أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نهار حسب الله - عصفورة في ميدان الحرب والقلم.. قصتان قصيرتان














المزيد.....

عصفورة في ميدان الحرب والقلم.. قصتان قصيرتان


نهار حسب الله

الحوار المتمدن-العدد: 3290 - 2011 / 2 / 27 - 23:07
المحور: الادب والفن
    


عصفورة في ميدان الحرب
دخلت معسكر التدريب العسكري وانا مدجج بانواع الاسلحة والدروع، عُزلت عن العالم الخارجي، غيبت بين الكتل الكونكريتية والاسلاك الشائكة والخنادق الرملية... لا أسمع إلا لغة الاوامر العسكرية الصارمة.
لم أكن أرغب بالدخول الى ذلك الميدان الجاف والخالي من انغام موسيقى نصير شمة وأشعار الجواهري وأقداح عديدة من القهوة البرازيلية والعديد من الاحاسيس التي اشعر ان وجودي صار مرتبط بها، غير ان مشقة الحياة اجبرتني على مغادرة ذلك العالم الجميل.
لم اتخيل يوماً ان يكون لي اصدقاء داخل هذا الميدان الحربي، إلا تلك العصفورة الصغيرة التي أراها صباح كل يوم... كنت اناولها ما تيسر من الخبز لتسد رمق جوعها ولتقبل ودَ صداقتي في هذه الاجواء المريبة.
مرت الايام.. وبدأت اشعر بمحبة عميقة بدأت تنمو بيني وبينها، حتى بات اسم الصبح يعبر عنها.. كنت اشعر انها تراكم تلك الاحاسيس الجميلة التي افتقر إليها الان.
بدأت العصفورة تألفني اكثر فأكثر وباتت تأكل من يدي غير آبهة بمخاطر الاسلحة التي احملها.. تأكل من فمي وتحلق في السماء وتعلن عن إطلالة صباح جديد فيه بصيص امل قد يخفف الرهبة التي بداخلي..
اشعل فتيل المعركة.. من دون سابق إنذار..
ظرف طارئ حولني من معسكر التدريب الى الخطوط الاولى في ساحة الحرب أو ما يعرف بخطوط الموت.
رصاص في كل مكان.. دخان واشلاء واصوات مدفعية تدك القلب.. جثث هنا وهناك.. رائحة دم استشرت في المكان وسرعان ما تحول لون الارض الى اللون الاحمر.
لم أكن آبهاً للاخطار من حولي.. وإنما تركز قلقي على تلك العصفورة الصغيرة التي ابحث عن اي خيط يوصلني إليها في هذه الفوضى ابحث عن ريشة تعود إليها..
يأخذني التفكير إلى عالم آخر ابتعد بمخيلتي أكثر واتناسى جوّ الدمار من حولي.. تنبهت لصوتها بين اصوات الرصاص.. وفوجئت بأن صعفورتي تمارس دور السلام في المعركة وتنقل السنابل الى الجرحى وتعطر جثث الشهداء بباقات من الياسمين.

القلم
اجتمع عدد من الاكاديميين والمثقفين في جلسة نقاشية لاختيار رمز للسلام بغية رفعه بوجه العنف والارهاب.
اقترح الاول اغصان الزيتون التي كانت ومازالت تمثل السلام في مجمل شعوب الارض.
فيما اقترح الثاني رفع الرايات البيضاء..
وطرح آخر فكرة رفع ريشة معللاً الاسباب قائلاً:
-ان الريشة من وسائل الكتابة الاولى وقد ساهمت في صناعة وتدوين اول وثيقة مختصة بحقوق الانسان وتشريع القوانين الانسانية التي صارعت العنف، غير انها الوسيلة الافضل التي تجيد التعامل مع الالوان فضلاً عن كونها دليل محبة وسلام وطمأنينة واعتمادها شعاراً أفضل من أغصان الزيتون والرايات البيض.
أيدَ الحاضرون هذا المقترح واصفينه بالروعة والفكرة الانسب بين الافكار المطروحة.
إلا ان الكاتبة (ميادة مراد) انتفضت بشدة واستياء حاد واصفة الريشة برمز السلام المزيف كونها تشكل مفصلاً مهماً لدى الطيور وانتزاعها يعد مظهراً من مظاهر العنف تجاه ذلك الكائن المسالم وقد يكون لهذا العنف سبباً في حرمانه من الطيران مدى حياته.
واقترحت ان يكون القلم شعاراً لأمتلاكه القدرة على ردع وتدمير قوى الشر والظلام ويكتب عالم الحب والشعر ويعمل على توطيد العلاقات الانسانية.
صفق الجميع بحرارة... معتمدين القلم شعاراً لهم.



#نهار_حسب_الله (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صور..قصص قصيرة جداً
- الباحثات عن الحب.. قصص قصيرة جداً
- دماء كنيسة سيدة النجاة بريشة فنانة عراقية
- ستة قصص قصيرة جداً
- الالوان.. قصص قصيرة جداً
- قصص خبرية ساخرة
- كلب الملك وحكمة دجلة.. قصتان قصيرتان
- عذراً ياسيدي ابليس وثوب الزفاف.. قصتان قصيرتان
- صلاة الميت.. قصة قصيرة
- ألم أم وغائبون.. قصتان قصيرتان
- العقل وقانون السكوت.. قصتان قصيرتان
- قصتان قصيرتان جداً
- قرارات.. قصرة قصيرة
- 5 قصص قصيرة جداً
- 3 قصص قصيرة
- سبع قصص قصرة جداً
- ثلاث قصص قصيرة جداً
- الساعات .. قصص قصيرة جدا
- قصص الدقيقة الواحدة
- ثمانية قصص قصيرة جداً


المزيد.....




- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نهار حسب الله - عصفورة في ميدان الحرب والقلم.. قصتان قصيرتان