أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نعيم عبد مهلهل - الحسين ( عليه السلام ) ، وغاندي ( رحمهُ الله ) ، وكارل ماركس ( سامحهُ الله )..!














المزيد.....

الحسين ( عليه السلام ) ، وغاندي ( رحمهُ الله ) ، وكارل ماركس ( سامحهُ الله )..!


نعيم عبد مهلهل

الحوار المتمدن-العدد: 2506 - 2008 / 12 / 25 - 09:59
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يقول المهاتما غاندي ( رحمه الله ) بالرحمة والعطف كونه كان هندوسياً ، وليس موحداً ، أي لا مسلماً ولا يهودياً ولا مسيحياً : أن الثوار من رحم المظلومين يأتون ويرحلون ولن يبقى من أثرهم سوى الملح وأرغفة الجياع.
كان غاندي يحفظ على ظهر قلب أسم كل ثائر ويعرف سيرته وتجربته ، وطالما تحدث بإعجاب عن ثورة الحسين ( ع ) وأعتبرها مثلاً يقتدى به في تبصير الشعوب لتعيش حياتها بكرامة وحرية وهناء ، ويبدو إن موت الثائر هو القربان الأبدي لخلود تلك الثورة ونجاح نهجها ، ودائما موت الثوار يأتي في الطريقة الدراماتيكية التي تتنازع فيها قوتان ، الثائر بأسلحته وادواته البسيطة ، والظالم بجبروته وسلطته وأسلحته الفتاكة ، ولا أعرف لماذا تحاشى غاندي أن يتحدث عن ثائر آخر رسم لفقراء الحضارة الجديدة طرقاً تنظرية وعلمية ليؤسسوا العالم الحلم ( كارل ماركس ) ، الذي يتحدث عنه لينين بالقول ( لقد كانت النظرية الماركسية طريقا لبناء الحياة العادلة والتي يسود فيها حكم الشعب لا حكم الطغاة.)
الشتات المعرفي والزمني والاجتماعي بعيد بين الرموز العظيمة الثلاث ،لكن في النهاية وبسبب علمية الرؤيا وأمميتها ، شاعت الماركسية كمنهج ثوري لم يقتصر من اجل شعب واحد وضد طاغية واحد ، فترى هناك الماركسي الهندي والعربي والكيني والفرنسي والكوبي والإيراني..
عاش الحسين ع من أجل قضية المظلوم في وجه طغاة جعلوا الدين قصرا للهو أحلامهم ، ولكنه أستدرج إلى المكان الذين رسمت فيه لوحة ذبحه مع كل آل بيته ، وكان سقراط الحكيم يقول :استدراج المؤمن بقضيته أسهل مسألة حسابية ،لن المؤمن يمشي ومعه تمشي حسن النية ،ووقت شعوره بأنه استدرج وخدع لم يفكر بلحظة تراجع أو خلاص فلقد أدرك في الثبات قيمة خلود ثورته ،لهذا تحولت القضية من دفاع عن مظلومية مذهب إلى دفاع عن مظلومية الإنسان أين ما كان ،فلقد كان معه من الأنصار الرومي والفارسي والعربي ثم جرت الواقعة الشهيرة في كربلاء.
يختلف غاندي في ثورته أنه لم يكن ملزما بإمساك السيف ، وأذا كان الحسين محاصراً بكذا ألف يمتلكون النية المبيتة لتصفيته فأن المهاتما محاصر بأشرس استعمار عرفه التاريخ قبل أن تنزل أمريكا إلى الساحة ،ولكن هذا الاستعمار كان بسبب طبيعة البلاد المحتلة يتعامل مع الثائرين بصورة تقترب من امتصاص رد الفعل أو العقوبات الرادعة التي لاتصل إلى التصفية الجسدية كما عند الحكام في القرون التي سبقت عصر الثورة الصناعية ، ولسلمية الرؤية الثورية عند المهاتما تُرك ينحت في الصخر إلى حين تحول هذا النحت إلى فعل مؤثر اجبر بريطانيا لتمنح الهند استقلالها ،لكن درامتيكية نهاية الثوار لاحقت الرجل ومات اغتيالا كما الحسين ( ع ) ، برصاص متطرف هندوسي لم يعجبه نهج المهاتما .
اختلاف النظرية الأكثر شيوعا والتي تدافع عن المظلومين ومنظرها كارل ماركس ، انه عاش رؤاه في التنظير والكتابة ، وأصر مع فلسفة أنجز أن يؤسس ثورة علمية وثقافية وترك الأمر لقراء هذه الرؤى ليقرؤها ويضعونها في حيز التطبيق وشاء لروسيا أن تكون المكان التطبيقي الأول في ثورة 1905 ولكنها فشلت ، ثم عادت الكرة مرة أخرى في ثورة أكتوبر 1917. بقيادة اليتش اوليانوف لينين ومن ثم يبدأ التطبيق الفعلي لهذه النظرية ــ الثورة من روسيا ومن ثم إلى جميع أنحاء العالم.
الثورات الثلاث تستعاد كل عام بطرق وطقوس مختلفة . الحسين ( ع ) تقام لروحه الزكية في العالم الشيعي عشرة مباركة تختلف فيها طريقة الاحتفاء ما بين تعذيب للجسد لامبرر له، ومابين محاضرات فقهية وعلمية وإرشادية نافعة. وغاندي يحتفي فيه في يوم استقلال الهند ، بطقوس هندوسية بسيطة يستعاد فيه زمن اللاعنف ، والذي يصبغ بابتسامته الخجولة جسدا نحيفاً ، ولكنه صلب ومعاند. وماركس يحتفي فيه في كل أنحاء العالم كقائد ومنظر أثبتت الأزمنة والعولمة والدبابات صدق رؤاه بأن في النهاية ينبغي أن تتشارك كل الطبقات المسحوقة لتصنع حياتها وفق نظرية شيوع المال العام والدولة الاشتراكية.
الرموز العظيمة الثلاث. تشاركت مرة في خطبة لرجل معمم في واحدة من الفضائيات ، أعطى فيها الرجل الفضل العظيم لثورة الحسين ( ع ) في أيقاظ البشرية ومنحها العبر والدروس في الثبات على المبدأ ، واتخذ من مديح المهاتما غاندي للحسين ( ع ) مثلًا وقال غاندي ( رحمه الله ) ، وعندما عرج على الماركسية ، لم يحملها أي ثناء وان أشار لها بأنها جاءت من اجل المظلومين في أوربا ، ولكنها تمتلك الرؤية الإلحادية في قضية الوجود ، لهذا عندما أطلق من فمه اسم ماركس قال : سامحهُ الله.
أنا اعتقد إن ماركس لم يخطأ حتى يسامحه الله . فلقد منح البشرية واحدة من اجمل أحلام الفقير العالمي .ولهذا مهما تباينت درجة القدسية بين الرموز العظيمة الثلاثة فثمة خيط من ضوء الماس يربط بينهما.

زولنكن في 23 / 12 / 2008





#نعيم_عبد_مهلهل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أشراقات مندائية
- شيء عن السريالية ، والغرام بالطريقة التقليدية...
- الفصيحُ لايشبه الصفيح .. وحنيفة لايشبه الصحيفة ....
- من أمنيات الترميذا يوشع بن سهيل
- الصابئة المندائيون وسوق الشيوخ وتشريفات القصور الرئاسية...
- ميثلوجيا العدس
- التاريخ الوطني لشركة أحذية باتا...!
- الانتحاريُ الجَميلْ ..وجَنتهُ التي عَرضُها السَمواتُ والأرضْ ...
- طلبان كابول ، وشرطي من أهل السويج ...
- فلفل أحمر .. وكحل تحت عيون نادية لطفي ...
- خذ من عينيَّ قصيدتكَ .. وأشعلْ قمراً في البابِ الشرقي...
- كم كانت أحلامنا جميلة ..!
- أعلان ضد الأفلام الأباحية ( وهَتك الجسد )..!
- سعر برميل النفط في 1 شباط 2009
- البصرة .. الأقليم والبهارات وحسين عبد اللطيف..
- طارق بن زياد ، وصديقة الملاية...
- القاصة السورية ماجدولين الرفاعي ...نصوص لها طعم الورد
- مكائد النساء تبعثر خيالات الأمكنة ..(( قرية شوبنكن الألمانية ...
- أبي ولينين ويوم العطلة في الصين
- الحزب الشيوعي العراقي وأسطرة الفتوى ...


المزيد.....




- الدبلوماسية الأمريكية هالة هاريت توضح لـCNN دوافعها للاستقال ...
- الصحة السعودية تصدر بيانا بشأن آخر مستجدات واقعة التسمم في ا ...
- وثائقي مرتقب يدفع كيفين سبيسي للظهور ونفي -اعتداءات جنسية مز ...
- القوات الإسرائيلية تقتل فلسطينيا وتهدم منزلا في بلدة دير الغ ...
- الاتحاد الأوربي يدين -بشدة- اعتداء مستوطنين على قافلة أردنية ...
- -كلما طال الانتظار كبرت وصمة العار-.. الملكة رانيا تستذكر نص ...
- فوتشيتش يصف شي جين بينغ بالشريك الأفضل لصربيا
- لماذا تستعجل قيادة الجيش السوداني تحديد مرحلة ما بعد الحرب؟ ...
- شهيد في عملية مستمرة للاحتلال ضد مقاومين بطولكرم
- سحبت الميكروفون من يدها.. جامعة أميركية تفتح تحقيقا بعد مواج ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نعيم عبد مهلهل - الحسين ( عليه السلام ) ، وغاندي ( رحمهُ الله ) ، وكارل ماركس ( سامحهُ الله )..!