت الاجساد البريئة تتطاير بفعل التفجيرات والارواح تزهق بكواتم الصوت وبالعبوات ناسفة ولاصقة.
وهل كان يعني بـ(الفترة القليلة) فترة المائة يوم؟
لكنها يا دولة الرئيس ليست فترة قليلة لأن يومها عند الشعب كألف سنة مما تَعُد من شدة المعاناة وتراكم المآسي...!
واؤلئك (الحساد) هل هم من كوكب اخر غير كوكب الأرض جاؤوا تنقلهم الصحون الطائرة يسألون عن الوصفة السحرية الناجعة ليعودوا بها فيطبقونها في كوكبهم التي تمزقه الاضطرابات!؟
ام انهم ربما كانوا رؤساء دول عربية يوشكون على الرحيل وعجزوا عن منع (الاضطرابات) في بلدانهم فجاؤوه يستفتونه وليقفوا على اخر الابتكارات القمعية التي استخدمتها اجهزتك العسكرية والامنية في اجهاض انتفاضة شباط فينقلونها الى بلدانهم!؟
نلقاكم بعد انقضاء مهلة المائة يوم... تصبحون على مجهول.



#موفق_الرفاعي (هاشتاغ)       Mowaaffaq_Alrefaei#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الدعوة إلى نبذ الطائفية، -بينَ الجدِ والهزلِ-
- كيانات مؤدلجة لديمقراطية ليبرالية.. كيف!؟
- مأزق العملية السياسية في العراق
- في ذكرى سقوط جدار برلين..
- وهم الحرية الصحفية في العراق.. وهم الديموقراطية
- المشروع الاستراتيجي الإيراني وواقع الأنظمة العربية
- مأساة الصحفي العراقي في ظل (دولة القانون)
- الهوية الوطنية بدلا من الطائفية.. لعبة الانتخابات العراقية ا ...
- في خريطة الانتخابات العراقية المقبلة
- خياران امام الحكومة.. الكشف عن المجرمين او الاستقالة
- خطاب اوباما في جامعة القاهرة.. -الموضوع الرابع-
- الصحافة العراقية.. مخاطر ومسؤوليات
- وزير التجارة والصحافة.. علاقة محتدمة
- -مناطق مقتطعة- واخرى -متنازع عليها-.. بين مَن ومَن!؟
- العراقيون.. من سينتخبون هذه المرة..!؟
- ما بين غزة والعراق
- مرحلة (ما بعد غزة)
- عن غزة التي تذبح وسط صمت مريب.. مجرد سؤال!!
- الانتخابات المقبلة في العراق.. الطموح والواقع
- دلالات الحذاء العراقي.. من «أبو القاسم الطنبوري» حتى «منتظر ...


المزيد.....




- من أجل صورة -سيلفي-.. فيديو يظهر تصرفا خطيرا لأشخاص قرب مجمو ...
- من بينها الإمارات ومصر والأردن.. بيانات من 4 دول عربية وتركي ...
- لافروف: روسيا والصين تعملان على إنشاء طائرات حديثة
- بيسكوف حول هجوم إسرائيل على إيران: ندعو الجميع إلى ضبط النفس ...
- بوتين يمنح يلينا غاغارينا وسام الاستحقاق من الدرجة الثالثة
- ماذا نعرف عن هجوم أصفهان المنسوب لإسرائيل؟
- إزالة الحواجز.. الاتحاد الأوروبي يقترح اتفاقية لتنقل الشباب ...
- الرد والرد المضاد ـ كيف تلعب إيران وإسرائيل بأعصاب العالم؟
- -بيلد-: إسرائيل نسقت هجومها على إيران مع الولايات المتحدة
- لحظة تحطم طائرة -تو-22- الحربية في إقليم ستافروبول الروسي


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - موفق الرفاعي - تراتبية الخراب العراقي