أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - مرتضى الشحتور - لبن الحمير














المزيد.....

لبن الحمير


مرتضى الشحتور

الحوار المتمدن-العدد: 3204 - 2010 / 12 / 3 - 11:14
المحور: كتابات ساخرة
    


يبدو ان هذا الزمن جاء ممهورا بلمسات الحمير ، فقد بينت تقارير طبية ان افضل انواع كريمات ومساحيق التجميل واغلاها طبعا هي تلك التي تعد من حليب الحميرومشتقاته.
وكلما قلت نسبة كمية المواد المضافة وكان الحمارسليل عرق اصيل ( كديش اصلي) كانت المساحيق قادرة على اعطاء بشرة الجميلات من الفنانات والممثلات وبائعات الهوى لونا ساحرا و طبيعيا وجذاباومثيرا .
وقد لاحظت غير واحد يحلب انثى الحمار ويشرب لبنها ويكرعه كرعا كما لو انه يشرب حليب الغزلان.
لااعلم ان كانت كل مساحيق التجميل التي تتداولها نسائها وفناناتنا وزميلاتنا والتي تستدعي اطراءنا او حتى تثير فتنتنا هي منتج اصلي من مشتقات الحمير؟؟
ثم وقريب من هذا المعنى وفي نفس الاتجاه فقد كنت من اشهر،وتحديدا في قيض اب الماضي ،كنت راكبا الطريق الدولي العام اخذا سمتي الى بغداد الحبيبة وقد فوجئت وما فوجئت بانقطاع السابلةوارتباك المشهد وتعقد الموقف.
خضت مع الخائضين وتباحثت مع الواقفين الناقمين والمشدوهين وبعد التي واللتيا حصلت فسحة امل !
انجلت الغبرة وتبين ان ثلاثة حمير اتخذت من مقدمة الدرب موقفا لها فوقفت قريبا من بعضها وباتجاهات متقاطعة ومتعاكسة ومشاكسة وكل حمار ثبت في مكانه ولم يتزحزح عنه قيد انملة كانه صنم او كتلة كونكريتية ولم يعط اي حمار منها لاخر و لاحد اذنا صاغية .
كل حمار من الحمير الثلاثة وقف كالصنم لايتحرك ولايتزحزح غير عابيء بشدة القيض ولامكترث بتوسلات الناس لاطلاق العملية وافتتاح السير.
ثم كانت لدينا رهبة حقيقية خشينا ان يحدث مكروه فالطابور امتد وتمدد والسخط اشتد وتشدد .
ولكن الحمير الثلاث ابت ان تغادر مواقعها او تغير مواقفها .
بدئنا نبحث عن طرق اخرى وحلول اخرى.
قال صاحبي الذي تحلل في الحوض الخلفي من السيارة ؟
ليس في الافق حل لمواجهة تعنت الحمير واظن ان علينا ان نتوسل السماء عسى ان صاعقة تنزل فتضرب فتريح منهم العباد وتخلص منهم البلاد.قلت انك تدعوا الى الموت ونحن شعب اتخم موتا علينا ان نتوسل الحياة؟
اطلب الحياة حتى لمن يوزعون علينا الجحيم!!
وقلت ان وقوفنا وراء الحمير امر لامفر منه ؟
الحمير تتصدى للقيادة شئنا ام ابينا! وشاءت ام ابت !لديها صفات القيادة .
فهي اعدت لمهمة استثنائية .
الحمير تجر العربات وتتقدم الرجال صحيح اننا ندفعها بسياطنا ونحثها باصواتنا لكنها تظل تقود المركب وتتسيد المشهد فالعربة لاتتقدم على الحمار والحوذي يجلس في مكان علي عند خلفية الحمار.
اذعن صاحبي سريعا لفكرة التسليم لقيادة الحمير.
وبعد ذلك راجعنا القضية وحاولنا تفكيك رموزها ثم اخضعنا الامر الى معادلات ومعايير ونقاط واساطير. وربطنا فكرة ان يكون حليب الحمارقد دخل موائدنا وقد ارضعته امهات بعض قومنا ؟
واستعذنا وخفنا وكرهنا الفكرة رغم قبولنا ؟وعدت اخفف غلوائي.
استعنت بذاكرتي .
ومما حفظت من ايام صباي.
ان في اطراف قبيلتنا ثلاث ولدان ولدوا خرسان وذات صباح طرق اعرابي جليل دار الحاج ابوسعيد ( والد الخرسان)؟
وكان ان عرف الامر فنصح هذا الضيف ابا سعيد بما يلي.
قال والله انني اشفق عليك فالامر اهون والخطب ايسر؟كان من الممكن ان يكونوا ناطقين مفوهين بمبادرة صغيرة لاتحتاج الى عناء كبير!
بهت ابا سعيد وقال مقررا؟
تلك مشيئة الله ياضيف الله؟ قال الضيف والله لو انك لم ترضع صغارك لبن ام سعيد لاختلف الامر.
وصادف ان ام سعيد كانت حاملا وقريبا منها المخاض!!
فتقبل الرجل الفكرة بقبول حسن ولما تمخض المخاض رزق الرجل بولد رابع وسعى به الى احدى السيدات ارضعته اياما. ثم ولما مضى الزمن ظهر الولد خالد ناطقا صادقا.
وتاكد قومنا من الحادثة واسميناها لعنة الحليب.
حقا اننا لانعرف ان كان هذا العناد وهذا الاستبداد ناجم عن رضاعة غير طيبة او نتيجة استحمار ناجم تناول لبن الحمار ؟
عن رضاعة حمارية وحميرية .
او بغلية.
لقد كانت قصة الحمير الثلاثة قصة حقيقية.
كان هناك حمار من طراز الجحوش واخر حمار من طراز الحمير الكّدش واما الثالث فقد بدت عليه اثاراليأس وثقل السنين؟
على ان الحمير الثلاثة ظلت صامدة جامدة لم تتزحزح عن مكانها وكان على الامة ان تغير طريقها وطريقتها .
وللاسف الشديد.
تذكروا حين تنثرون قبلكم انكم تشمون وتلثمون حليب الحمار.
وربما حليب حمار ارعن؟ان الحمار يطبع زمننا اننا نلثم حليب الحمار نجلس في عربة يجرها الحمار . حيوا الحمار؟



#مرتضى_الشحتور (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الاسبوع الابيض
- شغب السجون
- حرب الخليج الاولى الفصل اللاحق
- مسلسل الالغاء العام
- حوسمة الانتخابات
- حر آب وحرب الاحزاب
- سفير جديد لمرحلة جديدة
- الكهرستاني ورمضان
- اقصاء المالكي لماذا
- السيادة المعنى والتدويل المغزى
- الغطرسة وقلة التجربة
- دولة القانون والعراقية
- هل راى الكون حيارى مثلنا
- وصل حقا نائب الملك
- اضواء على المغامرة الديمقراطية في العراق
- عراقية كركوك وعراقية كردستان
- عمامة السيد
- اغا نجاد،ندى اغا وبورصة السلطة!
- ايران وافاق التغيير
- الائتلافات الطائفية لاتنجب ائتلافات وطنية!


المزيد.....




- مصر.. الفنان محمد عادل إمام يعلق على قرار إعادة عرض فيلم - ...
- أولاد رزق 3.. قائمة أفلام عيد الأضحى المبارك 2024 و نجاح فيل ...
- مصر.. ما حقيقة إصابة الفنان القدير لطفي لبيب بشلل نصفي؟
- دور السينما بمصر والخليج تُعيد عرض فيلم -زهايمر- احتفالا بمي ...
- بعد فوزه بالأوسكار عن -الكتاب الأخضر-.. فاريلي يعود للكوميدي ...
- رواية -أمي وأعرفها- لأحمد طملية.. صور بليغة من سرديات المخيم ...
- إلغاء مسرحية وجدي معوض في بيروت: اتهامات بالتطبيع تقصي عملا ...
- أفلام كرتون على مدار اليوم …. تردد قناة توم وجيري الجديد 202 ...
- الفيديو الإعلاني لجهاز -آي باد برو- اللوحي الجديد يثير سخط ا ...
- متحف -مسرح الدمى- في إسبانيا.. رحلة بطعم خاص عبر ثقافات العا ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - مرتضى الشحتور - لبن الحمير