أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - دلور ميقري - الأولى والآخرة : مَزهر















المزيد.....

الأولى والآخرة : مَزهر


دلور ميقري

الحوار المتمدن-العدد: 3090 - 2010 / 8 / 10 - 20:48
المحور: الادب والفن
    


رُحى المَجلس على سبع مراتب، قاعدته. وعليها تفاوتَ المُضيف عن نظائره، بما كانَ من مكانه المَركون في صدر القاعة. نعم. إنّ عبد اللطيف أفندي أضحى من أركان مجلس العموميّة، مُحتلاً بذلك مكانَ اليرلي باشي؛ المرحوم قوّاص آغا. هذا كانَ جرى، حينما كنتُ مُحتجزاً بعدُ في القلعة، وبمَشورة من القاروط. هذا الأخير، كانَ قد استعاد صفته، السابقة، في المجلس، جنباً لجنب مع كاتب كلمات هذا الكناش، بعدما تخلى كلانا عن وظيفته ـ كوكيل لأعمال عزيز مصر في الولايَة الشاميّة.
وكانَ قد اكتملَ الآنَ فرْط عقدنا، بانضمام شمّو آغا إليه. إذ وصَلَ مُتأخراً عن بقيّة الجماعة، قادماً مُباشرَة ً من القلعة. ولحظتُ على قسماته ما يُنبأ بأمر ما، جلل، يَحمله لإخوانه في المجلس. فما هيَ إلا هنيهة أخرى، حتى بدأ الآغا يَبوح لنا بجليّة الأمر، فقالَ بصوت شاءَ أن يكونَ مُنخفضاً: " لقد كنتُ في وداع سعادَة ممثل مولانا السلطان، أعزه الله. إنه الساعة في طريقه إلى حمص، لكي يَقودَ بنفسه الجيش الجرّار، المُتأهب للمسير إلى عكا للمُساهمة بصدّ الغزاة "
" العفو، يا آغا. أأنتَ تعني سعادَة القبجي، أم مُمثلاً آخر لمولانا السلطان؟ "، فهتُ بسؤالي وقد اختلط الأمرُ عليّ. عند ذلك، بادرَ كبيرُ المجلس لإعادة الصواب لفكري المُشوّش: " ها أنتَ ذا، يا أخي، تدركُ مَغزى إلحاف البك عليكَ للبقاء في مَعيّتنا فترة أخرى من الوقت "، قالها لي وهوَ يومأ بعينيْه إلى ناحيَة القاروط. ثمّ ما عتمَ الزعيمُ أن عادَ والتفتَ نحوي، موّضحاً مَقصد كلامه: " فاعلم، إذاً، أنّ وجاق القابيقول لن يَحصلَ، أبداً، على عفو الباب العالي. إنه سيلقى مَصير وجاق الآستانة، ولكن دونما إراقة لدماء أنفاره ـ كما نأملُ وبإذن الله ". اتسعَ مبلغ استغرابي، حتى أنني سوّغتُ لنفسي قطعَ حديث الزعيم: " وماذا عن آغاوات القابيقول؛ الذين من المُفترَض أن يأتوا مساءً إلى هذا المنزل، بعدما وُعدوا بنيل فرمان الأمان من يَد سعادَة القبجي؟ "، تساءلتُ باستنكار وسُخط.

" إنهم سَيُجازون، بالمقابل، حَسَبَ نيّاتهم المَعروفة، الشريرة "
بادَرَ الدالي باش إلى إجابتي، وكانت سحنته إذاك تومضُ بنذر التصميم والحَسم. وعلى إيقاع ذلك القول، المُدوّي، استهلّ اجتماعُ مَجلس العموميّة. وكانَ الاجتماع، كما ظهرَ لي تالياً، مَنذوراً لبحث خطة اعتقال آغاوات الإنكشاريّة؛ والمُقرّر أن تنفذ في العشيّة: " على ذلك، وحالما يَنبعث صوتُ الآذان، سيُدعى الإنكشاريون إلى المَصلى من لدُن الأفندي، صاحب المنزل. مكانُ الصلاة هذا، لن يكونَ سوى القبو ـ ليغفر الله لنا ولهم "، اختتمَ الزعيمُ شرحَ تفاصيل الخطة. فما أن اُحَطتُ علماً بتلك التفاصيل ، حتى خاطبني داخلي: " إنها صورَة عن مذبحة القلعة القاهريّة ، التي تخلّصَ عبرَها محمد علي باشا من خصومه الألداء؛ المماليك. وإذاً، فلا يُمكن أن يكونَ واضعُ الخطة غير صاحبنا، البك المصري ". لا غروَ أني لم أستطع كبحَ فضولي، المُسدّد نحوَ القاروط بنظرة مليّة من عينيّ. فأجابَ هذا بنظرة مُماثلة، ولو أنها أحفلُ جذلاً وغبطة.
" لقد آذنا الإنكشاريين بالحرب، وكانَ علينا أن نكسبهم إلى صفنا ضدّ الغزاة المصريين "، تناهض كبيرُ العَمارة مُعترضاً. وحينما نطقَ صديقي العريان كلمته، فإنه رَمَقَ البكَ بعينيْن ملؤهما الريبَة والمَظنة. هنا، شاءَ الشاملي ردّ حٌجَة المُعترض، خشيَة ً منه أن يَتفاقمَ الجَدَل إلى أبعدَ من ذلك: " إنّ المَعرفة، يا آغا، توجبُ التأمل. وإذاً، فها هوَ مسلكُ القابيقول، طوال العام هذا، يَمدّ العارف بعلامات الغدر والخيانة. إننا اليومَ في تعويلنا، أخيراً، على خطة تخليص الولايَة من أولئك الأوباش، نأملُ بكون ذلكَ سبيلاً لتحقيق هدَفيْن أساسيّيْن: الأول، ضمان تطبيق فرَمان الأمان. والثاني، وضع كلّ سلطات الولايَة بإمرَة الوالي الجديد "
" اسمح لي، يا سيّدي، أن أنبّه إلى حقيقة؛ أننا في المَجلس قمنا بقيادة العموميّة جنباً لجنب مع الوجاقات. فمهما يَكن من طيش آغاواتهم، فإنّ ذلكَ لا يَعطينا الحقّ بإهداء رؤوسهم للباب العالي ـ كما لو أنه عربونُ امتنان لفرمانه "، عادَ العريانُ إلى المُجادلة مُجدداً. هذه الكلمة، المؤثرة، ربما جعلتْ الزعيمَ يتردّد في الإجابَة من فوره. ولما طالَ صمتُ الرّجل، فإنّ آغا يقيني أجازَ لنفسه أن يَتدخلَ مرة أخرى.

" لقد استخرنا الضميرَ، بعد الاتكال على الله "
قالَ الدالي باش وهوَ يُنقل عينيْه خلل الحضور، مُستهلاً بالمُجادل العنيد. وأتبَعَ حرَكة عينيْه بالإشارة بيده إلى الأعلى: " أجل، إننا نرجو رضا الخالق لا المخلوق. فلا حاجَة بنا، والحالة هكذا، لمُداهنة الباب العالي أو أيّ كان "، ندّتْ عنه بقوّة ثمّ أردَفَ مُخاطباً كبيرَ العمارة " وعهدي بك، أيها الزعيم، خصماً دائماً لأولئك الأوباش؛ الذين ساموا الخلقَ طوال قرون ألوان العسف والمهانة والعذاب. فإذا أشرقَ صباحُ الغد، إن شاء الله، على حاضرتنا وهيَ خاليَة من جماعة الإنكشاريين، الغاشمَة، فإنه سيكونُ يوماً مَيْموناً؛ يوماً مَشهوداً، ولا غرو، لا بدّ أن يَذكره تاريخُ الشام ". فما لبث الكثير من الحضور أن ردّدَوا، عفواً، وبصوت واحد " إن شاء الله ". وكانَ على الصوت المُعارض ، في آخر الأمر، أن يَلزمَ فمَ صاحبه. من جهتي، آثرتُ أيضاً الصمتَ وبالرغم من أنّ ملاحظاتي هيَ من حرّضتْ العريانَ على مُناوئة الخطة. وليسامحني الربّ ما دمتُ أعترفُ الآن، وبعدَ مضي كلّ تلك السنين، بأني كنتُ آنذاك مَشغولاً بورقة الكنز أكثر من انشغالي بذلك التدبير؛ المُحتم إنقاذ الشام الشريف من براثن الأوغاد.
" هل كانَ المَملوكُ، المَنحوس، يهزأ فيّ؟ "، خاطبتُ نفسي حانقا. إذ كنتُ قد آثرتُ أن أفاتحَ المُضيف بشأن الورقة تلك، عندما اختليتُ معه بُعيدَ عودتي من المدينة رفقة حفيدته. إذاك، فإنه أكّدَ لي بأنّ حاجيات المَرحوم، جميعاً، قد تمّ تسلّمها من قبل آمر القلعة: " لقد جرى ذلك إثرَ حجز الصقليّ، ولم يكن بين أغراضه أيّ ورقة ضمنَ رقّ جلديّ "، قالَ لي الأفندي عندئذ.
" أرجو المَعذرة من حضرتكم، أيها الأخوة. أشعر بالتعب والإعياء، ولا بدّ لي من فترَة راحَة، قصيرة. وسأعودُ للانضمام إلى صُحبتكم، بإذن الله، حينما يَحضرُ بقيّة المَدعوين "، خاطبتُ جماعة المجلس وأنا أهمّ بالقيام من مكاني. كانت صورة نرجس، البهيّة، تتراءى إليّ في تلك اللحظة، حتى أني لم أكن أبصرُ أحداً غيرها.

" ورقة واحدة من الكناش؟ ولكنني، كما تذكر يا سيّدي، سلّمتكَ حزمة من الأوراقَ؟ "
هتفتْ فيّ ابنة الشاملي باستغراب، وعلى طريقتها المألوفة، الطريفة. وكنتُ قد التقيت معها عند عتبَة باب المطبخ، وكانت مشغولة بدَورها بتوزيع المَهام على الخدَم تحضيراً لوليمَة العشاء، المُقرّرة. فما أن انتبهَتْ فتاتنا، الحَصيفة، إلى ما يَجولُ في فكري من قنوط، حتى بادرَتْ ودونما نأمَة إلى تعقب خطواتي العجولة، المُتجهة إلى الدور الثاني؛ إلى الحجرة المُخصصة لي.
" أجل، أذكرُ ذلكَ ولا رَيْب. ولكن، كيفَ سأشرحُ لك؟ "، قلتُ لها بحيرَة ثمّ أضفتُ على الأثر " ثمّة ورقة واحدة حَسْب، مَفقودة. ويبدو أنها تركتْ مَنسيّة، سَهواً، في رقّ ما، جلديّ "
" يا لي منكَ، يا آغا. إنّ الأوراق تلك، التي استلمتها بنفسي من أختي، المرحومة، كانت مَحزومة في قطعة قماش شبيهة بالصرّة. فأيّ رقّ هذا، الذي سأنسى فيه إحدى أوراق الكناش؟ "
" حسنٌ. فلندَعَ أمرَ الرقّ، جانباً. ولكنك، من ناحيَة أخرى، لم تخبّريني عن كيفيّة عثورك على تلك الأوراق، بعدما فقدَتْ مني أثناء فرارنا من منزل أبيك؟ "، قلتُ لها بنبرَة تتكلّف عدَمَ الاكتراث. بيْدَ أنّ نرجس، وقد أخذتْ على غرّة بسؤالي غير المُنتظر، ما عَتمتْ أن رفعَتْ رأسها عن نظرة مُتشكّكة، مُجيبة ببطء: " آه، هذا هوَ مَحط اهتمامكَ إذاً؟ "، ندّتْ غنها بشيء من الخفة ثمّ أضافت " لقيتُ حزمة الأوراق، صُدفة ً، حينما كنتُ أنظفُ حجرَة النوم ؛ ثمة، في مدرسة الحديث "
" ولكن، أرجوك يا عزيزتي: أيّ حجرَة تلك، المَقصودة؟ "، توجّهتُ إليها هذه المرّة بنبرَة مكشوفة؛ بنبرة رجاء وأمل وتوسّل. طفقتْ الفتاة صامتة هنيهة، مُتردّدة في مُصارَحتي على الأرجح. ثمّ إذا بها تطلق ضحكة خافتة: " إنها حجرَة الزعيم؛ إذا كانَ ذلكَ له أَهمّية لديكَ؛ وإذا ما كنتَ ماضياً بعدُ في بحثكَ عن القاتل، المَجهول "، قالتها وقد احتفظ فمُها بالتعبير ذاته، المُتهكّم.

كدّتُ أصعقُ بما سمعته. إلا أني وقد حاذرتُ أن يَفوتني الوقت اللازم، بادرتها فوراً بسؤال آخر: " وهل علمَ، هوَ، بأمر اختفاء حزمة الأوراق تلك؟ "
" أعتقدُ ذلك، ولكن ليسَ في الحال. إذ كانَ آنذاك غائباً عن الدار، بسبب حضور ذلك الشيخ، الرّهيب "
" وفيما بعد؟ "
" نعم، لقد استفهمَ مني ما إذا كنتُ قد دخلتُ الحجرَة أثناء غيابه. لأنّ حجرَتيْنا، كما تعلم، كانتا مُتصلتيْن بعضهما ببعض عن طريق باب داخليّ "
" إني لا ألومُ الزعيمَ، بطبيعة الحال. فالأوراق تلك كانت جزءاً من الكناش؛ الذي سرقه أحدهم من منزله، هناك في القنوات "، قلتُ لها بلهجة صادقة. وعليها كانَ، بعد، أن تصدُمني مُجدداً بمعلومة أخرى: " إلا أنّ أبي، في الأسبوع المُنصرم، كانَ قد فاجأني بسؤاله عن حزمة الأوراق نفسها ". اختلط عليّ الأمرُ، ولا غرو، فطفقتُ ساكتاً مُنتظراً أن تجلي هيَ ما تعنيه. وكانَ أن استطرَدَتْ الفتاة بالقول: " يبدو أنه استعارَ منكَ تلك الحزمة؛ كما فهمتُ منه ". إذاك، تنهدتُ بعمق مُبدّداً سحابَة الهواجس، التي كانت قد بدأتْ تكتمُ نفسي: لأنني أدركتُ أنّ نرجس لا تعني بقولها والدَها، الزعيم؛ بل الأفندي، جدُّها. وحينما أوضحتُ لها سوء الفهم، المُنقضي، فإنها تبسّمَتْ بمرارة فيما كانَ بصرُها يَحيدُ عني إلى الجهة الأخرى من الحجرَة. ثمّ قالت لي، إثرَ فترة من الصمت: " لطالما كانَ جدّي بمقام والدي، نسَباً وشعوراً. وكم تمنيتُ لو أنّ الآيَة كانت معكوسة. أجل، كانَ الزعيمُ غريباً عني دوماً، حينما كنتُ طفلة. حتى في زياراته لمنزلنا، المُتباعدَة، كانَ يصرّ على البقاء بمنأىً عني. إلا أنّ الأمرَ تغيّر، ولا شك، عندما استعادني أخيراً إلى رعايته ومنحني اسمه ". امتدّ أمدُ الصّمت بيننا، ثانيَة ً. فإني كنتُ عندئذ كمن يَبحثُ، عبثا، عن خاتم ضائع في جنادل من الحصى. نعم. كنتُ أتفكّرُ بهذا الأمر المُستجَد، الداهم: وهوَ فقدان حزمة أوراق الكناش، مُجدّداً؛ أنا من كنتُ في سبيلي لاستردادها بعدما آيَستُ من جدوى العثور على ورقة الكنز؛ التي زعمَ المَرحومُ الصقليّ وجودها بحوزته طيّ رقّ جلديّ. وكنتُ تائهاً بفكري خلل الألغاز تلك، المُتواترَة، عندما تناهى صوتُ طرقات هيّنة على باب الحجرَة.

" سيّدي، إنّ جنابَ الزعيم يَدعوكَ إلى الصالون "
خاطبني عصمان أفندي بعجمَة لهجته، الوقورة، ما أن فتحتُ له البابَ. ودونما حاجة لسؤال، أدركتُ أنّ المَدعوّين قد بدئوا في التقاطر على الدار. فما أن غادرَ كبيرُ الخدَم، حتى التفتّ نحوَ نرجس مُستأذناً منها بضرورة ذهابي. فلما هممتُ بالتحرّك، بادرَتني هيَ بالقول: " إذا ما شعرتَ، في هذا المساء، بحاجة إلى الإفضاء إليّ بأمر ما، فما عليكَ سوى سؤال الخدَم عن مُحترَف صديقتنا؛ شمس "، نطقتْ جُملتها مُشدّدة على صفة المُشرفة السابقة. بيْدَ أني، كما أشرتُ آنفا، ما كنتُ في وارد الاهتمام إلا بمَوضوع واحد، حَسْب: ورقة الكنز.
" لا بدّ لي من الاستعلام عن الرّق لدى ذلك الآمر، الأرعَن "، قلتُ في سرّي فيما كنتُ مُتوجّهاً إلى الدور الأرضيّ. ولكن يا إلهي، فكرتُ مَهموماً، أيمكنُ أن تكونَ رزمة الأوراق قد وَصلتْ اتفاقا ليَد زينيل آغا هذا؛ وذلكَ حينما أخذ رجالهُ يفتشون في حجرتيْ المَملوكيْن ويُصادرون ما كانوا يَجدونه ثمّة؟ إنه احتمالٌ مَعقول، طالما أنّ الآمرَ راحَ منذئذ يَدَعُ مَوْضوع الجرائم، مُنشغلاً عنه بموضوع الكنز.
" أهلاً بأخينا المُبجّل، الآغا العطار "، هكذا هتفَ آمرُ القلعة باحتفاء ما أن بادَرته بالسلام. كانَ الرجلُ مُنزوياً على نفسه ثمّة، في جهة نائيَة من قاعة الضيافة. فكانت هذه سانحَة، مُناسبَة، لكي اختار مُجالسته على الأريكة ذاتها؛ المُتصدّرَة تلك الجهة. فما لبثتُ أن تصنعتُ الإعياء، حالما تهالكتُ بالقرب منه، ثمّ رحتُ أقلّب عينيّ في الحضور.
وفضلاً عن أركان مجلس العموميّة، السبعة، كانَ هناكَ ما يُماثل عددهم من آغاوات الإنكشاريّة، وكذلكَ الأمر بالنسبة لآغاوات الأورطات. إنّ الخلاف الأخير، المُتطاول، جعلَ هؤلاء وأولئك في مَجلس مُنفصل ومُتقابل في آن. أما بقيّة الأعيان والأشراف، فلم يَسبق لي أن عرفتُ أياً منهم فيما مَضى؛ اللهمّ سوى شيخ الشام، النقشبندي. على ذلك، ما عتمَ كبيرُ المَجلس أن نهضَ إلى تقديم الحضور لبعضهم البعض، حتى وَصلَ إلى ذلك الرّهط الكريم، المَوْسوم. عندئذ، علمتُ أنهم مشايخ المذاهب الأربعة، علاوة على شهبندر التجار والقاضي: " إنّ كلاً من هذيْن الأخيريْن قد تسنمَ منصبَه، حديثاً، خلفاً لسلف قتيل أو مَعزول "، عدتُ أخاطبُ نفسي مُتسلياً بتأمّل المَعنييْن. فما أن أنهيتُ جُملة سرّي، حتى انتابتني فكرة أخرى، مُفزعة: إنّ كلّ جريمَة، من الجرائم المُرتكبَة سابقا، قد تواشجَتْ مع غرض ما ، مَفقود، كما وصُحبَة مُشابهَة لهذا الإجتماع، المُستطير.
فليُساعدنا، إذاً، واهبُ الروح ومُستردّها؛ في هذه الأمسيَة الشتويّة، على الأقل.

> مًستهلّ الفصل السابع، والأخير، من روايَة " الأولى والآخرة "..



#دلور_ميقري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الفصل السادس : مَجمر 11
- الفصل السادس : مَجمر 10
- الفصل السادس : مَجمر 9
- الفصل السادس : مَجمر 8
- الفصل السادس : مَجمر 7
- الفصل السادس : مَجمر 6
- الفصل السادس : مَجمر 5
- الفصل السادس : مَجمر 4
- الفصل السادس : مَجمر 3
- الفصل السادس : مَجمر 2
- الفصل السادس : مَجمر
- الرواية : مَطهر 9
- الرواية : مَطهر 8
- الرواية : مَطهر 7
- الرواية : مَطهر 6
- الرواية : مَطهر 5
- الرواية : مَطهر 4
- الرواية : مَطهر 3
- الرواية : مَطهر 2
- الرواية : مَطهر


المزيد.....




- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - دلور ميقري - الأولى والآخرة : مَزهر